شحن الكتب المصرية الى معرض الرباط يثير سجالات.. الأفضلية لقيادات "الناشرين"؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شحن الكتب المصرية الى معرض الرباط يثير سجالات.. الأفضلية لقيادات "الناشرين"؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 02:50 مساءً

سيطرت حالة من الغضب على أجنحة دور النشر المصرية المشاركة في الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للكتاب، وذلك لتأخر وصول شحنات الكتب من مصر. وقد أثار هذا التأخير استياءً واسعاً لدى كل من الناشرين المصريين والقراء المغاربة على حد سواء.

وتأخرت شحنات كتب دور نشر مصرية مشاركة في المعرض الذي افتتح أمام الزوار يوم 18 نيسان/أبريل الجاري. وحتى كتابة هذه السطور لم تصل الكتب إلى الناشرين. وتشارك في معرض الرباط  هذا العام، 37 دار نشر مصرية بحسب تصريحات، رئيس اتحاد الناشرين المصريين فريد زهران لـ"النهار".

وقد تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة إلى اتحاد الناشرين المصريين، خصوصاً في ظل اتهامات تشير إلى وصول الكتب الخاصة ببعض دور النشر التي يمتلكها أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، بينما تأخرت شحنات غالب دور النشر الأخرى. يُضاف إلى ذلك قرار التعاقد مع شركة نقل بحري لم تتحمل مسؤولية نقل الكتب بكفاءة وفي الوقت المناسب.

اضطراب عملية الشحن
تقصت "النهار" أوضاع دور النشر المصرية من داخل معرض الرباط، حيث كشف الناشر المصري والمحرر العام لمنشورات الربيع، أحمد سعيد عبد المنعم، عن تأخر وصول شحنة الكتب الخاصة بداره، بالإضافة إلى شحنات غالب دور النشر الأخرى، مع عدم وجود موعد محدد لوصولها حتى الآن.

وقال عبد المنعم لـ"النهار" إن "السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة يكمن في شركة الشحن التي تعاقد معها الاتحاد"، محملاً الاتحاد تبعة اختيار هذه الشركة "التي تسببت بالمشكلة ذاتها خلال فعاليات معرض الرباط عام 2023".

ويشدد الناشر المصري على أهمية تعويض الناشرين الخسائر التي لحقت بهم جراء تأخر شحنات الكتب. ويقترح أن تتضمن التعويضات استرداد أكلاف  الشحن، وإيجارات الأجنحة كاملة، وقيمة تذاكر الطيران، وأكلاف الإقامة، بالإضافة إلى تقديم اعتذار معنوي وأدبي.

ويضيف: "تعاقد الاتحاد مع شركة شحن ملاحي ذات تكلفة مخفوضة. وعندما حدث تأخير في إرسال الشحنة بحراً، تقرر إرسال 30 بالمئة من الكتب جواً بشكل عاجل وفقاً لشروط التعاقد. إلا أن شركة الشحن لم تلتزم حتى شحن هذه النسبة المقررة، وشحنت حوالى 10 بالمئة فقط من الكتب على دفعتين منفصلتين".

ويقول الناشر إن "الدفعة الأولى من الشحنة الطارئة تضمنت كتب دور النشر التي يملكها خمسة من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، بالإضافة إلى دور نشر عربية في مخالفة للقواعد، وثلاث دور نشر أخرى فقط من أصل 37 دار نشر مصرية مشاركة. هذه الشحنة وصلت بالفعل في الأيام الأولى للمعرض، في حين بقيت الدفعة الثانية المشحونة جواً، والخاصة ببقية دور النشر، عالقة ولم تصل حتى الآن".


لجنة تحقيق
من جانبه، يقول رئيس اتحاد الناشرين المصريين لـ"النهار": "المشكلة كبيرة نظراً الى تكرارها أكثر من خمس مرات في معارض سابقة. وهذه هي المرة الأولى التي تحدث منذ توليت منصبي قبل أكثر من عام"، لافتاً إلى "تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الواقعة بشفافية تامة".

ويضيف: "تكرار هذه المشكلة ليس الأمر الوحيد المقلق، بل إن المشكلة الأكبر تكمن في عدم تعويض الناشرين المتضررين في السابق". وكشف أنه "في إحدى المرات السابقة، حصل الاتحاد على قيمة الشرط الجزائي من شركة الشحن المتسببة بالتأخير، وتم إيداع المبلغ في ميزانية الاتحاد من دون تعويض الناشرين الذين تكبدوا خسائر فادحة".

وفي ما يتعلق بآلية التعويض، أوضح أنه يتفهم مطالب الناشرين والخسائر التي تكبدوها، لكن مسألة التعويضات تخضع لمعيارين أساسيين: "الأول هو مدى توافر الموارد المالية المتاحة، والثاني هو حجم الضرر الذي لحق بكل دار نشر على حدة"، مؤكدًا أنه "ستتم دراسة هذا الأمر بعناية فائقة لضمان تعويض عادل للناشرين المتضررين".

 

أرفف أجنحة الناشرين المصريين فارغة في معرض الكتاب بالرباط.

وبشأن الاتهامات الموجهة إلى مجلس إدارة الاتحاد حيال شحن كتب دور النشر المملوكة لأعضائه عبر الشحنة الجوية، نفى فريد زهران هذا الأمر بشكل قاطع، مؤكداً أنه "غير صحيح على الإطلاق". وأشار إلى أن "هناك أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد لم تصل كتبهم عبر الشحن الجوي، بالإضافة إلى وجود نحو 15 دار نشر أخرى لا يملكها أعضاء في المجلس، وصلت كتبها عبر الشحن الجوي".

بيد أن رئيس اتحاد الناشرين المصريين أوضح أن هذه الواقعة ستخضع لتحقيق دقيق وشامل، وأنه سيتم استجواب شركة الشحن حول المعايير التي اعتمدتها في اختيار شحن كتب دور نشر بعينها -بما في ذلك دار نشر المحروسة التي يملكها شخصياً-. وأكد أنه في حال ثبوت إعطائه أي تعليمات تفضيلية لشحن كتب دار نشر بعينها على حساب دور النشر الأخرى، فإنه سيخضع للمساءلة والتحقيق.

ونفى الاتهامات الخاصة بشحن كتب دور نشر عربية في الشحنة الجوية الطارئة، مؤكداً أن ليست له علاقة بتمثيل دور النشر العربية، كما لا يستطيع أن يمنع شركة الشحن من شحن كتب دور النشر العربية، لافتاً إلى أن رسوم شحن الكتب الخاصة باتحاد الناشرين المصريين تختلف تماماً عن الرسوم الخاصة بدور النشر العربية.

يختتم زهران حديثه قائلاً: "بصفتي الرئيس الحالي للاتحاد، أؤكد قاطعاً أن ما حدث لن يتكرر مستقبلاً. جميع الناشرين الذين تضرروا من هذا التأخير سيحصلون على تعويضات مستحقة. كما سيتم اتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع. وتحقيقاً لهذه الغاية، سنعمل جاهدين على دراسة الثغرات التي أدت إلى هذه الحوادث، وقد قمنا بالفعل بتشكيل لجنة خاصة تتولى مسؤولية تنفيذ هذه المهمة".

 

في موازاة ذلك، قالت وزارة الثقافة المصرية في بيان، يوم 19نيسان/أبريل: "إن وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، أجرى اتصالات مكثفة لمتابعة الأزمة والعمل على حلها، بالإضافة إلى نيته عقد اجتماع عاجل مع مسؤولي اتحاد الناشرين المصريين لبحث الأسباب، ووضع آليات لمنع تكرارها".

كذلك أشارت الوزارة إلى التنسيق مع السلطات المغربية لتسهيل دخول الشحنات المصرية فور وصولها. وحتى صباح يوم 23  نيسان/أبريل لم تكن أزمة الناشرين المصريين قد حلت. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق