نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ذوق مصبح… أيقونة الله على الأرض - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 08:39 صباحاً
ليليان خوري
كيف تتحوّل الطرقات إلى دروب جلجلة، ويتغيّر وجه التراب إلى بخورٍ يعبق في فضاء هذه الضيعة الطاهرة؟
وكيف تغدق السماء من خيراتها على هذه الأرض التي تحتضن في كنفها أكثر من سبع كنائس على امتداد زواريب صغيرة تسرد في حناياها حكايات التقوى والإيمان في هذه البلدة النموذجية.
أسبوع الآلام احتفت فيه ذوق مصبح بكل خشوعٍ وإيمان، فأحيت معها نفوسٌ كثيرة أعياها المرض وغمرها الحزن، امتزجت جراحهم مع جراح يسوع على الصليب، وانسكبت دماؤهم مع دماء ذاك المخلص، الذي تحمّل الصلب والإهانة من أجل أن يغفر لنا خطايا تعيث في النفس ظلاماً.
كل يوم نعيشه في ذوق مصبح هو بحدّ ذاته لقاءٌ مع الرب، فيه من الخشوع والمحبة والاستسلام إلى مشيئة الله عزّ وجلّ. وما أدراك جمالُ هذا الرضوخ الإرادي الذي يرفعك إلى فوق، حيث تبسط السماء يديها لتستقبل كل الأدعية الصادقة وتستجيب لطلب كل مؤمنٍ ملجؤه الله ولا آخر سوى الله.
ذوق مصبح أيقونة الله على الأرض، تعلّمك أن تقرأ في كتاب الله بلطفٍ دون فرضٍ قاسٍ. تغريك بالصلاة اليومية دون أي ملل.
كهنتها خدمُ الله في جميع كنائسها رُسُلُ محبة. وقناديل نورٍ تنير نفوسنا المظلمة، فتزيل كل لبسٍ أو تساؤل أو جهل قد ينتاب أي مؤمن.
في كل مرةٍ تزور كنائسها في خميس الاسرار، تشعر وكأنها المرة الأولى التي تحجّ إليها، تتنامى إليك رغبةً في الرفض للخروجِ منها.
أي سحرٍ فيها ذوق مصبح تلك. فكيف لبقعة أرضٍ أن تفعل بي كل هذا الفعل. كيف لي أن أعشق هذه المنطقة التي لم أولد فيها، كيف لها أن تجعلني أسكرُ كل ما لفظت اسمها.
من اأين يعتريني شعورٌ أن أقبّل أرضها كل يومٍ وانا أمشي دروبها.
كيف لهذا الانتماء أن يجعلني أسيرة حدودها. هي كل وطني وهي كل السلام في هذا العالم، الذي يجعلني أدمن عيشها وعشقها.
ذوق مصبح لكِ لا تكفي صفحات كتاب للكتابة عنك.
وهل يكتفي العاشق بسماع كلمة أحبك مرةً واحدة.
من المؤكد أن صفحات الشغف معكِ ستكون مليئة وطويلة.
0 تعليق