دروز سوريا: من النأي بالنفس في زمن الأسد الى مواجهة مع السلطات الجديدة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دروز سوريا: من النأي بالنفس في زمن الأسد الى مواجهة مع السلطات الجديدة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 06:22 مساءً

طوال سنوات النزاع في سوريا، حرصت الأقلية الدرزية على النأي بنفسها عن تداعياته، لكنها تجد نفسها بعد إطاحة حكم بشار الأسد، في مواجهة مع السلطات الجديدة، في سياق سياسي وأمني معقد، وفي خضم تدخل اسرائيلي.

 

وتشهد مناطق قريبة من دمشق منذ الثلاثاء اشتباكات بين مسلحين من الدروز، ومجموعات مرتبطة بالسلطات السورية الانتقالية ذات التوجه الإسلامي، أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصا.

 

تعدادهم وتوزعهم

 

يبلغ تعداد الدروز في سوريا نحو 700 ألف نسمة، كانوا يشكلون نحو ثلاثة في المئة فقط من إجمالي عدد السكان البالغ 23 مليوناً قبل اندلاع النزاع الذي أدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

ويتركز دروز سوريا في محافظة السويداء في جنوب البلاد، وينتشرون كذلك في محافظة القنيطرة المجاورة وفي جبل حرمون الممتد بين لبنان وسوريا، فضلاً عن مناطق في ضواحي جنوب دمشق أبرزها جرمانا وصحنايا.

 

 

كما يتواجدون في عدد من القرى في محافظة إدلب (شمال غرب). ونزح جزء كبير منهم من المحافظة بعد سيطرة فصائل اسلامية وجهاديين عليها خلال النزاع الذي اندلع في العام 2011.

 

ويتوزع الدروز أيضاً في دول الجوار: 200 ألف في لبنان و150 ألفاً في إسرائيل، بينهم 23 ألفا في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

 

وتعود أصول الطائفة الدرزية التي تبقي تعاليمها ضمن أبنائها، إلى المذهب الإسماعيلي. ولا يمكن لغير المولود درزياً أن ينضم الى الطائفة.

 

فترة النزاع

 

منذ اندلاع النزاع في سوريا، تمكن الدروز الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.

 

وقبل سقوط الأسد، كانت محافظة السويداء التي لطالما شكا أبناؤها من التهميش، مسرحاً لتظاهرات مناهضة للحكومة استمرّت لأكثر من عام.

 

خلال فترة النزاع، شكّل الدروز مجموعات مسلّحة خاصة بهم، من أبرزها "حركة رجال الكرامة" و"كتيبة الجبل".

 

وإثر إطاحة الاسد الذي قدّم نفسه حاميا للأقليات في سوريا، لم يتوصل الدروز الذين ينضوون ضمن مجموعات مسلحة عدة في مناطق وجودهم، الى اتفاق مع السلطات الجديدة للاندماج ضمن قواتها، رغم جهود في هذا السياق.

 

غير أن بعض الفصائل "التي ترغب بالاندماج" بدأت بذلك المسار فعلاً، كما يشرح ريان معروف رئيس تحرير موقع "سويداء 24" المحلي.

 

ويضيف أن "الفصائل التي أعلنت استعدادها للاندماج نسّبت المئات من عناصرها، 400 لوزارة الدفاع و500 عنصر لجهاز الامن العام وباتوا يتقاضون رواتب".

 

ويشير إلى أن الدروز "ليسوا كتلة واحدة، ثمة تيارات بينهم كانت منفتحة على الحوار ومتقبلة للسلطة الجديدة". لكنه يشكك باستمرار في ذلك بعد الأحداث الأخيرة.

 

ما بعد الأسد

 

في حين قدّم الأسد نفسه كمدافع عن الأقليات، تعهدت السلطات الجديدة ضمان أمن الطوائف كافة، وسط مخاوف لدى الأقليات، في وقت يحثّ المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات السورية في المرحلة الانتقالية.

 

وزادت مخاوف الأقليات بعد أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين في آذار/مارس.

 

ومنذ سقوط الأسد، كثّفت إسرائيل، عبر وجوه بارزة من أبناء الطائفة الدرزية المقيمين على أراضيها، مساعيها لفتح قنوات تواصل مع الدروز السوريين.

 

فقد أرسلت إليهم شحنات من المساعدات الإنسانية، وسمحت في مناسبتين لوفود من كبار رجال الدين بزيارة أراضيها لأداء مناسك حج ديني، وذلك على الرغم من حالة العداء والحرب القائمة رسميا بين البلدين.

 

وكانت إسرائيل قد هددت بالتدخل لحماية دروز سوريا إثر مواجهات محدودة شهدتها منطقة جرمانا مطلع آذار/مارس.

 

إلّا أن هذه التصريحات قوبلت برفض قاطع من قبل كبار رجال الدين الدروز الذين جدّدوا تمسّكهم بوحدة الأراضي السورية ورفضهم أي تدخل خارجي.

 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "الجيش الإسرائيلي نفّذ عملية تحذيرية واستهدف مجموعة متطرفة كانت تستعد لشن هجوم على السكان الدروز في بلدة صحنايا" الأربعاء.

 

وقال في بيان عن مكتبه الاعلامي، "تم نقل رسالة حازمة إلى النظام السوري، إسرائيل تتوقع منهم التحرك لمنع الإضرار بالطائفة الدرزية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق