نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مفتي سوريا لم يدعُ المسلمين إلى التوجه لتحرير العراق ولبنان FactCheck# - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 12:31 مساءً
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدعي أن المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي أفتى بوجوب التوجّه إلى العراق ولبنان وتحريرها كما تحررت سوريا. إلا أن هذا الخبر مختلق ولم يصدر الرفاعي فتوى مماثلة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة لمفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي، مع خبر جاء فيه (من دون تدخّل): "مفتي سوريا أسامة الرفاعي أثناء لقائه عددا من رجال الدين: على المسلمين ان يتوجهوا لتحرير العراق ولبنان من الروافض كما تحررت سوريا بفضل الله".
الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
الخبر زائف، إذ تم اختلاقه من دون الاستناد إلى أي مصدر. ولم تنشر الصفحة الرسمية للشيخ الرفاعي تصريحاً أو فتوى مماثلة. وكذلك الأمر بالنسبة للمجلس الإسلامي السوري الذي يترأسه المفتي. الى جانب ذلك، تداولت الخبر صفحات غير موثوقة على منصّات التواصل الاجتماعي، ولم تنقله أي وسيلة إعلامية رسمية، مثل وكالة الأنباء السورية (سانا)، أو حتى وكالات أخرى عربية وعالمية.
ويذكر أن آخر ما نُشر في صفحة المفتي على فايسبوك هو فيديو قبل أربعة أيام من كتابة هذا التحقيق، لكلمة القاها المفتي خلال مجلس عزاء "الشهيد عامر الخطيب" الذي قُتل في الاشتباكات الأخيرة في جرمانا. ولم تتضمّن ما ورد في الخبر المتداول، بل تلخصّت كلمته في تعزية ذوي القتيل والاسترسال في هذا الجانب.
وسبقه فيديو لكلمة أخرى للمفتي يوم 30 أبريل/نيسان الماضي، تعقيباً على أحداث صحنايا وجرمانا، قال فيه إنَّ "كل دم سوري محرم، وأي قطرة دم من أي فرد من أبناء هذا البلد غالية لا يجوز التفريط بها". ودعا السوريين بمختلف أطيافهم إلى التكاتف ونبذ الفتنة والابتعاد عن الدعوات للثأر والانتقام.
وقال الرفاعي: "أيها الأخوة السوريون، إياكم والفتن، فإن الفتن يدرى أولها ولا يعلم آخرها، وهذه الفتن التي نهانا الله تبارك وتعالى عن إذكائها وإشعالها تحصد الجميع، والجميع بالنتيجة خاسر فيها، وإياكم أن تسمعوا لأصوات الثأر والانتقام. دماؤكم محرمة، وكل دم سوري محرم، وقطرة دم واحدة من أي فرد من أفراد هذا البلد غالية على قلوبنا، وينبغي عدم التفريط فيها بحال من الأحوال".
وأضاف: "لقد أنعم الله علينا بهذا الوطن، نأكل من خيراته ونستظل بأمنه، فلا تضيعوا هذه النعمة بإشعال نار الفتنة. وينبغي أن نتحد اليوم أمام هذه الفتنة التي يشعلها أعداء الله ورسوله، وأعداء الأمة وأعداء الإنسانية، وأعداء هذا الوطن. وينبغي الا نستمع لأصوات الذين لا يريدون الخير لبلدنا أبداً، ولا يريدون الخير لأحد منا أبداً، بل يريدون إيقاع الفتنة في بلدنا وتخريبه وتدميره. وينبغي ألا نفسح لهم المجال أن يدخلوا في ما بيننا كي لا تسفك دماؤنا. فلو اشتعلت الفتنة في بلدنا فكل أعراقنا وأدياننا وطوائفنا خاسرة، وليس فينا رابح أبداً".
وأشار إلى أن "إطفاء الفتنة فيه حقن لدماء أبناء هذا الوطن وحفظ لأرواحهم، وعلى الجميع العودة إلى عقولهم وقلوبهم وضمائرهم، والابتعاد عن دعوات الثأر والانتقام، وترك المجال للعدالة لأن تأخذ مجراها، وبذلك تهدأ النفوس".
واندلعت في 29 أبريل/نيسان الماضي اشتباكات بالأسلحة في محيط مدينتي جرمانا وصحنايا في ريف دمشق، إثر هجوم مجموعات مجهولة، ترفع شعارات دينية وطائفية على المدينتين، حيث تصدّت لها فصائل أهلية، حسبما ذكر شهود لوسائل إعلام محلية.
وجاءت الاشتباكات على خلفية انتشار تسجيل صوتي يحمل إساءات إلى النبي محمد، نُسب إلى أحد مشايخ الطائفة الدرزية، الذي نفى من جهته تماماً في مقطع فيديو مسجّل أن يكون الصوت في التسجيل صوته.
وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان يوم 3 مايو/أيار، إنّه تمكّن من توثيق ارتفاع بأعداد القتلى ليصبح العدد الإجمالي 119 قتيلاً. وقال: "وثق المرصد اليوم أسماء 3 مسلحين من الطائفة الدرزية قتلوا في وقت سابق في أشرفية صحنايا، إضافة إلى طفل فارق الحياة متأثرا برصاص عناصر محسوبين على وزارة الدفاع في أشرفية صحنايا، ومدني من دير الزور برصاص عشوائي خلال الاشتباكات في أشرفية صحنايا. كذلك تم توثيق استشهاد مواطن درزي توفي نتيجة استهداف قرية رساس في ريف السويداء بقذيفة هاون".
وتابع: "وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للشهداء والقتلى إلى 119، هم: 14 رجلا من الطائفة الدرزية أعدموا ميدانيا وبمسيرة مجهولة، 105أشخاص من قوات وزارة الدفاع والداخلية والمسلحين الدروز ومدنيين قتلوا خلال الاشتباكات والكمائن".
ويستعد العراق لاستضافة القمّة العربية في 17 مايو/أيار الجاري في العاصمة بغداد، وسط ترقب لحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال أجواء تتسم بالتشنّج، خصوصاً أن بعض قادة الإطار التنسيقي المدعوم إيرانياً، يرفضون وجود الشرع في بغداد.
وأكّد وزير الثقافة العراقي أحمد فكّاك البدراني، في تصريح تلفزيوني مساء أمس الأحد، أنّ الشرع أكّد حضوره القمّة، فيما محمد شياع السوداني في حوار صحافي يوم 2 مايو/أيار الجاري، إن "دعوة الرئيس السوري جاءت ضمن سياق البروتوكول المعروف لدى الجامعة العربية لأي بلد يستضيف القمّة. واليوم الرئيس الشرع هو الذي يمثّل الدولة السورية، بغض النظر عن العملية السياسية وطريقة التغيير".
وأضاف: "بالتأكيد وجوده مهم، كي يوضح أمام الدول العربية الرؤية الجديدة لسوريا، التي تمثل بالنسبة لكل الدول العربية ودول المنطقة، قضية مهمة ومحورية في الأمن والاستقرار. وأغلب الدول العربية حريصة على أن تتجاوز سوريا محنتها التي استمرت طيلة عقود. وبالتالي من الطبيعي أن يكون هنالك نقاش، ونحدد ما هي الخطوات المطلوبة لدعم العملية السياسية والإعمار في سوريا".
0 تعليق