كتب : جمال عبد الناصر

الفنان القدير زكي طُلَيْمات ولد في مثل هذا اليوم  29 أبريل عام 1894، وهو ممثل ومؤلف ومخرج وأحد رواد المسرح المصري، بالإضافة لذلك فهو أنشأ أول معهد لفن التمثيل وأسس المسرح المدرسي، فبعد عودته من بعثة لدراسة المسرح في فرنسا سنة 1925، قدمت له الدولة المعاونات الممكنة، وكان أول جهد علمي في هذا السبيل إنشاء أول معهد لفن التمثيل العربي في 1931 من بين أساتذته الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد ضيف، والدكتور محمد مظهر سعيد وغيرهم من أساتذة الجامعة، واختُص طليمات بتدريس مادتي الإلقاء والأداء التمثيلي ومعه جورج أبيض، ولكن حياة هذا المعهد لم تطل إلا عاما واحدا، إذ ألغته الوزارة تحت ضغط حملات صحفية ودعائية ساخنة أثارها بعض رجال الدين وأهل الجمود والتزمت بدعوى أن الدراسة بالمعهد تتنافى مع تعاليم العقيدة الإسلامية، وتقاليد العرف الاجتماعي.

زكي طليمات

زكي طليمات لم يستسلم ولكنه سعى بكل الوسائل لعودة معهد التمثيل، وكان المسرح المدرسي العصا السحرية التي عاونت على نشر المناخ المسرحي من خلال المدارس وتلاميذ وأساتذة المدارس - عبر الأرض المصرية، ريفها وحضرها، فلقد أصبح المسرح فرعا من فروع النشاط المدرسي، يتسابق الأساتذة للإشراف على فرقه المدرسية، ويتسابق الطلبة من الهواة للالتحاق بهذه الفرقة، وترصد له المدرسة ميزانيات معقولة وأصبحت تُجرى مسابقات على مستوى المناطق، ثم على مستوى الدولة، ولا شك أن هذه الحركة الواسعة للإنتاج المسرحي المدرسي قد اجتذبت جماهير عريضة، وكان زكي طليمات يجوب مصر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ليشرف بنفسه على تأسيس الفرق وتوجيهها إلى ما يجب اختياره من النصوص.

وفي كتابه "المخرج في المسرح المصري" قال الفنان القدير والدكتور سعد أردش: أذكر أنه زارنا في مدرسة دمياط الثانوية، وأنا على الدرجات الأولى للفرقة عام 1941، ونصحنا بتمثيل مسرحية توفيق الحكيم نهر الجنون.

وفي عام 1944 نجح زكي طليمات في إعادة فتح المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن على مستوى معقول من التخطيط والتنظيم، كما أصبح يضم قسمين: قسم للتمثيل، وآخر للنقد والبحوث الفنية، ومنذ 1947 والمعهد يدفع إلى الحياة الفنية بعشرات الخريجين كل عام.