"نزع السلاح" والإعمار بإشراف أميركي... إسرائيل تتذرّع بقوة "الحزب" لحربها؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"نزع السلاح" والإعمار بإشراف أميركي... إسرائيل تتذرّع بقوة "الحزب" لحربها؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 04:36 مساءً

لا تظهر في الأفق أي إشارات لانطلاق جدي للحوار حول سلاح "حزب الله". رئيس الجمهورية يؤكد أن قرار "حصرية السلاح بيد الدولة" سيطبق، وإن طال الوقت. فيما "حزب الله" يصر على أن لا تسليم للسلاح، معتبراً أن اتفاق وقف النار لا يشمل شمال الليطاني. بيد أن السلاح جنوب الليطاني شارف على نهايته، مع انتشار الجيش اللبناني ودخوله مواقع للحزب، ومصادرته لذخائر جرى تفجير العديد منها. وعلى الرغم من رفض الحزب البحث في تسليم سلاحه، إلا أن الأمور لا تسير وفق ما يأمل بتحييد هذا الملف أقله حتى انتهاء المفاوضات الإيرانية- الأميركية، وهو يناور لكسب الوقت، ويصعّد عبر رسائل من ضمنها التضييق على قوات اليونيفل على ما حدث من اعتراض دورية في طيردبا جنوباً، فيما الضغوط الأميركية مستمرة لدفع لبنان الرسمي إلى إنهاء هذا الملف قبل الاتفاق على مشروع إعادة الإعمار. 

 

تصرّ الولايات المتحدة على نزع سلاح الحزب، وهو ما شددت عليه مجدداً نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس خلال لقاءاتها مسؤولين وشخصيات لبنانية في واشنطن، على هامش اجتماعات الربيع. وأبلغت أن ملف السلاح خط أحمر وهو لا يرتبط بالمفاوضات الإيرانية- الأميركية. وهذا الأمر يؤكده مصدر ديبلوماسي متابع من أن المفاوضات تتركز على المسالة النووية وليس في جدول أعماله ما يشير إلى أذرع إيران، وذلك انطلاقاً من معادلة أميركية تعتبر أن ملف سلاح "حزب الله" هو مسالة تتولاها السلطات اللبنانية وأن الأمر ملزم بعد اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل.

 

الضغوط على لبنان تشمل أيضاً إعادة الإعمار، إذ بات واضحاً أن لا إعمار للقرى المدمرة إلا بشروط أميركية لاعتبارات لها علاقة بأمن إسرائيل، وبملف السلاح، فواشنطن تضع أجندة للإعمار تتضمن دفتر شروط من التمويل إلى التنفيذ، لقطع الطريق على أي محاولة لـ"حزب الله" من إعادة تمركزه أو بناء مؤسسات له أو بنية تحت الأرض لإعادة التموضع. ولذا يُفهم لبنانياً من الموقف الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري من أن السلاح لن يسلم "قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من العدو"، بأنه رسالة إلى الأميركيين بالدرجة الأولى.

 

 

الجيش اللبناني ينتشر في مكان استهداف إسرائيل لسيارة في بعورتا جنوب لبنان (أ ف ب).

 

 

 

إذا تعقّدت مفاوضات مسقط، فإن المنطقة ستدخل في نفق جديد، مع أن العديد من المراقبين يستبعدون أن تصعّد إيران سقف شروطها، ورغم ذلك، فإن إسرائيل قد تلجأ وفق المصدر، في حال تعثر المفاوضات إلى شن حرب على لبنان بذريعة نزع سلاح الحزب وإنهائه. وهي تمهّد لذلك بالترويج عبر وسائل إعلامها أنّ "حزب الله" ما زال يمثّل القوّة العسكريّة الرئيسة في لبنان على الرغم من الخسائر الّتي مُني بها خلال الحرب الأخيرة. وفي المقابل يقدم لها الحزب الحجج حول رفضه البحث في سلاحه، ويكرّر الشعارات نفسها حول توازن الردع، على الرغم من أن هناك مصلحة لبنانية في الحوار حول سحب السلاح بعيداً عن الضغوط لحصره بيد الدولة وسحب الذرائع، وتطبيق القرار 1701، خصوصاً أن لا قدرة اليوم على اطلاق مواجهة حربية ضد إسرائيل، وقد كان معبراً كلام الرئيس بري عن ذلك، بأن لبنان لم يطلق طلقة واحدة رغم الاعتداءات الإسرائيلية وهو اعتراف ضمني بأن لا وظيفة للسلاح الآن، لكن لا يمكن تسليمه من دون أن تنسحب إسرائيل.

 

ويذكّر مصدر سياسي بأن ملفات السلاح والاعمار والإصلاح كانت محور الزيارة الأخيرة لأورتاغوس إلى لبنان، فسحب السلاح أولوية أميركية وهو شرط أيضاً لإعادة الإعمار التي ستكون بإشراف أميركي لمنع عودة "حزب الله" إلى المناطق المدمرة حالياً. وبالفعل تنفذ إسرائيل غارات على البيوت الجاهزة في الجنوب، وتمنع أي عملية بناء لمنازل، باستثناء الترميم. وإذا لم يتمكن لبنان من تحديد مسار واضح لملف السلاح، وفي حال بقي "حزب الله" يراهن على تغييرات خارجية، فإن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جداً ومكلفة في عملية الانقاذ.

 

[email protected]

Twitter: @ihaidar62

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق