نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهجرة الأفريقية ستغير العالم.. الدول تعاني الشيخوخة وتحتاج إلى شباب القارة السمراء - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 07:08 صباحاً
القاهرة (خاص عن مصر)- مع التحول الديموغرافي العالمي، يتوقع تحليل مجلة ذي إيكونوميست أن الهجرة الأفريقية ستغير العالم، حيث سيُعيد سكان أفريقيا الشباب والنمو السريع تعريف أنماط الهجرة في القرن الحادي والعشرين.
مع مواجهة العديد من البلدان لشيخوخة السكان وتناقص القوى العاملة، يتجه العالم بشكل متزايد إلى أفريقيا كمصدر حيوي للعمالة. إن حركة ملايين الأفارقة الباحثين عن فرص اقتصادية أفضل في الخارج لا تُعيد تشكيل القارة الأفريقية فحسب، بل تُخلف أيضًا آثارًا عميقة على البلدان المُستقبلة لهؤلاء المهاجرين.
الميزة الديموغرافية لأفريقيا: العالم بحاجة إلى عمال شباب
تُعدّ أفريقيا أصغر قارات العالم من حيث عدد السكان، وينمو عدد سكانها بسرعة مُقارنةً بالمناطق الأخرى. وبينما تُعاني أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك أوروبا وآسيا والأمريكتان، من شيخوخة السكان وتقلص القوى العاملة، لا تزال أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تشهد طفرة ديموغرافية.
بحلول عام 2050، من المتوقع أن ينمو عدد السكان في سن العمل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنحو 700 مليون نسمة، أي ما يقارب ضعف حجم قوتها العاملة الحالية. وهذا يُمثل فرصة فريدة لدول العالم للاستفادة من رأس المال البشري المتنامي في أفريقيا.
في المقابل، تشهد دول مثل اليابان والصين والولايات المتحدة انخفاضًا في عدد سكانها في سن العمل. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن ينخفض عدد الأشخاص في سن العمل في هذه المناطق بمئات الملايين، مما يُحدث نقصًا عالميًا في العمالة.
ونتيجةً لذلك، من المتوقع أن تزداد الهجرة الأفريقية بشكل كبير في العقود القادمة، مما يوفر للعالم العمال الذين يحتاجهم لسدّ الفجوات الحرجة في أسواق العمل، من الرعاية الصحية إلى التكنولوجيا.
القوة التي لا تُقهر للهجرة الأفريقية
في حين تُصوّر وسائل الإعلام الهجرة الأفريقية إلى قارات أخرى غالبًا على أنها أزمة، فإن الواقع هو أن معظم الأفارقة يغادرون القارة بطرق قانونية، وغالبًا ما تكون عادية، بحثًا عن فرص عمل أفضل في الخارج.
وفقًا لتقرير “الواقع الديموغرافي الجديد” الصادر عن شركة ماكينزي، سيستمر انكماش عدد السكان في سن العمل في العديد من الدول المتقدمة، بينما سيستمر نموه في دول أفريقيا جنوب الصحراء. هذا التباين الديموغرافي الصارخ يجعل الهجرة الأفريقية قوة حتمية وضرورية.
بحلول عام 2024، كان أكثر من 45 مليون مهاجر أفريقي يعيشون خارج بلدانهم الأصلية، ويشكلون 15% من إجمالي مهاجري العالم. ويمثل هذا التحول زيادة هائلة من 13% فقط في عام 1990، مع نمو هائل في هجرة الأفارقة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية ومناطق أخرى.
لا يشغل المهاجرون الأفارقة وظائف منخفضة الأجر فحسب، بل يقدمون أيضًا مساهمات كبيرة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والأعمال والأوساط الأكاديمية.
ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ارتفع عدد المهاجرين الأفارقة بشكل كبير، حيث يُنظر إلى الأمريكيين الأفارقة بشكل متزايد على أنهم أقلية نموذجية، حيث يتمتعون بمستويات تعليم ومشاركة أعلى في القوى العاملة مقارنةً بالمعدل الوطني.
الشتات الأفريقي المتنامي: الفرص والتحديات
يستمر الشتات الأفريقي في النمو في مناطق مثل أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث ساهم المهاجرون الأفارقة بشكل كبير في الاقتصادات المحلية.
على سبيل المثال، تضاعف عدد المهاجرين الأفارقة في فرنسا من 4 ملايين عام 1990 إلى أكثر من 10 ملايين اليوم. وبالمثل، أصبحت الولايات المتحدة وجهة رئيسية للمهاجرين الأفارقة، مع نمو سريع للجالية النيجيرية الأمريكية.
ومع ذلك، لا تقتصر الهجرة الأفريقية على الغرب. فقد شهدت دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر، تدفقًا هائلاً للعمال الأفارقة، معظمهم من دول مثل كينيا وأوغندا وإثيوبيا.
وعلى الرغم من ظروف العمل القاسية وانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، لا يزال ملايين الأفارقة يبحثون عن عمل في الخليج، مدفوعين بوعود الأجور الأعلى والقدرة على إرسال التحويلات المالية إلى أوطانهم.
في عام 2024، كان أكثر من 4.7 مليون مهاجر أفريقي يعيشون في دول مجلس التعاون الخليجي، ويمثلون نسبة كبيرة من القوى العاملة المهاجرة في المنطقة.
تتزايد أيضًا حركة الأفارقة نحو الشرق. ففي الصين، على سبيل المثال، يتجاوز عدد النيجيريين الآن عدد الإندونيسيين، ويفوق عدد الطلاب الأفارقة في الصين عددهم في أي دولة أخرى باستثناء فرنسا.
لا يقتصر هذا التحول على العمالة فحسب، بل يشمل أيضًا توسيع العلاقات التجارية والفرص التعليمية، حيث يتطلع الأفارقة بشكل متزايد نحو الشرق بحثًا عن فرص في مجال الأعمال والتكنولوجيا والأوساط الأكاديمية.
اقرأ أيضًا: مصر تستغل الصرف الصحي المعالج لري أكبر مشروع غابات شجرية من صنع الإنسان
هجرة الأدمغة: سلاح ذو حدين لأفريقيا
في حين يُوصف تدفق المواهب من أفريقيا غالبًا بأنه “هجرة أدمغة”، فإن تأثير الهجرة على الدول الأفريقية أكثر تعقيدًا.
فمن ناحية، تفقد أفريقيا العمال والمهنيين المتعلمين لصالح الأسواق الأجنبية، مما قد يحد من التنمية المحلية. ومن ناحية أخرى، تجلب الهجرة أيضًا فوائد كبيرة، بما في ذلك التحويلات المالية، ونقل المهارات، وتنمية جالية متعلمة في الخارج يمكنها المساهمة في النمو الأفريقي.
في الواقع، تتجاوز تحويلات المهاجرين الأفارقة الآن كلاً من الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدات الخارجية مجتمعين، مما يجعلها مصدر تمويل حيوي للعديد من الدول الأفريقية.
علاوة على ذلك، يمكن أن يعزز احتمال الهجرة التحصيل التعليمي داخل الدول الأفريقية، حيث يتطلع الناس إلى تحسين مهاراتهم للتأهل لفرص العمل الدولية. وتستكشف دول مثل إثيوبيا وكينيا بالفعل سبل الاستفادة من فوائد الهجرة، مقدمةً التدريب المهني وسندات المغتربين لتشجيع عودة العمال المهرة.
اغتنام الفرصة: إمكانات أفريقيا كقوة عاملة عالمية
في الوقت الذي يواجه فيه العالم نقصًا وشيكًا في العمالة، تتمتع الدول الأفريقية بفرصة فريدة للاستفادة من ميزتها الديموغرافية.
فمع دخول ملايين الشباب إلى سوق العمل كل عام، يمكن لأفريقيا أن تُرسّخ مكانتها كمورد عالمي للمواهب. ومع ذلك، لتحقيق هذه الإمكانات، يجب على الحكومات الأفريقية الاستثمار في التعليم والبنية التحتية وحقوق العمل لضمان تأهيل مواطنيها لتلبية متطلبات الأسواق العالمية.
تتخذ دول مثل كينيا وإثيوبيا خطواتٍ في هذا الاتجاه، حيث يدعو رئيس كينيا إلى تصدير العمالة الكينية لسد النقص في الأيدي العاملة في أوروبا، بينما تعرض إثيوبيا توفير الممرضات للنرويج ودول أوروبية أخرى. تُبرز هذه الجهود تنامي الوعي بأن الهجرة يمكن أن تُشكل موردًا اقتصاديًا، شريطة إدارتها بكفاءة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الهجرة الأفريقية ستغير العالم.. الدول تعاني الشيخوخة وتحتاج إلى شباب القارة السمراء - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 07:08 صباحاً
0 تعليق