أكّد رياضيون أن ما حدث في مباراة الوصل وشباب الأهلي في قمة الجولة الـ23 من دوري المحترفين، التي أُطلق عليها لقب «ديربي الغضب»، يستدعي تشديد الإجراءات التنظيمية الخاصة بضبط الجمهور في المباريات الجماهيرية، تجنباً لتكرار مثل هذه المشكلات، وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» أنه يجب التعلم من هذه المباراة والأحداث الدخيلة على الكرة الإماراتية، عن طريق زيادة التوعية بأهمية التشجيع وثقافته، وفرض عقوبات غليظة على المتسبب في ذلك، وزيادة الإجراءات التنظيمية في المباريات الجماهيرية، وتغيير بعض بنود العقوبات، لمنع تكرار مثل هذه الأحداث.

وكانت قمة الوصل وشباب الأهلي، التي أُقيمت السبت الماضي، قد شهدت أحداثاً بين جمهور الفريقين بعد نهاية المباراة، حيث اشتبك عدد من جماهير الفريقين في مشهد نادر الحدوث بملاعبنا، في وقت أصدرت لجنة الانضباط قراراتها، مساء أمس، بفرض غرامات مالية على الناديين، في حين تواصل الجهات الأمنية دراسة الحالة، وتفريغ الكاميرات، للوصول إلى الأشخاص المسؤولين عن هذه الأزمة.

ثقافة جماهيرية

وطالب قائد المنتخب الوطني السابق والمحلل الفني، عبدالرحمن محمد، بضرورة فرض أقصى أنواع العقوبة على المتسببين في هذه الواقعة التي حدثت في المباراة، حتى يكون ذلك رادعاً لأي فرد من الجمهور يفكر في تكرار هذه المواقف، وأشار إلى أن ثقافة الجمهور بالتأكيد لن تتغيّر، لكنها قد تتعدل عن طريق التوعية، وتشديد العقوبات على من يتسبب بأي أزمة في المدرجات.

وقال عبدالرحمن محمد: «للأسف ما حدث في المباراة يندرج تحت مسمى (ثقافة الجمهور)، لكن يجب الحد من مثل هذه الأمور، والوصول إلى الأشخاص الذين تسببوا في ذلك، وفرض أقصى أنواع العقوبات عليهم، حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف، مطلوب أن يكون هناك تنافس ومشاحنات سواء في الملعب أو عبر شاشات التلفاز، لكن لا يجب أن تصل إلى القذف والسب، واشتباك بالأيدي، كما يجب أن يكون هناك احترام للاعبين».

وأضاف: «من المهم أيضاً أن يكون ممر خروج اللاعبين ودخولهم آمناً بشكل كبير، حتى لا يتعرّض الجماهير للاعبين بأي طريقة، وهذه من الأشياء المهمة التي يجب أن تتوافر في كل المباريات وفي جميع الملاعب».

أحداث غير مقبولة

من جهته، أكّد المحلل الفني، حسن سهيل، أن ما حدث في المباراة غير مقبول، ولا يجوز أن تتكرر مثل هذه الأمور في الكرة الإماراتية بغض النظر عن أسماء الفريقين الموجودين في الملعب، وأشار إلى أن ما حدث تكرر في آخر موسمين تقريباً في مباراة أو اثنتين بالخروج عن الروح الرياضية سواء بالتعدي اللفظي أو العصبية الزائدة، ثم تكرر في المباراة الأخيرة من خلال الاشتباكات بالأيدي.

وقال حسن سهيل: «ما حدث بالنسبة لي، هي أحداث دخيلة على كرة الإمارات، والسبب في ذلك هو الشحن الجماهيري الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة التراكمات، وما حدث قبل المباراة أمر غير مبرر، خصوصاً أن البطولة كانت محسومة لفريق شباب الأهلي بنسبة كبيرة، حتى بعد خسارة شباب الأهلي تُوّج باللقب بعدها بـ24 ساعة فقط، لذلك ما حدث ليس له أي داعٍ».

وأضاف: «في اعتقادي أن العقوبة التي فرضتها لجنة الانضباط لا تليق، ولن تفي بالغرض، والعقوبة غير المناسبة هذه كان يتوقعها الجمهور، لذا حدث ما شاهدناه، وأطالب بتغيير العقوبات، حفاظاً على كرة الإمارات وعلى المنشآت وشكل الكرة الإماراتية خارجياً، يجب أن تكون هناك عقوبات صارمة وأكثر صرامة، ولابد من تشديد الإجراءات على الملاعب والمنشآت».

وقال مدير فريق الإمارات السابق، إبراهيم عباس: «هل يعقل أن يوجد جمهور في المنصة الرئيسة للنادي ويقوم برمي المقذوفات على اللاعبين والموجودين في المنصة، التحدي والتشجيع ظاهرة صحية وجيدة، لكن أن تصل إلى التعدي وأقسام الشرطة والمستشفيات، هذا أمر غير طبيعي وخطأ، وهو نتيجة للشحن الزائد، الجمهور بالغ في تشجيعه، ويأخذ الكرة على أنها حياة أو موت، وقد يكون الفريق سيئاً جداً لكن الجمهور لا يتوقف».

أحداث غير متوقعة لأي جهة

وأوضح المحلل الفني، خالد عبيد، أن وضع الفريقين قبل المباراة يجعل من المباراة بالتأكيد «ديربي»، لكنه غير مؤثر في الفريقين، خصوصاً أن شباب الأهلي كان قريباً من التتويج باللقب، والوصل غير منافس.

وقال: «الوضع غريب ولم يكن متوقعاً نهائياً، بعض الجماهير يجب أن يعاقب بشكل كبير، ولابد من محاسبة المتسببين وبشدة حتى لا تتكرر هذه الأمور، أعتقد أنه لو عاقبنا النادي فقط، ستكرر هذه الفئة نفسها ما قامت به، نحترم جمهور الفريقين، لكن هذه القلة يجب أن تعاقب، وأن تقوم الجهات المعنية بعد ذلك بتوقّع أن يحدث أي شيء في المباريات الجماهيرية، وصراحة ما حدث من عقوبات غير مقنع وغير رادع لأي فئة جماهيرية».

زيادة الوعي من الإعلام

وكشف رئيس رابطة جمهور الوصل، علي الحتاوي، أن كرة القدم دائماً تجمع الجماهير، مشيراً إلى أن ما حدث من بعض الجماهير أمر غير مقبول، وقد تسبب بالأزمة الدخيلة على كرة القدم الإماراتية، وقال: «يجب زيادة الإجراءات في المباريات، خصوصاً التي تشهد شحناً جماهيرياً، وقد يكون غير مبرر، وإنما طبيعة المنافسة تفرض ذلك في بعض الأوقات، إضافة إلى الوعي الثقافي من الإعلام، الذي يقوم بدوره بالتوعية، نحن كقادة لروابط مشجعي الأندية، نقوم بدورنا كمشجعين، وندعم الجمهور ونثقفه، نتجمع في مدرج واحد خلف المنتخب الوطني في كل المباريات، وهذا هو التشجيع الصحيح».

ما حدث خطأ كبير

وأكّد رئيس رابطة مشجعي نادي شباب الأهلي، محمد رشاد، أن ما حدث خطأ كبير، ومرفوض تماماً من قِبل جمهور الفريقين، وقال: «ما حدث لا يجوز ولا يجب أن يتكرر، ولا يوجد أي مبرر، شباب الأهلي خسر المباراة، لكنه كان قريباً من التتويج، وفاز بعد 24 ساعة باللقب رسمياً، وفرح جمهور شباب الأهلي، لذا ما حدث أمر غير طبيعي».

وأضاف: «الخطأ من الطرفين، وليس من جهة واحدة فقط، الجهتان تتحملان المسؤولية، وما حدث لا يجوز بأي شكل».