كشفت إسرائيل عن تفاصيل أوسع غارات جوية منذ سنوات استهدفت بها مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا وسط تحذيرات من تصعيد يطال المدنيين.

وبحسب وسائل إعلام فقد نفذ سلاح الجو الإسرائيلي، فجر السبت، واحدة من أوسع عملياته العسكرية داخل الأراضي السورية منذ سنوات، مستهدفاً عشرات المواقع والبنى التحتية العسكرية التابعة للنظام السوري.

وشارك في الغارات 12 طائرة حربية إسرائيلية، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، الذي أكد أن الضربات جاءت رداً على “تهديدات مباشرة” وأنها تهدف إلى “إزالة أي خطر وشيك” على حدود إسرائيل الشمالية.

إسرائيل تشن غارات عنيفة ومتزامنة على 6 محافظات في سوريا

شملت الغارات الجوية مناطق مختلفة من الجغرافيا السورية، من دمشق وريفها إلى حماة وحمص واللاذقية، مروراً بدرعا وإدلب، وصولاً إلى القنيطرة المتاخمة للجولان المحتل.

ووفق تقارير ميدانية متقاطعة، فقد طالت الغارات مواقع عسكرية، ومستودعات أسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى بطاريات دفاع جوي.

ووصفت هيئة البث الإسرائيلية هذه العملية بأنها “الأضخم منذ سنوات”، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لموجة ثانية من الضربات، في حال استمرت التهديدات من الداخل السوري، أو صدرت أي تحركات تستهدف التجمعات الدرزية في جنوب البلاد.

هجمات إسرائيل رسالة دعم للدروز وتحذير للنظام في سوريا

تزامنت الضربات الجوية مع خطاب إعلامي إسرائيلي واضح حمل رسالة موجهة إلى الطائفة الدرزية في سوريا. فقد نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريراً حمل عنوان “أكبر هجوم في سوريا منذ سقوط الأسد”، أكدت فيه أن الغارات تحمل في طياتها رسالة مفادها أن إسرائيل ستقف إلى جانب الدروز في وجه أي تهديد محتمل.

وأضافت الصحيفة أن تل أبيب أرادت، من خلال تنوع الأهداف وشدة الضربات، إرسال إنذار مبكر إلى النظام السوري الجديد، بعدم محاولة استهداف الأقليات أو شن عمليات انتقامية في المناطق الخارجة عن سيطرته، وتحديداً في محافظة السويداء.

كما أشار التقرير إلى أن إحدى الطائرات الحربية نفذت “انفجاراً صوتياً منخفض الارتفاع” فوق القصر الرئاسي في دمشق، في إشارة رمزية للقيادة السورية.

انتشار ميداني إسرائيلي قرب الحدود

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب صباح السبت، أنه قام بنشر قوات عسكرية في مناطق قريبة من الحدود السورية، وخصوصاً في الجولان، مشيراً إلى أنه مستعد “لمنع دخول أي قوات معادية إلى المناطق الدرزية”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول حجم القوات أو طبيعة مهمتها.

و أكد البيان أن الجيش الإسرائيلي قام بإجلاء خمسة سوريين دروز أصيبوا في الاشتباكات جنوب سوريا، ونقلهم لتلقي العلاج في مستشفى زيف بمدينة صفد الإسرائيلية.

أكثر من 100 قتيل في جرمانا وصحنايا

بالتوازي مع الغارات الجوية، اندلعت اشتباكات عنيفة في عدد من أحياء العاصمة دمشق وريفها، أبرزها جرمانا وأشرفية صحنايا، وأفادت تقارير حقوقية بمقتل أكثر من 100 شخص، بينهم مدنيون، في موجة عنف غير مسبوقة منذ مطلع العام الجاري.

وامتدت الاشتباكات إلى محافظة السويداء، ما ينذر بانفجار أمني واسع النطاق، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات الطائفية والميدانية، وغياب أي أفق لحل سياسي أو تهدئة شاملة.

تحذيرات دولية من هجمات إسرائيل في سوريا

في هذا السياق، أصدرت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بياناً حذرت فيه من تصاعد العنف والغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن “خطاب الكراهية والتحريض عبر وسائل الإعلام يهدد التماسك الاجتماعي الهش داخل سوريا”.

ودعت اللجنة جميع الأطراف المتورطة في التصعيد إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، والانخراط في مسار حواري شامل يهدف إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتفادي نزوح إضافي في بلد يواجه بالفعل أزمة إنسانية خانقة.

اقرأ أيضا: الأضخم منذ سقوط الأسد.. سر تصعيد إسرائيل العسكري ضد الإدارة الجديدة في سوريا

نسخ الرابط تم نسخ الرابط