ترامب يظهر مرتدياً زيّ الحبر الأعظم... لا "بروتا فيغورا" في هذا البيت الأبيض الجديد - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يظهر مرتدياً زيّ الحبر الأعظم... لا "بروتا فيغورا" في هذا البيت الأبيض الجديد - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 09:09 مساءً

لم يخفِ الرئيس دونالد ترامب يوماً إعجابه العميق بالذكاء الاصطناعي، أو بالأحرى بالفن "الجديد" الذي خرج من قمقمه.

 

خلال السنوات الفائتة بعد خروجه من البيت الأبيض، كان من أول الذين ركبوا موجة الصور المصنعة بهذا النوع من التكنولوجيا، قبل أن تغزو هذه التقنية وسائل التواصل الاجتماعي كما نراها الآن.

 

ريادته اقتصرت على حسابه في "تروث سوشال"، المنصة التي أنشأها رداً على طرده من "تويتر" (سابقاً) و"فايسبوك". هناك، على أرضه الافتراضية وبين جمهوره الوفي جداً، راح ترامب ينشر صوره الخاصة المولدة بالذكاء الاصطناعي. 

 

وجمهور ترامب مولع بشكل خاص في الميمز Memes. ما أن يضع منشوراً جديداً حتى تنهال عشرات آلاف التعليقات عبارة عن صوره وعليها عبارات تمجيد أقلها أنه بطل. ومع تحسن قدرات الذكاء الاصطناعي في تشكيل الصور، راح ترامب يعيد نشر صور له نراه فيها حيناً أقرب إلى آرنولد شوارزينغر في ريعان شبابه، رجلاً عريض الكتفين مفتول العضلات، يحمي أميركا من كل أعدائها، وأحياناً ترامب نفسه، لكن بجسم أكثر تناسقاً ووجه أكثر وسامة، يحمل قطة مثلاً، ليحميها من الغرباء غير الشرعيين الذين يريدون التهامها.

 

مع عودته إلى البيت الأبيض، بدا جلياً، ومن لحظة قسم اليمين، النقلة النوعية لموقع المؤسسة الرئاسية وحساباتها الاجتماعية إلى بيت آخر يمكن بسهولة تسميته بيت ترامب.

 

 

الموقع تحوّل إلى مساحة خاصة بترامب وحده، عليها صوره وإنجازاته ونشاطاته وشعاراته وحتى توقيعه على الصفحة الأولى. وأي باحث عن معلومات عن رؤساء سابقين، بدءاً بجو بايدن ورجوعاً، لن يجد شيئاً يذكر. المحظوظون الوحيدون هم الآباء السبعة المؤسسون، لديهم صفحة خاصة بهم مع فقرة تعريفية لكل واحد فيهم.

 

بالتوازي، فإن التغيير الذي طال الموقع الرسمي بدا أشد نفوراً في حسابات السوشال ميديا التي حافظت على رصانتها الرسمية وحياديتها ما استطاعت منذ إنشائها وحتى العودة الثانية لترامب، إذ باتت اليوم ترامبية الشكل والمضمون.

"رابع من أيار سعيد للجميع، ومن ضمنهم اليساريون المتطرفون المعاتيه الذين يريدون إعادة المجرمين (…) إلى مجرتنا. أنتم لستم الثوار. أنتم الإمبراطورية. فليكن الرابع من أيار معك".

 

هذه اللغة المقتبسة بتصرف من سلسلة "حرب النجوم" الشهيرة، أرفقها البيت الأبيض بصورة لترامب، مرتدياً زي أحد أبطال السلسلة الأيقونية، بذراعين تكاد عضلاتهما تنفجر، وحاملاً سيف اللايزر الشهير مضاءً بالأحمر طبعاً، وخلف كتفي الرئيس نسران أميركيان والراية. 

 

 

— The White House (@WhiteHouse)

 

 

الرابع من أيار تاريخ خاص للاحتفال بحرب النجوم استغله القائمون على الحسابات لتمرير رسائل الرئيس السياسية الهجومية. هذه الحسابات لا تتردد في السخرية الفجة أحياناً، مرفقة صورة للطالب الفلسطيني محمود خليل المعتقل بهدف ترحيله، بصورة ترامب يطل من نافذة بيع مطعم مكدونالدز ملوحاً بيده، مع تعليق مثل "وداعاً".

 

بعد عبور أميركا والعالم حاجز المئة يوم من حكم ترامب، بات كل شيء متوقعاً من هذه الحسابات، حتى إعادة نشر صورة لترامب وضعها على حسابه في "تروث سوشال"، وهو في هيئة بابا الفاتيكان. ما بدأه الرئيس بمزحة عن أنه سيكون حَبراً أعظم ممتازاً، تحوّل بقدرة الذكاء الاصطناعي إلى صورة له مرتدياً الزي الديني المذهّب كاملاً وجالساً على الكرسي الرسولي. 

 

— The White House (@WhiteHouse)

الصورة أثارت موجة افتراضية من غضب رواد وسائل التواصل الذين اعتبروا أنها تهزأ من الرمز الكاثوليكي الأول في العالم من شخص ليس كاثوليكياً في الأصل، ولم يُعرف عنه تديّنه، فكيف بتبوئه منصب البابا. وهو غضب انسحب على المجمع الكاثوليكي في ولاية نيويورك، الذي قال عبر منصة "إكس" إن "لا شيء ذكياً أو مضحكاً في هذه الصورة، أيها السيد الرئيس. لقد دفنّا لتوّنا البابا المحبوب فرنسيس، والكرادلة على وشك الدخول إلى مجمعهم السري لانتخاب بابا جديد. لا تسخر منا".

 

رئيس أساقفة نيويورك تيموثي دولان، ذو الموقف الودود من ترامب عادة، قال من روما إن الصورة "ليست جيدة وأتمنى ألا يكون له علاقة بها"، ووصفها بالإيطالية بأنها "بروتا فيغورا" brutta figura، بما معناه أنها تترك انطباعاً سيئاً ومحرجاً.

 

لكن لا شيء في روح حسابات البيت الأبيض يمكن أن يُحرج القائمين عليه وعلى رئيسه. لا "بروتا فيغورا" في عهد دونالد ترامب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق