في تطور طال انتظاره لعشّاق السفر بين إسبانيا والبرتغال، أعلنت المفوضية الأوروبية عن دعمها الرسمي لمشروع إطلاق قطار مباشر عالي السرعة يربط بين مدريد ولشبونة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الربط الإقليمي وتقليص أوقات الرحلات بين العاصمتين بحلول عام 2030.

لطالما كانت الرحلة بين لشبونة ومدريد تستغرق وقتًا طويلًا، سواء بالحافلات أو من خلال رحلات جوية قصيرة ولكن مجهدة من حيث التنقل إلى المطارات. أما مع خدمة القطارات السريعة المنتظرة، فستتغير هذه المعادلة بالكامل. فمن المتوقع أن يساهم الخط الجديد في تقليص وقت الرحلة بشكل ملحوظ، ما يجعل التنقل بين العاصمتين أكثر راحة واستدامة ومرونة.

وحاليا قد تستغرق الرحلة أكثر من 9 ساعات، أي أطول من ركوب الحافلة "7 ساعات" والقيادة تأخذ 6 ساعات، وغالبًا ما تتضمن ما يصل إلى 4 تبديلات، لكن يمكن للمسافرين أن يفرحوا، حيث يبدو أن خدمة مباشرة ممكنة الآن بفضل بناء جسر ثالث فوق نهر تاجوس، وتعمل حكومتا إسبانيا والبرتغال على بناء حصتهما من هذا الخط.

وهذه ليست أخبارًا سارة للمسافرين فحسب، حيث قد تستغرق الرحلة حوالي 3 ساعات فقط، كما ستساهم هذه الخدمة في خفض الانبعاثات ومساعدة الاتحاد الأوروبي على تحقيق هدفه المناخي، بالإضافة لتخفيف الضغط على الشاحنات والطرق السريعة.

يأتي هذا المشروع في إطار الجهود الأوروبية لتعزيز شبكات النقل العابرة للحدود، وقد حظي بدعم صريح من الاتحاد الأوروبي، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية عن نيتها التوقيع على قرار تنفيذ رسمي في وقت لاحق من هذا العام. وتهدف الجهات المسؤولة إلى إتمام المشروع بحلول عام 2030، في موعد يتزامن مع حدث عالمي بارز، إذ ستستضيف كل من إسبانيا والبرتغال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب المغرب.

هذا الربط الجديد ليس فقط مشروعًا بنيويًا، بل هو أيضًا خطوة رمزية نحو توحيد شبه الجزيرة الإيبيرية بشبكة مواصلات عصرية وسريعة، تعزز من الترابط الاقتصادي والسياحي والثقافي بين البلدين الجارين.

المشروع يُعد جزءًا من رؤية أوسع لتطوير قطارات أوروبية سريعة وصديقة للبيئة، تشجع على تقليل الاعتماد على الطيران لمسافات قصيرة. كما يُنتظر أن يجذب الخط فئات متعددة من المسافرين، من السياح الراغبين في استكشاف المدينتين التاريخيتين إلى رجال الأعمال الذين يسعون إلى التنقل السريع والفعّال.

وبينما تستعد مدريد ولشبونة لاحتضان الزوار من أنحاء العالم في 2030، فإن هذا القطار الجديد سيشكل بوابة حديثة وعصرية تربط بين ثقافتين عريقتين، ومسارين يتقاطعان على سكة واحدة، بسرعة وراحة لم تكن ممكنة من قبل.