نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
6 مايو.. يوم الغائبين الحاضرين في الفن المصري - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 12:06 صباحاً
في مثل هذا اليوم، رحل من أحبهم الناس دون صخب، من عاشوا ليمنحوا الفن المصري وجوها لا تنسى:
محمد الشرقاوي، عبد الله إسماعيل، فيفي يوسف أربعة نجوم.. تختلف أدوارهم، وتتوحد ذكراهم في تاريخ واحد.
محمد الشرقاوي... ضحكة سريعة، وعُمر أقصر
رحل أيضًا في 6 مايو، لكنه ترك في القلوب وجعًا مختلفًا ، كان ممثلًا خفيف الظل، لا يُشبه غيره، ضحكته كانت من القلب، وروحه تسكن أي دور، مهما كان بسيطًا ، صحيح انه لم يكن "نجم شباك" تقليديًا، لكنه كان "نجما في الذاكرة"، بملامحه الحقيقية، بضحكته التي تسبق الكلام.
ورغم عمره القصير ورحلته الفنية السريعة الا انه شارك في أكثر من 25 فيلمًا، منها الأفوكاتو مع عادل إمام، و12 مسرحية أشهرها بختك يا أبو بخيت وفي انتظار مغاوري، كما ارتبط في أذهان جيل الثمانينات بمسلسل عمو فؤاد، ذلك البرنامج الذي شكل صباحات رمضان الطفولية لكثير من المصريين ، رحل وهو في صالون منزله، فجأة، بسكتة قلبية، عن عمر ناهز 42 عامًا فقط ، كأن الحياة كانت مستعجلة عليه كما كان مستعجلًا في إلقاء نكاته.
عبد الله إسماعيل... نبرة الرجل العادي في زحمة الأداء
هو وجه مألوف لا يحتاج إلى اسم ليُعرَف، تراه فتشعر أنك صادفته في حارة ما، أو مقهى شعبي صاحب الدور الهادئ، الساخر أحيانًا، والمهمّش غالبًا.
شارك في أعمال تلفزيونية أحبها الناس مثل سنبل بعد المليون وكابتن جودة، وظهر في أفلام بسيطة لكن ذات بصمة مثل أونكل زيزو حبيبي ، وقد يكون اسمه غير معروف على نطاق واسع، لكن أداءه كان دائمًا "لافتًا في الظل".
ما لا يعرفه كثيرون أن الفنان أمير كرارة كشف عن صلة قرابة بينه وبين الراحل عبد الله إسماعيل، إذ كان زوج عمته، وكأن الفن كان يسري في العائلة دون إعلان.
توفي في 6 مايو 1987، قبل أن يرى كيف تطورت الدراما، لكنه كان أحد من مهدوا لها الطريق.
فيفي يوسف... سيدة الهامش الذهبي
ولدت في 1920، ولم تكن يومًا بطلة أولى، لكنها كانت الحضور اللافت في المشاهد الأخيرة ، بدأت حياتها السينمائية في بنت البلد عام 1954، ثم شاركت في أماني العمر والحب فوق هضبة الهرم واللص والكلاب.
لكنها لم تكتفِ بالسينما، بل خاضت تجربة المسرح مع علي جناح التبريزي وتابعه قفة، والدراما التلفزيونية في عائلة الأستاذ شلش ، كانت ممثلة مخلصة للدور، لا تبحث عن البطولة، بل عن الحقيقة في الأداء.
ورحلت في 6 مايو 1995، في صمتٍ يليق بنمط حضورها: مؤثر لكن بلا ضجيج.
لم يجتمع هؤلاء الثلاثة على خشبة واحدة، أو في عمل واحد، لكنّهم اجتمعوا في تاريخ واحد، في باب الوداع، وفي عمق الذاكرة ، فلم يعد يومًا عاديًا في أجندة الفن المصري، بل صار يوم الغائبين الحاضرين، أولئك الذين قد لا نحفظ أسماءهم جميعًا، لكننا نحفظ إحساسهم، وملامحهم، وضحكاتهم، ودموعهم.
في كل عام، حين يمرّ هذا التاريخ، نتوقف قليلًا، لا لنحزن، بل لنشكرهم بصمت... على ما تركوه، على الفن الذي جعلونا نحب الحياة أكثر، رغم أنهم رحلوا عنها.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق