في الأول من مايو، تتصاعد احتجاجات عيد العمال بأمريكا في جميع أنحاء الولايات المتحدة لتتحول إلى صرخة عارمة ضد إدارة الرئيس ترامب.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، اليوم الخميس، سيتجمع المتظاهرون في أكثر من 1000 مدينة وبلدة، مُنظمين معارضة موحدة لتخفيضات ترامب المقترحة لتمويل التعليم، وتراجعه عن حقوق العمال، وخططه العدوانية لترحيل المهاجرين.

ستتزامن هذه الاحتجاجات مع مظاهرات عيد العمال التقليدية التي تقودها المنظمات العمالية، مما يعكس تنامي الاستياء من المناخ السياسي الحالي.

دعوة وطنية للتحرك

تجذب احتجاجات عيد العمال بأمريكا، التي يقودها ائتلاف 50501، وهو شبكة من الجماعات الناشطة الشعبية، حشودًا غفيرة في المدن الكبرى، بما في ذلك نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاجو وواشنطن العاصمة، حيث أغلقت السلطات بالفعل عدة طرق تحسبًا للمظاهرات.

بحسب تقرير التايمز، سينصب التركيز على محاسبة إدارة ترامب على سياساتها وإجراءاتها التي يعتقد المتظاهرون أنها تضر بالعمال والطلاب والمهاجرين وعامة الناس. ستشهد فيلادلفيا أيضًا مظاهرة حاشدة تحظى بدعم واسع النطاق.

من المقرر أن يلقي السيناتور بيرني ساندرز كلمة بالقرب من مبنى البلدية، مما يضفي ثقلًا سياسيًا على الحدث، الذي يجذب حشودًا غفيرة، كما تستعد مدن أصغر في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نورمان في أوكلاهوما وسوك سيتي في ويسكونسن، للاحتجاجات، حيث يخطط المنظمون المحليون لوضع لافتات على الجسور وفي المؤسسات العامة لإظهار التضامن مع المتظاهرين في المدن الكبرى.

تحالف متنامٍ من الاستياء

لا تقتصر احتجاجات عيد العمال بأمريكا على النقابات العمالية وجماعات الدفاع عن حقوق العمال، بل تحظى بدعم متزايد من مختلف قطاعات المجتمع الأمريكي.

واجهت إدارة ترامب انتقادات لجهودها في قمع المعارضة داخل الشركات الأمريكية، والخدمة المدنية، والجامعات، ووسائل الإعلام. ومع ذلك، شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد سياسات الإدارة ونهجها الأوسع في الحكم.

تجلى الاستياء العام في قاعات البلديات التي أصبحت أكثر عدائية، حيث تجنب العديد من المشرعين الجمهوريين التواصل المباشر مع ناخبيهم بسبب الإحباط المتزايد. وبالمثل، اكتسبت جهود الجامعات والمنظمات غير الربحية والنقابات، وحتى شركات المحاماة، لمعارضة الإدارة زخمًا، مما يشير إلى أن مقاومة سياسات ترامب تتوسع خارج الحدود السياسية التقليدية.

أقرا أيضا.. الحكومة تقتل شعبها.. الهجري يطالب بالحماية الدولية لدروز سوريا

دعوة إلى فوضى على مستوى البلاد

بالإضافة إلى احتجاجات عيد العمال، أبرزت مظاهرات أخرى استياءً من شخصيات محددة في دائرة ترامب، بما في ذلك إيلون ماسك، أحد كبار المانحين السياسيين وحليف الرئيس. استهدفت احتجاجات “ارفعوا أيديكم!” في 5 أبريل مشاركة ماسك في إدارة ترامب وتأثيره على قرارات الحكومة الفيدرالية، مما عزز الصلة بين سياسات ترامب ونفوذ الشركات.

أعرب حاكم إلينوي، جيه بي بريتزكر، الذي انتُخب جزئيًا بسبب معارضته لولاية ترامب الأولى، عن دعمه لمزيد من المقاومة خلال خطاب ألقاه في نيو هامبشاير.

دعا بريتزكر إلى احتجاجات أوسع نطاقًا، وحثّ على التعبئة الجماهيرية والاضطرابات: “حان وقت النضال في كل مكان وفي آن واحد”. وأضاف: “لم يسبق لي في حياتي أن دعوتُ إلى احتجاجات جماهيرية، أو إلى التعبئة، أو إلى الاضطرابات. لكنني أفعل ذلك الآن”.

لمحة عن المقاومة المستقبلية

مع جذب احتجاجات عيد العمال الاهتمام الوطني، لا يمكن إنكار الزخم المناهض لأجندة ترامب. وبينما تستعد المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد للمظاهرات، فإن الرسالة واضحة: العديد من الأمريكيين مستعدون للنزول إلى الشوارع والمطالبة بمحاسبة الإدارة الحالية.

يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستترك أثرًا دائمًا على سياسات ترامب أو على المشهد السياسي الأوسع، لكنها بمثابة تذكير قوي بالمعارضة المتزايدة بين الجمهور الأمريكي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط