كتب .. مصطفى محمود

فرضت الحكومة البريطانية حظرًا جديدًا على إدخال منتجات اللحوم والألبان من دول أوروبا إلى أراضيها، وذلك ضمن إجراءات صارمة دخلت حيز التنفيذ في 12 أبريل الجاري، في خطوة تهدف إلى الحد من مخاطر انتقال الأمراض الحيوانية، وعلى رأسها الحمى القلاعية.

وأعلنت الحكومة أن هذه القيود تطبق على جميع المسافرين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، وتشمل منتجات شائعة مثل الجبن والزبدة واللحوم المقددة، وحتى السندويشات التي تحتوي على لحوم أو أجبان، بغض النظر عما إذا كانت مغلقة أو تم شراؤها من متاجر رسمية.

وبررت السلطات هذا الإجراء بالقول إنه يندرج ضمن جهودها لحماية الثروة الحيوانية البريطانية وضمان الأمن الغذائي في المملكة المتحدة، خاصة بعد رصد إصابات بمرض الحمى القلاعية في بعض المناطق الأوروبية مؤخرًا، رغم عدم تسجيل أي إصابات داخل البلاد في الوقت الحالي.

وأوضحت الحكومة في منشورات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحظر يشمل جميع أنواع لحوم الأبقار، الخنازير، الأغنام، الماعز والغزلان، بالإضافة إلى منتجات الألبان مثل الجبن والزبدة والزبادي، داعية المسافرين إلى التحقق من التعليمات قبل السفر، خاصة خلال فترات العطلات.

وأثار القرار ردود فعل غاضبة من بعض السياح العائدين من رحلات قصيرة، والذين اعتادوا على حمل الأطعمة المحلية كهدايا أو وجبات خفيفة، وعبّر كثيرون عن استيائهم من شمول الحظر حتى للمنتجات المعلبة والمختومة تجاريًا.

واستثنت القواعد الجديدة المسافرين القادمين من إيرلندا الشمالية، وجزر القنال، وجزيرة مان، حيث لم تطرأ أي تغييرات على الإجراءات في تلك المناطق، وسمحت الحكومة، في المقابل، بإدخال ما يصل إلى كيلوغرامين من حليب الأطفال المجفف، أو أغذية الرضع، أو الأطعمة الطبية الخاصة، شريطة أن تكون في عبوات تجارية مغلقة لا تحتاج إلى التبريد قبل فتحها.

ويُذكر أن المملكة المتحدة شهدت آخر تفشٍ كبير للحمى القلاعية عام 2001، ما تسبب في خسائر فادحة للقطاع الزراعي بعد عمليات إعدام جماعي للماشية، ما دفع السلطات إلى تبني إجراءات استباقية مشددة للحيلولة دون تكرار تلك الأزمة.