نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أوكرانيا تستعصي على ترامب في مئة يوم... كيف يردّ على تردّد بوتين وزيلينسكي بإنهاء الحرب؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 08:06 صباحاً
تحوّلت أوكرانيا ميداناً متعباً للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وها هي المئة يوم الأولى من ولايته تنتهي من دون أن ينجح الرئيس في الوفاء بتعهده وقف الحرب المستعرة في عامها الرابع. وتبين له أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليسا على عجلة من أمرهما لوقف الحرب.
آخر الأوراق التي رمى بها ترامب، كانت خطة سلام تقوم على تنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم، وسدّ الطريق أمام طريقها إلى حلف "الناتو"، والدخول في مفاوضات سلام.
زيلينسكي اعتبر أن الخطة تتطلب منه فوق طاقته، ألا وهو التنازل عن أراضٍ من دون مقابل مجزٍ يحفظ له ماء الوجه، مثل انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"، كضمانة مطلقة بعدم تجدّد أيّ هجوم روسي في المستقبل.
بوتين رأى أن الخطة الأميركية أقلّ ممّا يطمح إليه، وهو ليس الاعتراف بشبه جزيرة القرم فقط، بل يريد اعترافاً بـ"روسية" المناطق الأربع التي يسيطر عليها كلياً أو جزئياً، وهي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون. مثل هذا المكسب يبرر الخسائر البشرية والعسكرية والاقتصادية الفادحة التي مُنيت بها روسيا في الحرب.
ترامب الذي يريد نهاية سريعة للحرب أو على الأقل وقفاً للنار يتيح التفاوض بهدوء على شروط التسوية النهائية بين روسيا وأوكرانيا، يلوّح بالتخلي عن الوساطة، وتبدّلت نبرته حيال بوتين بعض الشيء منذ لقاء الـ15 دقيقة مع زيلينسكي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان على هامش جنازة البابا فرنسيس السبت الماضي.
لقاء ترامب وزيلينسكي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. (ا ف ب)
هذا التبدّل حمل بوتين على إعلان هدنة لثلاثة أيام في مناسبة الذكرى الـ80 لعيد النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وقبل الإعلان عن الهدنة، زفّ الرئيس الروسي لشعبه نبأ طرد القوات الأوكرانية من كامل منطقة كورسك الروسية التي توغلت فيها في آب/أغسطس الماضي في ضربة معنوية كبيرة لكبرياء روسيا التي لم تتعرّض لغزو برّي منذ 80 عاماً.
زيلينسكي، الذي طعن في الرواية الروسية عن انسحاب أوكراني كامل من كورسك، طالب بهدنة من 30 يوماً على الأقل، من دون أن ينسى الإشادة بنشاط الاستخبارات الأوكرانية الخارجية في تصفية قادة عسكريين روس بارزين منذ ثلاثة أعوام. توقيت الإشادة يرمي إلى الاعتراف الضمني بمسؤولية كييف عن اغتيال الجنرال الروسي ياروسلاف موسكاليك بانفجار سيارة مفخخة في موسكو الجمعة الماضي.
مضيّ مئة يوم من دون النجاح في تحقيق الهدنة في أوكرانيا، سيحمل ترامب على خيارات عدة. أولاً، قد يلجأ إلى التخفيف من الاندفاع نحو الكرملين والتريث في تطبيع العلاقات. وثانياً، قد يقدم على فرض عقوبات مالية على موسكو، فضلاً عن عقوبات ثانوية تستهدف الدول التي لا تزال تستورد نفطاً روسياً. وثالثاً، الإعلان عن الانسحاب من جهود الوساطة، وفق ما لمّح إليه وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز في وقت سابق.
من كل ما تقدّم، يتبيّن أن بوتين الذي وفرت له كوريا الشمالية سنداً بشرياً مهمّاً لقواته وكذلك بالنسبة إلى الذخائر، قادر على الاستمرار في الحرب لتحقيق مكاسب ميدانية رئيسية مع ذوبان الثلوج.
في الجانب الآخر، لدى زيلينسكي رهان للفوز بتأييد ترامب في نهاية المطاف، وجعل الولايات المتحدة وأوروبا أكثر انخراطاً في مساعدة أوكرانيا على التصدي للهجوم الروسي. وتنتهج كييف استراتيجية الاعتماد على التصنيع المحلي للكثير من الأسلحة، وهي استطاعت من هذه الناحية، توفير نحو ثلث الأسلحة التي تحتاج إليها في الحرب.
ترامب المتقلب بطبعه، تُعدّ أوكرانيا اختباراً فعلياً لسياسته الخارجية، نجاحاً أو فشلاً. وأيّ قرار يتّخذه في هذا السياق سيقرّر بدون شك مصير أخطر نزاع في أوروبا منذ 80 عاماً.
المهلة الجديدة التي منحها ترامب لبوتين وزيلينسكي هي أسبوعان وإلا...
0 تعليق