القاهرة (خاص عن مصر)- ردًا على هيمنة الطائرات المسيرة المتزايدة على ساحة المعركة، تلجأ روسيا إلى تكتيك جديد: وهو تشكيل فرق دراجات نارية تكتيكية.

وفقا لتقرير تليجراف البريطانية، نشرت وزارة الدفاع الروسية مؤخرًا لقطات تُظهر جنودًا يتعلمون اقتحام مواقع العدو باستخدام دراجات نارية، في خطوة تُبرز تحولًا في استراتيجية روسيا القتالية في سعيها، لتجنب الآثار المدمرة للطائرات المسيرة الأوكرانية.

الدراجات النارية لمواجهة الطائرات المسيرة الأوكرانية

يُظهر الفيديو جنديًا مظليًا يُناور عبر تضاريس وعرة وانفجارات متفجرة وهو على متن دراجة نارية، مما يُشير إلى تحول تكتيكي أكبر، ويتم تدريب الجنود الروس، بكامل معداتهم القتالية ومسلحين ببنادق، على العمل في فرق مكونة من فردين أو ثلاثة أفراد.

من المتوقع أن تؤدي هذه الفرق أدوارًا هجومية ودفاعية، مع التركيز على زيادة القدرة على الحركة، وتقليل التعرض لضربات الطائرات المسيرة.

شكّل الاستخدام المتزايد للطائرات المسيّرة في الصراع مصدر قلق كبير للقوات الروسية، حيث أفادت التقارير بأن الطائرات الأوكرانية المسيّرة مسؤولة عن حوالي 70% من الخسائر في ساحة المعركة.

بما أن الطائرات المسيّرة أصبحت أداةً حاسمةً في الحروب الحديثة، فإن اعتماد روسيا للدراجات النارية يهدف إلى تعزيز سرعة الجنود ورشاقتهم، مما يُصعّب على الطائرات المسيّرة استهدافهم بفعالية.

الدراجات النارية كأداة قتالية

في حين أن القوات الروسية في أوكرانيا استخدمت الدراجات النارية لأكثر من عام، إلا أن مقطع الفيديو التدريبي الأخير يشير إلى أن روسيا تُضفي طابعًا رسميًا على استخدامها في القتال.

يعتقد معهد دراسات الحرب (ISW) أن روسيا تُطوّر على الأرجح عقيدة تكتيكية للاستخدام المنهجي للدراجات النارية في العمليات الهجومية والدفاعية على حد سواء. وتُعتبر هذه الاستراتيجية جزءًا من جهود روسيا الأوسع للتكيف مع الطبيعة المتغيرة للحرب، حيث تلعب الطائرات المسيّرة دورًا حاسمًا في الاستطلاع والاستهداف.

مع ذلك، هناك تحديات تواجه هذا النهج الجديد. أشار المقدم بافلو شامشين، المتحدث باسم الجيش الأوكراني، إلى أن ضجيج الدراجات النارية قد يعيق قدرة الجنود على رصد الطائرات المسيرة المقتربة. ويُبرز هذا العيب المحتمل التوازن الدقيق الذي يجب على روسيا تحقيقه بين القدرة على الحركة والتخفي في تكتيكاتها لمواجهة الطائرات المسيرة.

أقرا أيضا.. مصر تستغل الصرف الصحي المعالج لري أكبر مشروع غابات شجرية من صنع الإنسان

خسارة المركبات المدرعة والتحول إلى المركبات المدنية

يُعزي التحول إلى الدراجات النارية جزئيًا إلى خسائر روسيا في المعدات العسكرية التقليدية، وخاصةً المركبات المدرعة.

يشير معهد دراسات الحرب إلى أن القوات الروسية خسرت عددًا كبيرًا من المركبات المدرعة في صيف وخريف عام 2024. وفي ضوء هذه الخسائر، لجأت روسيا إلى استخدام المركبات المدنية، مثل السيارات والدراجات الرباعية، لأغراض عسكرية.

من الحوادث البارزة شنّ القوات الروسية هجومًا بالقرب من باهاتير، تألف بالكامل من دراجات نارية ومركبات مدنية. ومع ذلك، نجحت القوات الأوكرانية في صد الهجوم، ودمرت 15 دراجة نارية من أصل 18، وألحقت أضرارًا بمعظم المركبات الأخرى.

رغم هذه النكسات، تواصل روسيا استكشاف أساليب حرب غير تقليدية، بنشر دراجات رباعية الدفع من منطقة كورسك إلى الأراضي الأوكرانية لتأمين موطئ قدم قبل وصول التعزيزات.

مفهوم جديد في الحرب الحديثة

لا يُعد استخدام الدراجات النارية في الحرب أمرًا جديدًا تمامًا، فقد استُخدمت على نطاق واسع في أوائل القرن العشرين لتوصيل الرسائل عبر ساحة المعركة.

مع ذلك، يُمثل استخدامها كمركبات هجومية في القتال الحديث تحولًا كبيرًا في التكتيكات العسكرية. فبينما تُوفر الدراجات النارية سرعة وخفة حركة متزايدتين، إلا أن فعاليتها في مواجهة تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتقدمة لا تزال غير واضحة.

مع استمرار تطور الحرب، قد يُصبح اعتماد تكتيكات جديدة رمزًا لجهود روسيا للتكيف مع الطبيعة التكنولوجية المتزايدة للصراع.

من غير المؤكد ما إذا كانت هذه التكتيكات الجديدة ستوفر تدبيرًا مضادًا فعالًا للطائرات بدون طيار الأوكرانية أم لا، لكنها تُؤكد على الابتكار المستمر في الحرب، حيث يسعى كلا الجانبين إلى إيجاد طرق جديدة للتفوق على الآخر في ساحة المعركة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط