هاي كورة (بقلم توماس رونسيرو – as)

في ليلة إشبيلية الحالمة، سقط ريال مدريد بشرف، رافعًا رأسه رغم ألم الخسارة أمام غريمه التقليدي برشلونة.

كان نهائيًا أسطوريًا، احتاجت فيه القلوب إلى أجهزة إنعاش عاطفي بسبب التقلبات الدرامية التي حبست أنفاس الجماهير في ملعب “لا كارتوخا”، وأثبتت أن كرة القدم ليست معادلة حسابية بل مشاعر تتفجر على العشب الأخضر.

منذ تولي فليك قيادة برشلونة، أعاد للفريق روح “عدم الاستسلام”، السمة التي لطالما ميزت ريال مدريد، وفي هذه الأمسية، جاءت اللحظة الحاسمة عبر هدف قاتل من كوندي في الأشواط الإضافية، ليحطم أحلام المدريديين الذين كانوا قد انتفضوا بعد هدف بيدري الرائع، بل وتجهزوا للاحتفال بلقب بدا في المتناول.

عانى ريال مدريد في الشوط الأول، خطة أنشيلوتي فشلت بسبب تراجع مستوى سيبايوس، وتراجع مردود رودريغو بشكل لافت هذا الموسم.

لكن أنشيلوتي عدل الأوضاع في الشوط الثاني، وأشعل فتيل الانتفاضة بدخول مبابي الذي بث الرعب في دفاعات برشلونة بتحركاته السريعة.

تعاون مبابي مع فينيسيوس، وزاد دخول المخضرم مودريتش من قوة الهجوم الأبيض.

سجل مبابي هدفًا رائعًا من ركلة حرة، ثم صنع غولر بكرة ركنية رائعة هدفًا آخر عبر رأس تشواميني، ليظن الجميع أن الكأس قد حسمت، لكن كرة القدم لا تعرف الرحمة.

نهض برشلونة من الرماد، وعادل النتيجة عبر فيران توريس، فارضًا وقتًا إضافيًا أجهز فيه كوندي على آمال الملكي.

أنشيلوتي، رغم كل شيء، يستحق التحية، حيث أعادت تغييراته الروح للفريق، ولولا لحظة فردية، لكان قد صنع معجزة أخرى.

يدرك أن خسارة الدوري قد تعني نهاية مشواره مع النادي، لكن في هذه الليلة، خرج ريال مدريد مرفوع الرأس، وسقط كما يسقط الكبار، واقفًا.

تحية لكل من زين إشبيلية بألوان المدريديستا، وتحية مستحقة لبرشلونة، بطل الكأس.