تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للبدء بتطبيق نظام تعريف رقمي شامل يعتمد على التقنيات البيومترية، كخطوة استراتيجية للاستغناء التدريجي عن بطاقات الهوية التقليدية في مختلف القطاعات.

ويهدف هذا التحول إلى تبسيط تجربة المستخدمين، وتعزيز كفاءة الخدمات، وزيادة مستويات الأمان، بما يتماشى مع رؤية الدولة للتحول الرقمي الشامل.

وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع ووزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن المرحلة المقبلة ستشهد استكمال التكامل في الاعتماد على الهوية الإلكترونية في قطاعات جديدة.

مشيراً إلى أن دولة الإمارات كانت وما تزال سباقة في تقديم أفضل الخدمات الذكية لتسهيل حياة المواطنين والمقيمين والزوار.

رد رسمي على استفسارات البرلمان

وجاءت تصريحات الوزير العويس في جلسة للمجلس الوطني الاتحادي، رداً على سؤال موجه من العضو د. عدنان حمد الحمادي، بشأن الإجراءات المتبعة من قبل الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية وأمن المنافذ لاعتماد الهوية الرقمية كبديل رسمي للهوية الورقية، خصوصاً في قطاعات ما تزال تشترط تقديم البطاقة الأصلية مثل البنوك، المستشفيات، والفنادق.

منهجية مرحلية لضمان جودة التحول

وفي رد كتابي نُقل عن اللواء سهيل سعيد الخييلي، مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، أوضح أن الهيئة تتبنى منهجية تحويل رقمي تدريجية، تبدأ بالخدمات الأسهل ثم تمتد إلى الأكثر تعقيداً، لضمان تحول شامل ومدروس.

وأضاف أن الفترة الماضية شهدت نجاحاً في تطبيق الهوية الإلكترونية في العديد من الخدمات، ويجري العمل حالياً على تطوير حزمة متكاملة من الأنظمة البيومترية لتعزيز استخدام الهوية الرقمية في مختلف القطاعات.

تعزيز الثقة وتوسيع نطاق الاستخدام

وتهدف هذه الحزمة إلى اعتماد معايير تقنية وإجرائية متقدمة لإثبات الهوية، من خلال إدارة محكمة للمخاطر، بما يضمن الامتثال للقوانين وحماية البيانات، مما يعزز الثقة في الخدمات المقدمة ويؤسس لاستدامتها.

كما يشمل نطاق الاستخدام المرتقب الجهات الحكومية، والمؤسسات المالية، وقطاع الاتصالات، والفنادق، والتأمين، والرعاية الصحية، وغيرهم من مزودي الخدمات الذين يتطلبون عملية تعريف دقيقة وآمنة للعملاء.

اعتماد بصمة الوجه والذكاء الاصطناعي

وأشار الوزير العويس إلى أن الهيئة، بالتعاون مع شركائها، قامت خلال الفترة الماضية بتطوير واختبار أنظمة تعريف بيومترية متقدمة، تعتمد على بصمة الوجه وتقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، عبر تطبيقها الذكي.

وستكون هذه الوسائل بمثابة بدائل داعمة للهوية التقليدية، تسهم في رفع مستويات الأمان وتبسيط الإجراءات.

تطبيق النظام خلال أقل من عام

وأكد العويس أن الهيئة تخطط لإطلاق الأنظمة الجديدة بشكل شامل خلال فترة لا تتجاوز 12 شهراً، وستكون القطاعات التي تم ذكرها في سؤال المجلس ضمن المرحلة الأولى من التطبيق.

كما تعمل الهيئة على جذب أبرز الشركاء في مختلف المجالات لتبني هذه التقنيات الحديثة ضمن أنظمتها.

هوية رقمية موحدة وآمنة

سيُعتمد في النظام الجديد على “الهوية الإماراتية الإلكترونية” (e-Emirates ID)، وهي نسخة رقمية وآمنة من بطاقة الهوية، سيتمكن المستخدمون من تحميلها عبر تطبيقات حكومية مثل “UAEPASS” و”ICP UAE”.

وستُخزن الهوية بشكل آمن على الهواتف الذكية، ما يُغني عن حمل الوثائق المادية.

تأثيرات إيجابية على المقيمين والمسافرين

من المتوقع أن يكون لهذا التحول الرقمي تأثير إيجابي مباشر على المقيمين والزوار والمسافرين، خصوصاً في تسهيل الوصول إلى الخدمات المصرفية والسياحية والصحية والاتصالات، من دون الحاجة إلى إبراز بطاقات الهوية الورقية.

وتعد الهوية الرقمية الإماراتية أول نظام وطني رقمي متكامل، يخدم أكثر من 340 جهة، منها 60 جهة اتحادية، و171 جهة محلية، و118 جهة خاصة، ويتيح الوصول إلى أكثر من 15,000 خدمة رقمية.

اقرأ أيضًا .. بقيمة 1.63 مليار دولار.. أدنوك الإماراتية تفوز بعقد لتقديم خدمات الحفر المتكاملة

نحو مستقبل رقمي متكامل

بهذا التوجه، تؤكد الإمارات موقعها الريادي في تبني الحلول الرقمية الحديثة، وترسي أسساً متقدمة نحو بناء منظومة خدمات ذكية تُحقق الكفاءة والراحة لمجتمعها المتنوع، وتُكرس من مكانتها كدولة سباقة في التحول الرقمي على مستوى المنطقة والعالم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط