نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طرح أميركي لإنهاء الحرب الأوكرانية: انتصار بوتيني يصطدم برفض أوروبي! - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 05:38 صباحاً
عادت الحركة المكثّفة على خط إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية إلى الأروقة الديبلوماسية، مع اقتراحات طرحها الكرملين والبيت الأبيض لإنجاز صفقة وقف النار، تعطي بمجملها أفضلية روسية، وتحقق خرقاً ديبلوماسياً دولياً للولايات المتحدة على خط الصراعات، ومكاسب اقتصادية عدّة مرتبطة بالطاقة الروسية والمعادن الأوكرانية، لكن أوكرانيا ستكون الخاسر الأكبر ومن خلفها أوروبا.
وتنقل "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف الحرب والتنازل عن مطلبه السابق بالسيطرة الكاملة على الأقاليم الأوكرانية الأربعة الواقعة على الجبهة، مقابل طرح الولايات المتحدة اعترافها بملكية روسيا لشبه جزيرة القرم وسيطرتها على أجزاء من المناطق الأربع، وتخفيف العقوبات عن روسيا، واعتماد خطوط الجبهة الحالية كحدود جديدة بين الدولتين.
لا أفق؟
محلل الشؤون الخارجية، المتخصّص في شؤون أوروبا الشرقية وروسيا أولريتش بومان يتوقف خلال حديثه لـ"النهار" عند الطرح الأميركي، مستغرباً الاعتراف المحتمل بالسيادة الروسية على القرم، لكونه يمثّل "انعطافةً واضحة" في سياسة الولايات المتحدة وشكل الديبلوماسية الأميركية، خصوصاً أن "سوريا وفنزويلا" نموذجان للدول التي تعترف بهذه المسألة.
بومان لا يرى أفقاً لهذا الطرح، فالدول الأوروبية لن "تعترف" وفق تقديراته، لكن في الآن عينه، لا قدرة لأوكرانيا على الرفض المباشر، وهذا رأي بومان الذي يقول "لا أحد يريد قول لا للولايات المتحدة"، فيتوقع أن يكون المخرج موافقة أوكرانيا على مفاوضات مع روسيا هدفها وقف الحرب وتقديم ضمانات أمنية، وفشل هذه المحادثات في التوصّل إلى نتائج ملموسة تُنهي الحرب.
انتصار لبوتين
الصفقة رابحة على مستوى موسكو، التي ستشرعن سيطرتها على القرم والمناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها منذ بدء الحرب عام 2022، وستوقف الاستنزاف العسكري وتعود إلى المنظومة التجارية العالمية بعد تخفيف العقوبات، وبالمقابل، ستستفيد واشنطن من مجموعة تفاهمات اقتصادية تشمل اتفاق المعادن، ومن تراجع أسعار الطاقة عالمياً، ومن "التشغيل المحتمل لمحطة زاباروجيا"، وفق "أكسيوس".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب).
لكن بومان يقارب القضية من منظار آخر، فيقول إن الاتفاق "لا يحلّ" المسائل الخلافية بين موسكو من جهة، وكييف وبروكسل من جهة أخرى، لأنه يعترف للكرملين بالأراضي التي سيطر عليها منذ بدء الحرب، وهو ما ترفضه أوكرانيا لأنه يُعدّ "هزيمة" لها، ولا يرفع العقوبات الأوروبية عن روسيا لإعادة تصديرها النفط والغاز إلى الدول الأوروبية.
ضغوط أميركية على أوكرانيا
إلّا أن ضغوطاً كبيرة يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أوكرانيا يرصدها مسؤولون أوروبيون، هدفها تقديم تنازلات لإنهاء الحرب، وقد يكون أحدها إنهاء المساعدات العسكرية. في هذا السياق، يعترف بومان بـ"الصعوبات العسكرية" التي ستواجهها أوكرانيا، لكنه يشير إلى درس مقترح يقوم على "شراء المعدات العسكرية الأميركية بأموال أوروبية"، لكن يبقى السؤال، هل يقبل ترامب؟
الدول الأوروبية تواجه أزمات مالية معقدة جداً، وغير قادرة على الوصول إلى المستوى المفترض للإنفاق الدفاعي في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو 2 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي في كل دولة، وقد لا تكون قادرة على دفع ثمن السلاح لأوكرانيا، لكن بومان يقول إن الدول الأوروبية "ستدفع"، وترامب قد يقبل، خصوصاً إذا ما تم توقيع اتفاق المعادن مع أوكرانيا واسترجع الأموال الأميركية.
في المحصلة، الطرح الأميركي على طاولة الرئاسة الأوكرانية، الكرملين موافق مبدئياً، والعين ستكون على الديبلوماسية بين كييف وواشنطن ومدى قدرة الإدارة الأميركية على إقناع الأوكرانيين باتفاق خاسر، لكنه قد يحميهم من خسائر أكبر إذا تقرر الوقف التام للدعم الأميركي وإطلاق جماح الدب الروسي.
0 تعليق