نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان - علما الشعب المنكوبة أحيت الشعانين بكنائسها الثلاث فوق أنقاض منازلها (فيديو وصور) - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 09:56 صباحاً
أحمد منتش
علما الشعب، إحدى البلدات الجميلة عند الحافة الحدودية الامامية في جنوب لبنان في مواجهة المواقع العسكرية والمستوطنات الاسرائيلية، تقع بين بلدتي الناقورة والضهيرة، المنكوبتين والمدمرتين بشكل كامل.
تعرضت علما الشعب ذات الغالبية المسيحية منذ اليوم الاول لمعركة "إسناد غزة" واشتعال جبهة الجنوب بين "حزب الله" واسرائيل، على غرار جاراتها، لاعتداءات اسرائيلية متكررة، بدأت برمي قنابل حارقة على أراضيها المزروعة والحرجية المحاذية لموقع حانيتا الاسرائيلي، وما لبثت أن توسعت الى قصف مدفعي وصاروخي من البر والجو، أدى الى تدمير عدد كبير من المنازل وتصدعها، لم تسلم منه كنيستا السيدة ومار الياس للموارنة والروم الكاثوليك، فيما نجت منه الكنيسة الانجيلية. بينما دمر القصف الصاروخي مبنى قوى الامن الداخلي تدميراً كاملاً.
مبنى دمره العدوان.
وبعد احتلال البلدة، عملت قوات الاحتلال على تخريب العديد من المنازل وسرقة بعضها والعبث بدور العبادة، حيث تركت كتابات بالعبرية ورسم نجمة داود على جدرانها ومداخلها الرئيسية، وبعد عودة عدد من أبنائها وفي مقدمهم كاهن الرعية المونسنيور مارون الغفري، عملوا على إزالتها.

كتابات بالعبرية غطيت بطلاء.
عودة الحياة الطبيعية الى علما الشعب لا تزال حتى اليوم متعثرة نتيجة استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، وكان آخرها استهداف "رابيد" على الطريق الرئيسية وإصابة سائقها. في حين لايزال الركام يغطي الطرق الداخلية والأحياء، في انتظار الورشة الكبرى، ورشة إعادة البناء في كل قرى المنطقة الحدودية وبلداتها المنكوبة.

فجوة أحدثتها قذيفة مدفعية في سقف الكنيسة.
وعلى رغم الوضع المأزوم والمتفلت، أصرّ عدد من الاهالي على العودة، يتقدمهم كاهن الرعية الذي لم تسلم منازل أفراد عائلته من الاعتداءات، والذي أحيا معهم أحد الشعانين. كذلك احتفلت بالشعانين رعيتا الروم الملكيين الكاثوليك والكنيسة الانجيلية.
وقال الغفري لـ"النهار": "عندما سمحت لنا الظروف عدنا الى بلدتنا مع عدد قليل من الأهالي، في محاولة لاستعادة حياتنا التي لا تزال غير طبيعية, نحن نعتبر هذه الارض مقدسة، نشهد فيها السلام لنا ولسائر البشر، ونستمد قوتنا بالايمان والصلاة ونأمل في أن تكون عودة البعض حافزاً لعودة الجميع".
أما ميلاد عيد، أحد أبناء البلدة الذي اضطر الى النزوح في المرحلة الأخيرة من العدوان بعد تصاعد وتيرته واحتلال البلدة، فقال: "نحن اليوم في بلدتنا علما الشعب المنكوبة التي عانت من دمار شبه شامل خلال الحرب الإسرائيلية، والحمد لله عدنا واحتفلنا بعيد الشعانين داخل البلدة وسط دمار المنازل، خلافاً للعام الماضي حين اضطررنا الى إحيائه خارجها بسبب الأوضاع الأمنية. اليوم، هناك عدد قليل عادوا إلى البلدة، نتمنى أن يعمّ السلام جميع القرى والبلدات اللبنانية، ونناشد المعنيين الالتفات إلينا والمساعدة في إعادة بناء وإعمار ما تهدم أو تصدع، كي يتمكن أهلها من العودة إلى منازلهم.".
واوضح "أن البلدة تضم حالياً نحو 120 منزلاً مدمّراً، وأكثر من 70 منزلاً متضرراً جزئياً، فيما لا يتجاوز عدد المنازل الصالحة للسكن 47 منزلاً، ما يجعل عدد السكان الموجودين فيها حالياً يراوح بين 110 و140 شخصاً، بعد أن كان يقيم فيها نحو ألف شخص من أصل أكثر من خمسة آلاف هم عدد سكانها، الذين يقيم قسم منهم في بعض المناطق اللبنانية فيما انتقل القسم الآخر الى بلاد الاغتراب".
0 تعليق