في حادث مأساوي هز مدينة نيويورك يوم الخميس، لقي 6 أشخاص مصرعهم إثر تحطم مروحية سياحية في نهر هدسون، من بينهم عائلة كاملة من إسبانيا وقائد الطائرة الأمريكي. ووسط حالة الحزن والذهول التي أعقبت الحادث، كشفت هيئة سلامة النقل الوطنية الأمريكية عن تفاصيل صادمة، حيث وصفت أحد العيوب المكتشفة خلال التحقيق بأنه "عيب كارثي" قد يكون السبب وراء الكارثة، وأكدت أن المروحية لم تكن مزودة بمسجل طيران، ما يعقد مجريات التحقيق ويزيد الغموض حول الدقائق الأخيرة قبل الحادث.

قال مسؤولون في المجلس الوطني لسلامة النقل إن التحقيقات الأولية كشفت عن وجود عيب بالغ الخطورة في المروحية من طراز "بيل 206 L-4"، دون توضيح طبيعة هذا العيب حتى الآن، مؤكدين أن التحليل الفني لا يزال جارياً. ولفت المسؤولون إلى أن عدم وجود مسجل طيران (الصندوق الأسود) على متن المروحية يصعّب بشكل كبير تتبع البيانات الدقيقة للرحلة وظروفها الفنية. وفي الوقت نفسه، تم انتشال أجزاء رئيسية من الحطام، من بينها قمرة القيادة، والكابينة، والجزء الأمامي من الذيل، وزعانف التوازن، في حين لم يتم العثور بعد على شفرات الدوار الرئيسي، التي قد تكون حاسمة في فهم ما إذا كان هناك فشل ميكانيكي سابق.

وكانت المروحية في رحلتها الـ8 لذلك اليوم، تنقل على متنها عائلة مكونة من خمسة أفراد من إسبانيا، في جولة سياحية فوق نهر هدسون، حين سقطت فجأة في المياه الباردة بطريقة وصفت بـ "العنيفة". الضحايا هم أوغسطين إسكوبار وزوجته ميرس مونتال، وأطفالهما الثلاثة: أوغسطين (10 أعوام)، مرسيدس (8 أعوام)، وفيكتور (4 أعوام)، إلى جانب الطيار شون جونسون، وهو محارب قديم في البحرية الأمريكية وذو خبرة طويلة في الطيران.

أثار هذا الحادث المروع موجة من التساؤلات حول مدى التزام الشركات السياحية بمعايير السلامة في الرحلات الجوية، خاصة تلك التي تُستخدم فيها مروحيات صغيرة لنقل السياح. وطالبت منظمات حقوقية وهيئات مدنية بضرورة فرض أنظمة صارمة تلزم جميع الطائرات، حتى تلك المخصصة للرحلات السياحية القصيرة، بتوفير مسجلات طيران، فضلاً عن عمليات صيانة أكثر شفافية.

وحتى يتم الكشف عن الأسباب الدقيقة للحادث، تبقى هذه المأساة تذكيراً مؤلماً بضرورة عدم التهاون في أبسط إجراءات السلامة، مهما كانت الرحلة قصيرة أو روتينية.