نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صالح سليم.. رمز الرياضة والفن وذكرى لا تنسى - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 12:06 صباحاً
وُلد صالح سليم في 11 سبتمبر 1930 بحي الدقي في محافظة الجيزة، في أسرة عريقة من أطباء ومثقفين. كان والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، بينما كانت والدته زينب الشرف من أسرة ذات أصول مكية. منذ صغره، أظهر صالح شغفًا بالرياضة، وخاصة كرة القدم. بدأ مسيرته الرياضية في مدرسة الأورمان الإعدادية، حيث انضم إلى منتخب المدارس ثم انتقل إلى صفوف الناشئين في النادي الأهلي في عام 1944. وبمجهوده وإصراره، صعد إلى الفريق الأول في سن السابعة عشرة.
في عام 1948، خاض أول مباراة رسمية له مع الأهلي ضد نادي المصري، وأحرز هدف الفوز لفريقه، ليكون بداية مشوار حافل من الانتصارات والإنجازات.
على مدار مسيرته الرياضية، حقق صالح سليم العديد من الألقاب والإنجازات التي جعلت منه واحدًا من أساطير كرة القدم في مصر والعالم العربي. مع النادي الأهلي، فاز بـ11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها، وحقق 8 بطولات كأس مصر، بالإضافة إلى فوزه ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1959 مع منتخب مصر.
كانت أرقامه في المباريات تتحدث عنه؛ فقد سجل 101 هدف طوال مسيرته، منها 92 هدفًا مع النادي الأهلي، و9 أهداف خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس. كان يحمل لقب "الهداف" في كثير من البطولات، وأثبت نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة المصرية.
المعركة مع المرض: قوة وإرادة لا تنكسر
ومع ما حققه من إنجازات رياضية، إلا أن مسيرة صالح سليم لم تكن خالية من التحديات الشخصية. في عام 1998، اكتشف صالح إصابته بـ سرطان الكبد، وهو مرض مزمن كان قد أثر عليه بشكل كبير. ورغم نصائح الأطباء بالابتعاد عن العمل، إلا أن "المايسترو" لم يرضَ أن يترك منصبه في رئاسة النادي الأهلي. تعامل مع المرض بشجاعة، متحديًا آلامه ولم يُفصح عن حالته الصحية حتى لا يشغل الرأي العام، معلنًا أن مرضه أمر شخصي.
حاول صالح سليم علاج نفسه بالكثير من الطرق الطبية المتطورة، ولكنه لم يتمكن من هزيمة المرض، وظل صامدًا حتى وافته المنية في 6 مايو 2002، عن عمر يناهز 72 عامًا.
بعيدًا عن الملاعب، كانت شخصية صالح سليم تتمتع بحضور قوي على المستوى الاجتماعي. تزوج من زينب لطفي وأنجب منها ولديه هشام وخالد سليم، وكان هذا الزواج الوحيد في حياته. تميز أيضًا بذكائه الاجتماعي وكرمه، وكان له العديد من الأصدقاء المقربين في الوسط الفني.
لم يتوقف صالح سليم عند الرياضة فقط، بل كان له حضور بارز في السينما المصرية، حيث شارك في العديد من الأفلام مثل "الشموع السوداء" و"الباب المفتوح" أمام فاتن حمامة، ولكن لم يكن يرغب في أن يطغى نشاطه الفني على رياضته المفضلة.
اليوم، ونحن نتذكر صالح سليم في ذكرى رحيله، نحتفل بإنجازاته العظيمة في عالم الرياضة والفن. كانت حياته رحلة مليئة بالنجاح والعطاء، وعشقه الأوحد كان النادي الأهلي، الذي أسس له قواعد ثابتة وأرسى معايير في حب الرياضة وإدارة الأندية. سيظل شعار "الأهلي فوق الجميع" هو نبراسًا للعديد من الأجيال القادمة.
ورغم غيابه، يبقى صالح سليم في ذاكرة كل عاشق لكرة القدم، في قلوب مشجعي النادي الأهلي وكل محبي الرياضة في مصر والعالم العربي. رحيله ليس إلا انتقاصًا من الساحة الرياضية، لكن إرثه سيظل دائمًا حيًّا في قلوبنا.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق