نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إنجاز عملية تبادل أسرى جديدة بين روسيا وأوكرانيا، شملت 410 أسرى من الجانبين، بواقع 205 أسرى روس مقابل 205 أسرى أوكرانيين، في إطار جهود وساطتها المستمرة لحل النزاع القائم بين البلدين منذ عام 2022.

وبهذه العملية، ترتفع حصيلة عمليات التبادل التي ساهمت فيها الوساطة الإماراتية إلى 15 عملية، أسفرت في مجموعها عن إطلاق سراح 4181 أسيراً من كلا الطرفين، في خطوة تعكس الثقة الدولية المتزايدة في الدبلوماسية الإماراتية ودورها المحايد في تسوية النزاعات وإعلاء القيم الإنسانية.

الإمارات تُثمّن تعاون روسيا وأوكرانيا

أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً أعربت فيه عن شكرها العميق لكل من روسيا وأوكرانيا على تعاونهما الإيجابي مع جهود الوساطة التي تقودها دولة الإمارات.

وأكدت الوزارة أن نجاح هذه المبادرة الجديدة يؤكد المكانة التي تحتلها الدولة كوسيط موثوق به دولياً، ويعكس عمق العلاقات الثنائية التي تجمع الإمارات بكل من موسكو وكييف.

وأضاف البيان أن الإمارات ملتزمة بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الأزمة، وعلى رأسها أوضاع الأسرى واللاجئين، مشددة على أهمية الحلول السلمية لتجاوز تبعات الحرب الممتدة منذ فبراير 2022.

روسيا: جنودنا في بيلاروسيا ويتلقون الرعاية اللازمة

من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً أكدت فيه نجاح عملية تبادل الأسرى التي تمت بوساطة إماراتية، مشيرة إلى أن 205 جنود روس أُعيدوا من أوكرانيا بعد مفاوضات مباشرة، مقابل إطلاق سراح نفس العدد من الجنود الأوكرانيين.

وأوضح البيان أن الجنود الروس الذين تم استلامهم حالياً متواجدون في أراضي بيلاروسيا، حيث يخضعون للرعاية الطبية والنفسية اللازمة بعد فترة الأسر، مؤكداً أن العملية تمت وفق معايير إنسانية تراعي سلامة الأسرى وحقوقهم.

زيلينسكي يشكر الإمارات ويؤكد التزامه بإعادة جميع الأسرى

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر قناته الرسمية على تطبيق “تلغرام” أن 205 جنود أوكرانيين عادوا إلى ديارهم نتيجة عملية التبادل الأخيرة. وعبّر عن شكره العميق لدولة الإمارات وجميع الأطراف التي ساهمت في إنجاح هذه المبادرة.

وقال زيلينسكي: “نحن نكافح يومياً من أجل شعبنا. لن ندّخر جهداً في سبيل إعادة كل من لا يزال محتجزاً. وشكرنا الخاص لدولة الإمارات التي تبذل جهوداً صادقة وإنسانية في هذا المجال”.

الإمارات وسيط دبلوماسي موثوق في النزاعات الدولية

يمثل هذا النجاح امتداداً للنهج الإماراتي في تعزيز الحلول السلمية وتسخير الدبلوماسية لخدمة الاستقرار الإقليمي والدولي.

فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، واصلت أبوظبي تقديم نفسها كوسيط حيادي، يسعى لتقريب وجهات النظر بعيداً عن الانحياز لأي طرف.

وتعكس هذه الوساطات المتكررة ليس فقط الثقة الدولية في السياسة الخارجية الإماراتية، بل أيضاً قدرة الدولة على التعامل مع الملفات المعقدة وتوفير منصات للحوار البناء، خصوصاً في ظل الانقسام الدولي الحاد حول الأزمة الأوكرانية.

اقرأ أيضًا.. بعد صفقة المعادن.. إدارة ترامب توافق على أول صفقة بيع معدات عسكرية لأوكرانيا

الإمارات تدعو إلى حل شامل للصراع بين روسيا وأوكرانيا

أكدت وزارة الخارجية الإماراتية في ختام بيانها أن الدولة ستواصل مساعيها لإنجاح كافة الجهود الإقليمية والدولية التي تهدف إلى التوصل لحل سياسي وسلمي ينهي الصراع ويضع حدًا لمعاناة المدنيين.

وشددت على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني، لا سيما فيما يتعلق بأوضاع الأسرى واللاجئين.

ويأتي هذا التوجه منسجماً مع السياسة الإماراتية القائمة على مبادئ احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل على تعزيز الأمن الجماعي من خلال الحوار والتفاهم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط