نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صورة مفبركة ونفق وهمي: كيف تبتزّ إسرائيل مصر وتُعرقل المفاوضات؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 08:42 صباحاً
في آب/أغسطس 2024، نشرت وسائل إعلام وصفحات عبرية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لفتحات أنفاق قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفها في منطقة رفح الفلسطينية، وادعى أنها تصل قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء المصرية، وتستخدم في تهريب الأسلحة لحركة "حماس".
بعد نحو 8 أشهر من تلك المزاعم، التي رأى محللون تحدثوا لـ"النهار" حينذاك أنها تخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتهدف إلى عرقلة الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، في تحقيق استقصائي أجرته قناة "كان 11" العبرية، أن إحدى الصور التي تم تسويقها على أنها لـ"نفق خارق" اكتشفه الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، مفبركة.
ما يستدعي الانتباه أن الصورة التي تحدث عنها غالانت تعود للشهر ذاته (آب 2024) الذي شهد بث صور فتحات الأنفاق التي زعم الجيش العبري أنها تربط بين منطقة رفح الفلسطينية وسيناء.
تلاعب مستمر
يقول الباحث الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية د. خالد سعيد، لـ"النهار"، إن "إسرائيل كثيراً ما تتلاعب بالمعلومات والصور، وقد ظهر هذا مرات عدة خلال حرب غزة، ويتم فضح الادعاءات إما من خلال خطأ ما، أو عبر تصريحات كالتي أصدرها غالانت".
ويشير سعيد إلى أنه "على مر السنوات الماضية، وليس في حرب غزة فحسب، كُشفت معلومات ملفقة، على سبيل المثال المنشآت التي استهدفها الجيش الإسرائيلي داخل سوريا، وزعم أنها منشآت نووية، كذلك الاستهدافات في الداخل الإيراني".
ويضيف: "كشف غالانت تلك المزاعم لأنه على خلاف عميق مع نتنياهو، وهذا ما كان يحدث في الادعاءات الأخرى، فغالباً ما كان مسؤولون سابقون يكشفون زيفها".
ما قاله غالانت
ثمة فيديو متداول يتضمن جانباً من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق لـ"كان 11"، جاء فيه: "إن الصورة التي تم نشرها ليست دقيقة. ما لم يره الجمهور بعينه هو أن هذا النفق ليس بعمق 20 أو 30 متراً تحت الأرض. بل متر واحد تحت الأرض. هو مجرد نفق سفلي مغطى كما لو كنت تقود سيارتك تحت طريق سريع وتمر به بسيارتك".
جاء أيضاً: "التقط أحدهم الصورة وأثار ضجة كبيرة. وتصدرت الصورة عناوين الصحف. لكن في النهاية لم يمر النفق تحت طريق فيلادلفيا السريع".
الهدف من نشر تلك الادعاءات كان عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تتم بوساطة مصرية-قطرية-أميركية، لذا كانت "النتيجة (استمرار) الحرب".
ورقة الأنفاق
تستخدم حكومة نتنياهو ورقة الأنفاق للضغط على مصر التي أبدت اعتراضات شديدة على دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا، وكذلك بهدف عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار مع "حماس".
ويقول وكيل الاستخبارات العامة المصرية السابق اللواء محمد رشاد لـ"النهار" إن "مسألة الأنفاق تم الانتهاء منها خلال الحرب على الإرهاب في سيناء، ما ساعد على القضاء على الجماعات المتطرفة في شبه الجزيرة".
وكانت سيناء شهدت نشاطاً للجماعات الإرهابية خلال حكم "جماعة الإخوان المسلمين"، التي سمحت بدخول قرابة 3 آلاف جهادي وملايين قطع السلاح والذخيرة إلى مصر.
وبعد إطاحة الجماعة من سدة الحكم إثر ثورة شعبية في عام 2013، تعاظم نشاط تلك الجماعات وقامت بعشرات العمليات المسلحة ضد قوات الجيش المصري والشرطة وكذلك المدنيين، إلى أن أطلقت القاهرة العملية الشاملة "سيناء 2018" وقضت على الإرهاب في سيناء وشتى ربوع مصر في أقل من ثلاثة أعوام.
وقبل تلك الأحداث الدامية، كان هناك أكثر من 1500 نفق تربط بين سيناء وغزة. وكان حجم الأنفاق متفاوتاً، بعضها يسمح بعبور شخص أو اثنين، في حين كان ثمة أنفاق كبيرة تمر فيها سيارة محملة بالبضائع.
وتم تدمير وإغراق الأنفاق، وبني جدار خرساني عميق على طول الحدود المصرية، بعدما تحولت الأنفاق من منافذ لتوفير الحياة لسكان القطاع الفلسطيني المحاصرين، إلى ممرات للموت، يعبر منها متطرفون لقتل المصريين بهدف الضغط على النظام الحاكم في مصر، لإعادة "الإخوان" إلى السلطة.
0 تعليق