نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهرجان أبوظبي على خريطة المهرجانات الدوليّة... هدى ابراهيم الخميس: الإمارات نهضة ثقافيّة وتعاون مع الرحابنة قريباً - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 05:19 صباحاً
بات مهرجان أبوظبي ركناً أساسياً في الأجندة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحجز مكانة متقدّمة على ساحة المهرجانات الدولية، كمنصّة للفنّ الراقي والإبداع.
وفي دورته الثانية والعشرين، حمل المهرجان عنوان "أبوظبي: العالم في مدينة"، مُجسّداً جوهر رسالته كمحطة عالمية للتواصل الثقافي بين مختلف الحضارات والشعوب من خلال جمع نخبة نجوم فنون الأداء والموسيقى الكلاسيكية من حول العالم. وفيما احتفى المهرجان باليابان الدولة ضيفة الشرف بمناسبة مرور خمسين سنة على علاقات الصداقة والتعاون بين اليابان والإمارات، كان ضيوفه من الشرق والغرب، واستقطبت حفلاته جمهوراً واسعاً أتى كثيرون منهم من خارج الإمارات.
افتتحت المهرجان هذه السنة أوركسترا اليابان الفلهارمونية وشمل برنامجه حتى الآن فرقة "كودو" اليابانية المتخصصة في الفنون الأدائية للتايكو، وعازف البيانو الموهوب يونتشان ليم وعازفة الإيقاع المرموقة كونيكو كاتو، وثنائي البيانو البديع "الأختان لابيك"، على أن يواصل حفلاته حتّى آخر نيسان (أبريل) بعروض لموسيقيين عالميين.
مؤسّسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي هدى إبراهيم الخميس تبدو فخورة بما حقّقه المهرجان منذ انطلاقه عام 2004، وبأسلوبها الراقي والهادئ، ترحّب بـ"النهار" التي "تربّينا عليها والتي كانت في كلّ نهار تحكي حكايتنا" وتستعيد تجربتها مع مهرجان بنته خطوة خطوة حتى وصلت به إلى العالمية.
بالنسبة إلى سيدة إماراتية مولودة من أب سعودي وأم سورية، وعاشت طفولتها في بيروت، وتابعت دراستها في باريس، وتزوجت فنّاناً تشكيليّاً بحرينياً، فإنّ شعار "أبوظبي العالم في مدينة" يعني أنّ "الكل اتحد بهدف النهضة الحقيقية وفتح الحوار مع الآخر، الحضارة لا تُبنى من طرف واحد، الحضارة تُبنى بإرادة مشتركة ولقاءات بين أطراف متعددة للاستمرار في الإبداع العالمي، وهذا هو المهم. اللقاء بين أبناء هذه المدينة وأصدقائهم من كلّ العالم الذين أمنوا بالحوار وبناء المستقبل".
أمور أساسية تعتبر ركيزة المهرجان منذ إنشائه، وهي الحوار وخلق مساحة حرية فكرية وتلاق فكري بشركات أو غيرها، وتمكين الشباب.
تصرّ السيدة التي تحبّ التعريف عن نفسها بأنّها عاشقة الثقافة، على وجوب إعلاء صوت حضارتنا وكتابتها بأنفسنا، "فإذا لم نتحدّث عن حضارتنا، سيأتي آخرون ويكتبونها بمفهومهم، ولن يصيبوا"، مبرزة أهمية الشراكات العالمية والمحلية في هذا الشأن.
ويعيدها الحديث عن الثقافة إلى لبنان قبل الحرب "عندما كنت أفتح الملحق الثقافي للنهار وأقرأ عن الأعمال الثقافية والمهرجانات والقصص المروية. كانت الثقافة في لبنان كماكينة الخياطة لا تتوقّف"، مضيفة: "هكذا هي الإمارات اليوم، نهضة ثقافية جديدة تنطلق من قلب العاصمة أبوظبي".
يولي المهرجان أهمية خاصّة للشباب، ويخصص حيّزاً واسعاً لهم في المهرجان، وهو ما بدا واضحاً من الأسماء المشاركة في المهرجان هذه السنة، كما في حضور الشباب الواسع في الحفلات.
وتقول هدى الخميس: "مهمّ جداً أن نُفهم الشباب أهمية تاريخهم وتقاليدهم، ولكنّ المهم أيضاً أن نتيح لهم المجال ليبدعوا ويبتكروا مستقبلاً مزدهراً".
وعن دور مهرجان أبوظبي في تجسير الهوّة بين الشباب والفنّ، تضيف: "الجواب بسيط، نعطيهم فرصة لتحقيق أحلامهم، ونوفّر لهم المسرح ليستطيعوا أن يجدوا مساحة لأعمالهم وعرضها. والأهمّ من ذلك، أن تأخذهم معك إلى العالم. لا يكفي أن يأتي العالم إلينا، في الدول العربية، يجب أن تكون أعمالنا على الساحات العالمية أيضاً... الشباب في مهرجان أبوظبي لهم المسرح والرعاية الفكرية ولهم أيضاً مكان على المسارح العالمية".
باتت الشراكات الثقافية جسراً جديداً للحوار الفكريّ والفنيّ. وفي هذا الإطار قدم مهرجان أبوظبي بالشراكة مع أوبرا باريس الوطنية إنتاجاً مشتركاً هو الأوّل لهما لأوبرا "بيلياس وميليساند"، رائعة الموسيقار العالمي كلود ديبوسي، في عرض عالمي أول على خشبة أوبرا الباستيل في باريس في آذار (مارس) الماضي.
وتقول السيدة الخميس عن هذا العمل الذي أخرجه وجدي معوّض: "هذا انجاز ثقافي استثنائيّ، حيث يجمع بين أحد أعرق دور الأوبرا العالمية وأحد أهمّ المهرجانات الثقافية في المنطقة في شراكة هي الأولى التي تقيمها أوبرا باريس الوطنية مع مؤسسة ثقافية في الشرق الأوسط، في عمل يعود إلى أكثر من 100 عام بإخراج جديد لشخص آتٍ من الشرق، من العالم العربي، من قلب لبنان".
وهذا الإنتاج يعتبر صورة مثالية لما يتطلّع إليه مهرجان أبوظبي: "عمل عظيم لدوبوسي، وأداء رائع من فرقة أوبرا باريس العريقة، وإخراج معاصر ومدهش من وجدي معوّض".
طموحات هدى إبراهيم الخميس كبيرة ولا حدود لها، وهي تكشف عناوين عريضة لبعض الشراكات تمتدّ من شنغهاي وصولاً إلى لبنان "مع الرحابنة" من دون أن تفصح عن تفاصيل.
0 تعليق