أعاد الزلزال الذي ضرب مدينة إسطنبول عاصمة تركيا أمس الحديث حول الباحث الهولندي وراصد الزلازل المعروف فرانك هوغربيتس .

وشهدت تركيا، أمس الأربعاء، زلزالًا قويًا بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، مركزه بحر مرمرة قبالة سواحل إسطنبول، ما أثار حالة من الذعر بين السكان وأعاد إلى الأذهان كوارث زلزالية مدمرة شهدتها البلاد خلال العقود الماضية.

زلزال إسطنبول.. الهزة الأقوى في تركيا منذ أعوام

وقع الزلزال عند الساعة 12:49 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وشعر به سكان إسطنبول ومدن أخرى في شمال غرب تركيا. وتبعه أكثر من 185 هزة ارتدادية، بلغت قوة إحداها 5.9 درجة، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”.

وأسفر الزلزال عن إصابة 236 شخصًا، معظمهم نتيجة الهلع والقفز من المباني. ووفقًا لبيان رسمي، فقد انهار مبنى مهجور في منطقة الفاتح التاريخية، دون تسجيل وفيات. كما قضى مئات السكان ليلتهم في العراء أو الملاجئ المؤقتة التي جهزتها السلطات خشية هزات لاحقة.

هوغربيتس يعود لدائرة الضوء بعد زلزال تركيا

ما أن ضرب الزلزال بحر مرمرة حتى عاد اسم الباحث الهولندي المثير للجدل، فرانك هوغربيتس، إلى الواجهة. فقد نشر، قبل الزلزال، تحذيرًا على حسابه في منصة “إكس” أشار فيه إلى احتمال وقوع “هزات ارتدادية قد تكون قوية” في المنطقة، داعيًا إلى توخي الحذر.

هوغربيتس، المنتمي إلى مؤسسة “مسح هندسة النظام الشمسي” (SSGEOS)، اشتهر منذ عام 2023 بتنبؤاته الزلزالية التي يستند فيها إلى محاذاة الكواكب، وليس إلى البيانات الزلزالية التقليدية.

وقد زعم في فبراير من العام ذاته وقوع زلزال كبير في تركيا، وبعد أيام فعليًا ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة جنوب البلاد وشمال سوريا، ما عزز حضوره الإعلامي رغم انتقادات واسعة.

جدل علمي واسع

رغم الضجة الإعلامية التي ترافق كل منشور لهوغربيتس، إلا أن معظم الخبراء يشككون في منهجيته. فبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، لا توجد وسيلة علمية مثبتة تتيح التنبؤ الدقيق بالزلازل،

ويرى البعض أن توافق تنبؤاته مع الكوارث الطبيعية مجرد مصادفة.

كما أن هوغربيتس ليس متخصصًا معتمدًا في الجيولوجيا، بل هو مطور برمجيات يتبنى نظرية غير مثبتة تربط بين الفلك والنشاط الزلزالي. ويرى العلماء أن الاعتماد على مصادر علمية موثوقة هو الأساس في التوعية والاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية.

تركيا فوق خطوط الصدع

تقع تركيا عند نقطة التقاء صفائح تكتونية نشطة، مما يجعلها من أكثر الدول عرضة للزلازل. الزلزال الأخير أعاد إلى الأذهان مأساة 1999 حين ضرب زلزال مدينة إزميت وأودى بحياة نحو 17 ألف شخص.

كما لا تزال البلاد تتعافى من زلزال فبراير 2023، الذي خلّف أكثر من 55 ألف قتيل ومئات الآلاف من المشردين.

رغم الجدل الدائر حول تنبؤات هوغربيتس، يظل تعزيز جاهزية السكان والاستثمار في البنية التحتية المقاومة للزلازل هما السبيل الأهم لحماية الأرواح. ومع تزايد النشاط الزلزالي في تركيا، تبقى الحاجة ملحة للتأهب المستمر والاعتماد على المعرفة العلمية الدقيقة.

اقرأ أيضا

زلزال إسطنبول.. رعب يجتاح تركيا والسكان يهربون للشوارع بعد هزة بقوة 6.2 ريختر| شاهد

نسخ الرابط تم نسخ الرابط