كتب: عبد الرحمن عطية 

في خطوة تعكس تغييرا جذريا في فلسفة التجارة الأمريكية، كشف الرئيس دونالد ترامب عن تلقيه طلبات متزايدة من قادة دول ومديري كبرى الشركات العالمية للحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته مؤخرا.

الخطوة التي بدت في ظاهرها تصعيدا اقتصاديا، تحولت إلى أداة ضغط تفاوضي غير تقليدية، يراهن بها ترامب على قلب موازين العلاقات التجارية لصالح واشنطن.

وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، وصف ترامب قراره المفاجئ بفرض رسوم شاملة بأنه "يوم التحرر التجاري"، مؤكدا أن هذا التحرك قد أجبر الجميع على الجلوس إلى طاولة التفاوض، بعد عقود من ما وصفه بـ"الاستغلال التجاري الممنهج" ضد الاقتصاد الأمريكي.

وأوضح أن الطريق الوحيد لتجنب الرسوم الجمركية هو الاستثمار المباشر في السوق الأمريكية، قائلاً بلهجة لا تخلو من التحدي: "فليأتوا ويبنوا في أمريكا"، وأضاف أن الرسوم لن ترفع إلا عندما يبدأ الشركاء التجاريون في تصحيح المسار وتقديم عروض عادلة ومتوازنة.

الرسوم الجمركية

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت، في الثاني من أبريل، فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، شملت أغلب شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ما أحدث اضطرابًا في الأسواق العالمية وأثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية. إلا أن الرئيس الأمريكي عاد وهدّأ الأجواء مؤقتًا بإعلانه تعليق تنفيذ الرسوم لمدة 90 يومًا على واردات من 75 دولة، أبدت استعدادها للتفاوض.

هذه الخطوة تندرج ضمن توجه ترامب المتصاعد نحو سياسات تجارية حمائية، يعيد من خلالها رسم خريطة الاقتصاد العالمي، ويضع "عودة التصنيع إلى الداخل الأمريكي" في مقدمة أولويات المرحلة المقبلة.