نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا يريد المسلمون من قداسة البابا؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 09:23 صباحاً
هو قداسة البابا فرنسيس، أول بابا من الأميركيتين، واسمه خورخي ماريو بيرجوليو، ويتحدّر من الأرجنتين. تم انتخابه حبراً أعظم في 13 آذار/مارس 2013. وما ميّزه أنه كان مع الناس يتحسّس فقرهم، ويعيش التواضع قيمة وسلوكاً، فكان يكسر البروتوكولات الكنسيّة ليكون قريباً من الفقراء والمهمّشين.
كان يقول تكراراً: "شعبي فقير وأنا واحد منهم"، أكثر من مرة، موضحًا قراره بالعيش في شقة وطهو طعامه الخاص، ناصحاً الكهنة بإظهار الرحمة والشجاعة الرسولية وإبقاء أبوابهم مفتوحة أمام الجميع، ويعني بذلك الفقراء والمستضعفين.
حمل قداسة البابا فرنسيس مشعل السلام والمحبة بين الشعوب والأديان، وسعى إلى ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية، وإلى إعانة المحتاجين والضعفاء، عاملاً على إرساء العدل والمساواة والتسامح بين البشر.
آمن بأن المحبة من أقصر الطرق التي توصلنا إلى الله، فالله محبة، أرادنا من خلالها أن نحيا إنسانيتنا ونتواصل مع بعضنا البعض؛ لذا لا بدّ من أن نكون أصحاب نفوس عظيمة كما يصرح بذلك شمس التبريزي: "لا يوجد أسهل من الكراهية والبغضاء، أما الحُبّ فهو يحتاج نفساً عظيمة". وكما قال سيدنا المسيح: "لا يجتمع حب الله مع بغض الإنسان".
في آذار عام 2021، قام البابا الراحل بزيارة تاريخية إلى العراق حيث التقى في النجف الأشرف بالمرجع السيد علي السيستاني.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يريد المسلمون ويتوقعونه من البابا بما يمثل من موقع ديني مؤثر؟
يوضح سماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله بأننا "نتوقع منه (البابا المقبل) أن يكمل هذا الطريق في الحوار الإسلامي-المسيحي، أو الحوار بين الأديان، كما نتوقع منه هذا التقارب والتلاقي بين المسلمين والمسيحيين على الكلمة السواء والقيم الدينية المشتركة، التي ترتفع إلى مواقع القرب من الله الواحد... إننا نرى للبابا المقبل أن يعمل بقيم السيد المسيح(ع)، الذي لو كان موجوداً الآن على الأرض لكان وقف إلى جانب الفلسطينيين في توقهم إلى العدالة الإنسانية ضد الذين يظلمونهم... إن البابا لا يمثل الغرب، وإنما يمثل في موقعه الخط الذي يعتقد أنه خط السيد المسيح (ع). هذا ما ساعد على ردم الهوة التي قد يتصورها البعض بين موقف المسيحية من قضايا المسلمين وموقف الإسلام من قضايا المسيحية، لأنّ الدين للإنسان كله".
في خضم ما نعانية من واقع اقتصادي وسياسي واجتماعي مأزوم فإن الوفاق يبقى هو الحل الوحيد من أجل تهدئة النفوس بغية الالتقاء، ونبذ ما قد ينتهجه بعض الساسة من أساليب، تعبر عن انزعاجهم من هذا التوافق الإسلامي-المسيحي لكونه لا يخدم مصالحهم...
0 تعليق