كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي نظرة الجيل زد للإدراك والوعي؟ - تكنو بلس

البوابة العربية للأخبار التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي نظرة الجيل زد للإدراك والوعي؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 03:33 مساءً

شهدت نماذج الذكاء الاصطناعي آخرًا تطورًا مذهلًا في قدراتها، فقد سجّل نموذج ChatGPT الجديد من OpenAI، الذي يُعرف باسم o3، معدل ذكاء بلغ 136 في اختبار Mensa النرويجي، مما يعني أنه تفوق على 98% من البشر. وهذا الإنجاز دفع الكثير من الشباب إلى الاعتقاد بأن هذه النماذج قد وصلت إلى درجة متطورة من الوعي. وبحسب استطلاع أجرته منصة EduBirdie، يرى ربع الجيل زد أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح واعيًا، ويعتقد أكثر من نصفهم أن المسألة مجرد وقت قبل أن تصبح نماذج الذكاء الاصطناعي فئات واعية.

لكن الأمر يحتاج إلى تحليل، فاختبار Mensa النرويجي متاح للعامة، مما يجعل هناك احتمال بأن تكون بياناته قد دُرّبت عليها النماذج. لذلك، طوّر باحثون في موقع MaximumTruth.org اختبارًا جديدًا للذكاء يعمل بالكامل دون اتصال بالإنترنت. وفي هذا التقييم المستقل، حصل النموذج نفسه على معدل 116 وهي نتيجة مرتفعة، خاصة إذا علمنا أن النماذج السابقة لم تتجاوز نتيجتها 90.

هذا التحسّن في أداء النماذج اللغوية لا يقتصر على نموذج o3 فقط، بل يشمل أيضًا نماذج أخرى مثل Claude و Gemini، بالإضافة إلى GPT-4o. فالفارق لم يعد كبيرًا بينها من حيث معدل الذكاء، لكن اللافت هي سرعة تطورها؛ إذ تتقدم بوتيرة برمجية لا بيولوجية، وهو ما قد يبدو مقلقًا لجيل نشأ في عالم رقمي بالكامل، فهذا التقدم غير الطبيعي قد يغير العديد من المفاهيم لدى الجيل زد خاصة فيما يتعلق بالوعي والإدراك.

فهم مشوش لمفهوم “الوعي”

نشأ الجيل زد في بيئة رقمية مليئة بالمساعدات الذكية مثل سيري وأليكسا، وتعلّم التفاعل مع هذه الأدوات بطريقة تشبه التفاعل البشري. ووفقًا للاستطلاع نفسه، فإن نحو 70% منهم يستخدمون عبارات مهذبة عند التحدث إلى أدوات الذكاء الاصطناعي؛ لأنهم يتعاملون معها كأنها كائنات واعية، وثلثيهم يستخدمونها في المهام المهنية اليومية.

ولم يقتصر الأمر على الاستخدام الوظيفي فقط، بل اتسع ليشمل المواقف الاجتماعية وحتى العاطفية. فواحد من كل ثمانية يتحدث مع أدوات الذكاء الاصطناعي عن مشكلات العمل، وواحد من كل ستة لجأ إليها لأداء دور المعالج النفسي. ويصفها 26% منهم بالصديق، وقال 6% إنها أقرب إلى شريك عاطفي.

هذا التفاعل المكثّف يعزز الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي “واعي”، خاصة أنه يستجيب بسرعة، ويُظهر تعاطفًا ظاهريًا، ويتذكّر التفاصيل. لكن مفهوم الذكاء لا يعني الوعي. فحتى النتائج العالية في اختبارات الذكاء لا تشير بالضرورة إلى امتلاك شعور أو وعي.

فالذكاء الاصطناعي يحلّ المشكلات عبر منطق مبرمج، وليس وعيًا متولدًا من تجربة داخلية. فحتى لو تمكن أي مطور أن يطوّر نموذجًا يسجل 160 في اختبار الذكاء IQ، سيظل النموذج غير قادر على الشعور بالألم أو الحزن أو الحب. والفرق الجوهري بين هذه النماذج والبشر هو أن الإنسان يشعر ويعي، وأما نماذج الذكاء الاصطناعي فتحاكي هذه الظواهر دون أن تختبرها فعليًا.

كيف يمكن للجيل زد التعامل بوعي مع أدوات الذكاء الاصطناعي؟

في ظل هذا التطور المستمر لأدوات الذكاء الاصطناعي، وزيادة الاعتماد عليها في العديد من الجوانب الحياتية، تبرز الحاجة إلى ترسيخ الوعي الرقمي لدى الجيل زد عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

فمن المهم توعية الشباب بأن استجابات النماذج الذكية لا تعكس وعيًا ذاتيًا، بل هي نتاج تحليل لبيانات كبيرة وتوليد لغوي متقدم؛ مما يعني ضرورة التعامل معها بوصفها أدوات مساعدة لا بدائل عن العلاقات الإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعليمهم كيفية التمييز بين الذكاء المحاكي والمشاعر الحقيقية، مع فهم أن الإحساس بالتعاطف أو التفاهم من جانب النموذج ليس إلا انعكاسًا لسلوك مُبَرمج، لا تجربة شعورية.

كما ينبغي ترسيخ مبدأ الخصوصية الرقمية، فلا ينبغي تقديم معلومات حساسة أو الاعتماد الكُلي على هذه النماذج في القرارات المصيرية أو طلب الدعم النفسي منها. وأخيرًا، يُنصح بإدماج مناهج تعليمية تُسلط الضوء على أخلاقيات التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتوضيح محدودية استخدامه، لبناء جيل قادر على الاستفادة من هذه التقنية بوعي ومسؤولية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق