ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 19 أبريل 2025 12:20 صباحاً - تتميز مشاريع البنية التحتية في إمارة دبي برؤيتها الاستباقية، ومرونتها العالية، وارتكازها على الابتكار والاستدامة والحداثة، ما يجعلها نموذجاً عالمياً يُحتذى به في التخطيط الحضري الحديث، فالمشاريع التي يتم تنفيذها تنطلق من رؤية بعيدة المدى.

ولا تصمم فقط لتلبية الاحتياجات الحالية للإمارة، بل يتم تصميمها وهندستها لجعلها جاهزة لتحديات المستقبل، سواء من حيث النمو السكاني، أو التوسع العمراني، أو التغيرات المناخية، أو تطور نمط الحياة الحضري.

ويأتي مشروع «تصريف» لتطوير شبكة تصريف مياه الأمطار في دبي، الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يونيو 2024، كأحد أكبر مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية.

والذي سيخدم إدارة منظومة تصريف مياه الأمطار في دبي، بتكلفة إجمالية تبلغ 30 مليار درهم، ويرفع المشروع الطاقة الاستيعابية 700 % ويغطي 100 % من مساحة دبي لمدة الـ 100 عام المقبلة، ويعزز جاهزية الإمارة لمواجهة التحديات المستقبلية المناخية.

شبكة

وبحسب بلدية دبي يصل طول شبكة تصريف مياه الأمطار الحالية في إمارة دبي حوالي 5000 كيلومتر، أما الطاقة الاستيعابية فهي قادرة على استيعاب 8 ملم كمعدل تساقط مطري يومياً، حيث يسهم مشروع «تصريف» بشكل مباشر في تعزيز مبدأ الريادة والابتكار في إمارة دبي، من خلال تطوير منظومة متكاملة لتصريف مياه الأمطار.

وتحرص بلدية دبي من خلال تنفيذها لمشاريع البنية التحتية على دمج التقنيات الذكية والحلول المستدامة والمُبتكرة، بما في ذلك أنظمة الصرف الصحي، ومياه الأمطار، والمياه المُعاد تدويرها، لتعزيز كفاءة التشغيل، والحد من التأثيرات البيئية، كما أن نموذج الحوكمة المتكامل والشراكات مع القطاع الخاص يتيح تنفيذ مشاريع ضخمة بفعالية عالية وسرعة تنفيذ تواكب طموحات الإمارة ورؤيتها.

رؤية مستقبلية

وتؤكد بلدية دبي لــ«حال الخليج» أن مشروع «تصريف» يُعد مثالاً حياً على رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها لتنفيذ مشاريع نوعية استراتيجية وتحولية تدعم التنمية الشاملة، وتحفز الابتكار في إدارة المدن الذكية، وترتقي بكفاءة ومتانة وتقدم البنية التحتية، مع تأكيد تقديم خدمات بلدية عالمية المستوى.

حيث لا يقتصر المشروع على تحسين البنية التحتية فقط، بل يتعدى ذلك إلى رفع كفاءة البنية التحتيّة للإمارة في مواجهة تحديات تغير المناخ والتعامل معها بمرونة، إضافة إلى الحد من تجمعات المياه، التي قد تؤثر على سلامة الأفراد والممتلكات.

تصريف ذكي

وتشير إلى أنه من خلال تطبيق أحدث الحلول الهندسية وتقنيات التصريف الذكي سيُسهم المشروع في تعزيز استدامة المشهد الحضري، وتعزيز راحة السكان والزوار على حد سواء.

كما يواكب المشروع تطلعات إمارة دبي لتكون المدينة الأفضل عالمياً للعيش والعمل، عبر توفير بيئة آمنة ومرنة قادرة على مواجهة المتغيرات البيئية بكفاءة واستباقية وحداثة.

كما يسهم المشروع في حماية الأصول الحيوية، وضمان استمرارية الأعمال، وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، وبذلك يعد مشروع «تصريف» استثماراً استراتيجياً في مستقبل دبي، ويرسخ مكانتها مدينة آمنة ومهيأة للنمو المستدام في مختلف الظروف.

تقليل التكاليف

وحسب بلدية دبي سيسهم مشروع «تصريف» في تقليل التكاليف بنسب كبيرة، سواء من حيث الإنشاء أو التشغيل أو الصيانة، فهو يعزز الاعتماد على حلول ذكية وتصاميم مبتكرة وتكنولوجيا متقدمة، والتي بدورها تُعزز الكفاءة، وتقلل التكاليف المرتبطة بإنشاء محطات ضخ فرعية وعمليات التشغيل والصيانة بنسبة 20 %.

فعلى سبيل المثال الاعتماد على نظام الانحدار يقلل من الحاجة لمحطات الضخ، ما يُسهم بشكل مباشر في خفض تكاليف التشغيل والصيانة، كما يسهم «تصريف» في تقليل المخاطر الناتجة عن تجمع مياه الأمطار، ما ينعكس بشكل مباشر على حماية الأرواح والمنشآت الحيوية في مختلف مناطق الإمارة.

فالبنية التحتية القادرة على التعامل بكفاءة ومرونة مع الظروف المناخية الاستثنائية تعد عاملاً حاسماً في تعزيز السلامة العامة، وضمان استمرارية الخدمات والأعمال دون انقطاع، وبالتالي زيادة حجم الاستثمارات والعائد الاقتصادي للإمارة.

ويعد «تصريف» مشروعاً استراتيجياً بامتياز، يوازن بين التكلفة والعائد، ويعزز استدامة الموارد، ويخدم تطلعات دبي لتكون مدينة أكثر كفاءة وريادة وجاذبية وجودة للحياة.

توجيهات

وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، للعمل على مشاريع تطوير البنية التحتية الاستراتيجية لتكون أكثر مرونة وتقدماً وتطوراً وأكثر جاهزية للتغيرات المناخية المستقبلية؛ أعلنت بلدية دبي مؤخراً عن ترسية عقود 4 مشاريع لتطوير وتأهيل وتحسين منظومة تصريف مياه الأمطار بتكلفة مليار و439 مليون درهم.

وذلك ضمن مراحل مشروع «تصريف» لتطوير شبكة تصريف مياه الأمطار في دبي، وتخدم المشاريع الجديدة مناطق حيوية في إمارة دبي، تشمل:

ند الحمر، وما حول مطار دبي الدولي، والقرهود، والراشدية، والقوز، وزعبيل، والوصل، وجميرا، والبدع، وستسهم في توفير حلول مبتكرة ومستدامة لعمليات تصريف مياه الأمطار، وتعزيز استدامة البنية التحتية لشبكات تصريف مياه الأمطار، إلى جانب رفع وتحسين مستوى الخدمات المتعلقة بتصريف مياه الأمطار المُقدمة لسكان تلك المناطق، وتقليل تكاليف التشغيل والصيانة، ومن المتوقع إنجاز المشاريع الأربعة بحلول عام 2027.

وذلك من خلال إضافة خطوط تصريف جديدة تمتد إلى أكثر من 36 كيلومتراً، بحيث تغطي المناطق المُشار إليها وصولاً إلى المسار الرئيس لنفق «تصريف»، الذي سيربط مناطق الإمارة ببعضها البعض.

حجر الأساس

وتعد البنية التحتية ذات الكفاءة العالية حجر الأساس في نجاح ونمو مختلف القطاعات الحيوية في الإمارة، فهي المحرك الذي يوفر البيئة المواتية لازدهار الاقتصاد، وفعالية الخدمات، وجودة الحياة.

كما أن كفاءة البنية التحتية تشكل عاملاً حاسماً في استمرارية الأعمال، وجاذبية الاستثمار، ومرونة المدينة في مواجهة التحديات، فالتطوير المستمر للبنية التحتية في دبي لا يُعزز فقط أداء القطاعات الخدمية والإنتاجية، بل يرسخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للأعمال والابتكار، ويعكس الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة في بناء مدينة ذكية ومستدامة قادرة على تحقيق التوازن بين التنمية والرفاهية.

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم