ملتقى القاهرة الأدبي... أدباء من العالم لتعزيز المبادرات الثقافية المستقلة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ملتقى القاهرة الأدبي... أدباء من العالم لتعزيز المبادرات الثقافية المستقلة - تكنو بلس, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 01:30 مساءً

وسط أجواء مميزة، من داخل ساحة قبة الغوري في القاهرة الفاطمية، أحد أعرق المواقع التاريخية المصرية، تقام فعاليات ملتقى القاهرة الأدبي الدولي في دورته السابعة، والذي تنظمه "صفصافة للثقافة والنشر" عبر عشر فعاليات في الفترة من (12 إلى 17 نيسان/ أبريل) الجاري.
وتعقد دورة هذا العام تحت شعار "واقعية الخيال"، وتركّز على مناقشة الأسئلة المختلفة حول تبادلات تأثير الواقع المُعاش في هذه اللحظات التاريخية المعقّدة على الأدب وأهمية الذاكرة الثقافية ودور الكتاب في حفظها. ويشارك في الدورة أدباء وكتّاب من ألمانيا والجزائر والنمسا والسودان وتونس ومالطا وهولندا؛ إضافة إلى مشاركات مميزة مصرية.

وتحاول دورة هذا العام استعادة حوار الأدب مع أسئلة العصر وقضايا الواقع المعاصر، وتسلّط العديد من الجلسات الضوء على أعمال توثق التاريخ الثقافي للنساء المقاومات.  

كما ينفتح ملتقى هذا العام على جمهور جديد من طلبة الجامعات والشباب بشكل خاص، إذ يولي اهتماماً خاصاً للشراكة مع المؤسسات التعليمية والدعاية في منصات التواصل الاجتماعي لجذب هذا القطاع من الجمهور.

 

الملصق الدعائي لملتقى القاهرة الأدبي.

 

ويؤكد انعقاد الملتقى على مدار دوراته المتتابعة أهمية دور العمل الثقافي الأهلي المستقل في إثراء المشهد الأدبي والثقافي العربي، عبر استضافة كُتّاب ومبدعين من مختلف أنحاء العالم، وتقديم برنامج حافل بالفعاليات الأدبية والنقاشات الفكرية.

العمل الثقافيّ الأهليّ ضرورة
اعتمدت الحركة الثقافية العربية منذ قرون على المبادرات الأهلية بشكل كبير، وانطلقت عبر جهود أفراد من خارج الإطار الرسمي، وحلت مصر في طليعة البلدان التي شهدت صعود نماذج ثقافية مستقلة لعبت دوراً  في تشكيل الوعي ونشر المعرفة، خصوصاً أنه قبل ثورة تموز- يوليو 1952، لم يكن في مصر وزارة ثقافة أو جهاز ثقافي رسمي، واعتمدت الحياة الثقافية على المؤسسات الثقافية الأهلية، ولعلّ أبرز النماذج التي أسهمت في ذلك هي دور النشر المستقلة مثل "دار المعارف" التي أُسّست في القاهرة عام 1890، و"مكتبة الخانجي" عام 1885، و"دار الهلال" عام 1892، وعربياً برزت إسهامات "دار صادر" في بيروت التي أنشأها إبراهيم صادر عام 1863. كما ساهمت المجلات الأدبية المستقلّة في تشكيل المشهد الثقافي، مثل "مجلة أبولو" (1932) التي أسّسها أحمد زكي أبو شادي، ومجلة "الرسالة" التي رأس تحريرها أحمد حسن الزيات، ومجلة "الكاتب المصري" التي ترأّس تحريرها طه حسين، كما برزت الجمعيات الثقافية والصالونات الأدبية مثل صالون مي زيادة وصالون العقاد.

 

الكاتب إبراهيم عبدالمجيد مشاركاً في الملتقى.

الكاتب إبراهيم عبدالمجيد مشاركاً في الملتقى.

 

وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الشرفي للملتقى، الكاتب إبراهيم عبد المجيد عبر "النهار" عن دعمه الكبير للملتقى، معتبراً إيّاه "نتاجاً حقيقياً للعمل الأهلي"، الذي لطالما لعب دوراً محورياً في إثراء المشهد الثقافي المصري والعربي. وقال: "أتابع الملتقى منذ انطلاقته الأولى، وأحرص على المشاركة فيه بشكل دائم دعماً لجهود القائمين عليه". 

وأضاف: "العمل الأهلي قدم إسهامات عظيمة للثقافة في مصر عبر التاريخ، فقبل ثورة تموز 1952 لم تكن هناك وزارة ثقافة، وانطلق كلّ النشاط الثقافي من مجلات وندوات ومؤتمرات عبر مبادرات أهلية، وثمّة مبادرات ثقافية أهلية تحمل الروح نفسها مثل جائزة ساويرس، وتنبع أهمية النشاط الأهلي الثقافي من مساهمته في إثراء الحياة الثقافية، وأتمنى ازدهاره والتوسع في نشاطاته".

 

من فعاليات الملتقى.

من فعاليات الملتقى.

 

وأكّد عبد المجيد أهمية تنوع النشاطات، داعياً دور النشر والمؤسسات الثقافية إلى ابتكار مبادرات جديدة في مجالات متعدّدة  مثل الشعر والمسرح والنقد الأدبي. كما توقّف عبد المجيد عند الطابع المكاني للملتقى قائلاً: "اختيارات الأماكن رائعة، خصوصا في منطقة المعز والحسين، فتلك الأماكن الأثرية تمنح الملتقى خصوصية وطابعا مختلفين".

امتداد لتاريخ طويل من المبادرات المستقلة
خلال السنوات التي تلت ثورة 2011، شهدت مصر انتعاشاً ملحوظاً في العمل الثقافي الأهلي والمبادرات الثقافية، لكنها تراجعت مع تراجع مصادر الدعم والتمويل، خصوصاً الأوروبيّ، ما ألقى بثقله على استمرارية بعض المشاريع.

وقال مدير ملتقى القاهرة الأدبي محمد البعلي لـ"النهار": "نرى أنفسنا امتداداً لحركة النشر العربي المستقل، والمجلات الأدبية المستقلة التي ظهرت عبر التاريخ مثل "أبولو" و"الرسالة" و"الكاتب"، رغم أنّ النشاط الفعلي للفعاليات الأدبية كان محدوداً في تلك الفترات"، مضيفاً: "يمثّل الملتقى نموذجاً واضحاً للعمل الثقافي الأهلي المستقل، الذي كان ولا يزال حجر الأساس في بناء الحركة الثقافية العربية منذ عقود".

 

من فعاليات الملتقى.

من فعاليات الملتقى.

 

وعن أبرز التحدّيات التي تواجه تنظيم الملتقى بوصفه عملاً مستقلاً، أوضح البعلي أن التحديات المالية هي الأصعب، فـ"تكلفة السفر والإقامة والدعاية والتسويق، كلّها تحتاج إلى موارد مالية كبيرة، وهذه التحديات نواجهها سنوياً، لكنّنا نتعامل معها بمرونة وابتكار"، كما أشار إلى وجود تحديات إدارية متكرّرة، خصوصاً في ما يتعلّق بحجز الأماكن والتعامل مع البيروقراطية أحياناً، وقال:"بعض الأعوام تمرّ بسلاسة، وأخرى قد تواجه بعض التعقيدات."

القاهرة مركز جذب أدبيّ 
يستضيف الملتقى سنوياً أسماء أدبية مرموقة عربياً ودولياً، وشاركت في دورة هذا العام الكاتبة الألمانية جيني ايربينبيك، الفائزة بجائزة "البوكر" الدولية عام 2024. وأكد البعلي أنّ ذلك يعتمد على الثقل الثقافي للقاهرة، قائلاً:"حين ندعو كاتباً إلى حضور ملتقى في القاهرة، نلمس اهتماماً واضحاً، فالمدينة في حدّ ذاتها تملك جاذبية حضارية، ونحن كمؤسسة نتمتع بثقة دولية نتيجة عملنا الطويل مع كتّاب وناشرين ومؤسسات ثقافية حول العالم."

 

ملتقى القاهرة الأدبي.

ملتقى القاهرة الأدبي.

 

واختتم البعلي حديثه بالإشارة إلى قيمة الأماكن التاريخية التي يحتضنها الملتقى، قائلاً: "اختيار قبّة الغوري وغيرها من المواقع في القاهرة التاريخية ليس عشوائياً، إذ تضيف هذه المواقع عمقاً ثقافياً وروحياً يتناغم مع رسالة الملتقى".

يذكر أن الدورة الأولى من الملتقى أقيمت عام 2015 تحت اسم "مهرجان القاهرة الأدبيّ"، وتواصلت فعالياته سنوياً حتى ألغيت دورة 2020 مع تفشّي وباء كورونا، وتعثّرت محاولات إقامته سنوات تالية عدّة حتى استأنف نشاطه العام الماضي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق