عمّان وأربيل... تقارب استراتيجي في وجه التحدّيات الإقليمية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عمّان وأربيل... تقارب استراتيجي في وجه التحدّيات الإقليمية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 08:14 صباحاً

تشهد العلاقات السياسية والاقتصادية بين الأردن وإقليم كردستان نمواً متسارعاً، إذ زار رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني المملكة، في الوقت نفسه الذي كان فيه رئيس البرلمان الأردني يزور أربيل. وتحدث مصدر سياسي كردي لـ"النهار" عن حتمية تطوّر العلاقات بين الجانبين، بفعل الاستقطاب الإقليمي وتقارب مواقفهما.

وشهدت زيارة رئيس الإقليم للأردن احتفاءً سياسياً استثنائياً، إذ استقبله وودّعه الأمير علي بن الحسين، شقيق الملك، كما اجتمع بارزاني مع مختلف مسؤولي المملكة، وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني، الذي دعا خلال اللقاء إلى "ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية للتوصّل إلى تهدئة شاملة في المنطقة، تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار". وأشار البيان الصادر عن الديوان الملكي الأردني إلى أن اللقاء تناول "أبرز المستجدات في المنطقة، ولا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان".


أما رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، فقد أجرى زيارة رسمية موسعة للإقليم، التقى خلالها بعدد من المسؤولين السياسيين والحكوميين والبرلمانيين، معبّراً عن استعداد الأردن للتعاون وتطوير البنية التشريعية والقرارات الحكومية، بهدف ترسيخ علاقات استراتيجية مع إقليم كردستان.

 

رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي أجرى زيارة رسمية للإقليم كردستان.

 

وكشف مصدر سياسي كردي رفيع المستوى، لـ"النهار"، عن أسباب تكثيف الطرفين للتواصل السياسي، قائلاً إن "زيارات مسؤولي الإقليم للأردن، أو العكس، عادة ما تتزامن مع اندلاع أزمات سياسية وأمنية حادة في المنطقة، إذ جعلت الجغرافيا السياسية من الجانبين منطقتين هادئتين ومستقرتين في محيط ملتهب".

وتابع: "الملفّ السياسي والأمني السوري بات يشكّل تهديداً إقليمياً متصاعداً، وخاصّة على الأردن وكردستان، إذ يشتركان في استضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ويتداخلان مع الملف السوري من حيث الأبعاد الأمنية والطائفية والعرقية. وغالباً ما تحظى مواقف الجانبين بثقة مراكز القرار الدولية، خصوصاً حين تكون متطابقة".

وشهدت العلاقات الاقتصادية بين إقليم كردستان والأردن تطوراً ملموساً خلال السنوات الماضية، إذ تجاوز عدد الشركات الأردنية الكبيرة العاملة في الإقليم المئة، كما أُسّس "مجلس العمل المشترك بين اتحادي المستثمرين" من الجانبين. لكن القطاعين الصحي والتعليمي كانا من أبرز مجالات التعاون. فهناك آلاف الأطبّاء الأردنيين يعملون في الإقليم، وقد افتُتحت العديد من المستشفيات والمراكز الطبية الأردنية فيه. كما يتلقى مئات الطلاب الأكراد تعليماً وتدريباً في الأردن، في مجالات الطبّ والهندسة والإدارة، وقد عُقد "منتدى الدراسات العليا" بين الجانبين للمرة الأولى العام الماضي، ما جعل الأردن يحتلّ موقعاً ذا أولوية لدى الطلاب الأكراد، ولا سيما في مجال الدراسات العليا.


ويقول الباحث والكاتب فرهاد شنكالي، لـ"النهار"، إنّ "ثمّة تطابقاً سياسياً وحسياً بين الطرفين، فالأردن يمثّل نموذجاً لإقليم كردستان في رفض التصعيد واستخدام الخطاب المؤدلج والتحريضي في الملفات الإقليمية. ويسعى الجانبان إلى نيل الشرعية السياسية عبر تعزيز الوسطية والتنمية البشرية، وبناء علاقات متوازنة مع المحيط والقوى الدولية. وعندما تتصاعد التيارات المناهضة لهذه القيم في المنطقة يزداد مستوى التنسيق بينهما".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق