كتب – محمود كمال

تنطلق في سلطنة عمان يوم السبت أولى جولات المحادثات الفنية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي بعد جولتين من المحادثات السياسية التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها تسير على نحو جيد.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن موقف واشنطن من المفاوضات لا يزال متقلبا في ظل التصريحات المتناقضة لمسؤولي الإدارة بشأن ما إذا كان يجب السماح لإيران بأي قدرة على تخصيب اليورانيوم.

واجتمع الفريق الأميركي الذي يضم نحو 12 ممثلًا من مختلف الوزارات، بما في ذلك وزارة الخارجية والخزانة إضافة إلى أجهزة الاستخبارات في وزارة الخارجية لأول مرة هذا الأسبوع لمناقشة المعايير التي لم تحدد بعد لمطالب الولايات المتحدة من إيران والتي في انتظار قرار الرئيس ترمب.

وكرر ترمب تأكيده على أن خطه الأحمر هو عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا ولكنه أشار إلى أن هناك مجموعة من الخيارات لتقليص أو إنهاء البرنامج النووي الإيراني الذي أنتج كمية كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب القابل للاستخدام في الأسلحة.

وقال ترمب يوم الخميس: أعتقد أننا نسير على ما يرام في ما يتعلق بإيران ونعقد اجتماعات جادة للغاية وليس هناك سوى خيارين أحدهما ليس جيدا على الإطلاق، مشيرًا إلى إمكانية العمل العسكري ضد إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وصرحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس أن مبعوث ترمب الخاص ستيف ويتكوف سيسافر إلى عمان لعقد اجتماع ثالث مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلا أن مسؤولين أميركيين آخرين قالوا إن خطط ويتكوف لم تحدد بعد.

وأجرت واشنطن وطهران جولتين من المحادثات في مسقط في 12 أبريل وفي روما في 19 أبريل في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في إطار مهلة مدتها شهران وضعها ترمب.

وفي الاجتماع التخطيطي الأولي طرح أعضاء الفريق الفني الأميركي تساؤلات بشأن جوانب عدة من الموقف الأميركي، بما في ذلك تصريحات متناقضة لمسؤولي الإدارة حول ما إذا كان يجب السماح لإيران بأي قدرة على التخصيب.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إن إيران يمكنها استخدام كمية محددة من اليورانيوم منخفض التخصيب في البرامج النووية المدنية السلمية ولكن يجب استيرادها من الخارج.

وأضاف روبيو في مقابلة مع صحيفة فري برس: هناك سبيل لبرنامج نووي مدني وسلمي إن أرادوا ذلك لكن إذا أصروا على التخصيب، فسيكونون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك برنامج أسلحة بل تخصب. لذا أعتقد أن هذا يثير إشكالية.

وأكد عباس عراقجي في خطاب له هذا الأسبوع أن إيران لا يجب اعتبارها استثناء في إطار حظر الانتشار النووي مشيرا إلى أنها دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي ولها نفس الحقوق والالتزامات مثل أي دولة أخرى.

وأكدت مصادر مطلعة أن عراقجي أبلغ ويتكوف خلال محادثات روما أن التوصل إلى اتفاق نووي ضمن الإطار الزمني الذي وضعه ترمب قد لا يكون ممكنا مما دفعه لطرح فكرة اتفاق مؤقت.