معلمو الحاسوب.. بناة «أجيال الخوارزميات»        - تكنو بلس

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معلمو الحاسوب.. بناة «أجيال الخوارزميات»        - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 12:29 مساءً

أكد خبراء وتربويون أن معلمي الحاسوب وتقنية المعلومات في مدارس الإمارات، على موعد مع مهمة وطنية لتدريس مناهج الذكاء الاصطناعي بدءاً من العام الدراسي المقبل، من أجل إعداد «جيل الخوارزميات» القادر استخدام التكنولوجيا وفهمها وتحليلها، وصناعتها بوعي ومعرفة، وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن دور معلمي الحاسوب في المستقبل القريب لن يقتصر على تعليم البرمجة أو تشغيل الأنظمة، بل سيكون محورياً في هذا المشروع الوطني، من أجل إحداث تأثير حقيقي في عقول الطلبة، بطريقة مبسطة عبر تجارب بالمعايشة تربط جوهر منهاج الذكاء الاصطناعي الجديد بسياقات الحياة اليومية لهؤلاء الطلبة.

وشددوا على أن هذه المهمة تتطلب تحولاً جذرياً في أدوار معلمي الحاسوب، ومهاراتهم ومناهجهم، لتواكب طبيعة المنهج الجديد الذي يجمع بين التقنية، والتفكير التحليلي، والقيم الأخلاقية، ليتحول المعلم من ناقل للمعرفة، إلى مهندس «عقل»، وموجّه «فضول»، وميسّر لفهم أدوات المستقبل بلغة الحاضر.

وفي الوقت نفسه، أعرب عدد من معلمي الحاسوب وتقنية المعلومات عن حماستهم الكبيرة لخوض تجربة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي، ووصفوها بأنها نقلة نوعية في المسار التعليمي تتطلب استعداداً معرفياً ومنهجياً مختلفاً.

تأهيل متخصص

وفي التفاصيل، قال خبير الذكاء الاصطناعي، محمد عبدالظاهر: «مع اعتماد وزارة التربية والتعليم، الذكاء الاصطناعي مادة دراسية رسمية في مختلف المراحل التعليمية، تبرز الحاجة إلى تأهيل متخصص وتمكين تدريبي، يعيدان تعريف المعلم كعنصر حاسم في بناء جيل قادر على قيادة الطفرة الرقمية المقبلة»، وأفاد بأن المطلوب من المعلم اليوم ليس امتلاك المهارات البرمجية فقط، بل قدرته على تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي المعقّدة للطلبة، وربطها بسياقات الحياة اليومية، وتنمية التفكير التحليلي والنقدي لدى المتعلمين.

تصور متكامل

وقدّم عبدالظاهر تصوراً متكاملاً لإعداد معلمي الذكاء الاصطناعي وفق رؤية تدريبية شاملة، ترتكز على ثلاث مراحل تأسيسية مترابطة، تضمن الجاهزية المعرفية والمهارية والتربوية للمعلم.

وأفاد بأن عملية الإعداد تنطلق من بناء قاعدة معرفية صلبة لدى المعلم، تبدأ بفهم المفاهيم الجوهرية في هذا المجال، مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والبيانات والخوارزميات، والشبكات العصبية الاصطناعية، كما يتطلب الأمر الاطلاع الواسع على التطبيقات العملية لهذه المفاهيم، من خلال أدوات مثل «Chat GPT» و«DALL·E» ومنصات التعليم الذكي، ويُعد تعزيز الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته في الطلبة والمجتمع، عنصراً لا غنى عنه في هذا السياق، لضمان تدريس المادة بأبعادها الإنسانية والاجتماعية، لا التقنية فحسب.

تدريب عملي

وقال: «تركز المرحلة الثانية على الجانب المهاري، من خلال انخراط المعلمين في دورات مهنية معتمدة، مثل (الذكاء الاصطناعي للمعلمين) و(أدوات Google AI للصفوف الدراسية)، كما يتطلب الأمر تنظيم ورش تطبيقية تمكّن المعلمين من تصميم مشروعات صفية باستخدام أدوات مفتوحة المصدر، مع تدريبهم على دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في الحصص الدراسية بطرق غير تقليدية، تدمج بين التفكير الإبداعي والتحليل العملي».

دعم مستمر

وأكد أن النجاح لا يكتمل من دون دعم مستدام، لهذا ينبغي توفير منصات رقمية تفاعلية مخصصة لمعلمي الذكاء الاصطناعي، تحتوي على مناهج مرنة، ومصادر موثوقة، وأمثلة صفية جاهزة للتطبيق.

وأوضح أن مجتمعات التعلم المهنية تسهم في تعزيز التبادل المعرفي و«الخبراتي» بين المعلمين، فيما تتيح آليات المتابعة، والتقييم المرحلي، قياس مستوى التقدّم، وتحديد الاحتياجات التدريبية المتجددة.

توصيات تعزز الجاهزية

من جانبها، قدمت الخبيرة في «الميتافرس»، الدكتورة شيرين موسى، توصيات لتفعيل تدريس الذكاء الاصطناعي بفاعلية داخل الصفوف، أبرزها إشراك الجامعات ومراكز الابتكار التربوي في عملية تأهيل معلمي الحاسوب، لتدريس منهج الذكاء الاصطناعي، وتقديم حوافز مهنية وشهادات معتمدة للمعلمين المتميزين في هذا المجال.

وأشارت إلى أهمية إعداد حقيبة تدريبية موحّدة، تراعي تباين الخصائص النمائية للطلبة في مختلف المراحل التعليمية، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئة التعلم بشكل تكاملي، وتخصيص وقت رسمي ضمن الجداول المدرسية للتدريب المستمر، وربط البرامج التطويرية بخطط الأداء السنوي للمدارس والمعلمين.

بناء قدرات تراكمية

ويرى الخبير الأكاديمي، الدكتور بسام مكاوي، أن نجاح تدريس الذكاء الاصطناعي يبدأ من المعلم، قائلاً: «يجب أن نتيح الأدوات اللازمة للمعلم، لتمكينه من تدريس المنهج الجديد، ضمن الخطة التدريبية الوطنية الهادفة إلى بناء قدراته بشكل تراكمي، والتي تبدأ بالمفاهيم وتنتهي بالمشروعات الصفية التطبيقية».

وأضاف: «تدريب المعلمين يجب أن يتجاوز الجانب التقني، لإكسابهم مهارات تساعدهم على تبسيط المفاهيم المعقدة، من خلال أنشطة عمرية مناسبة، فالذكاء الاصطناعي ليس كتاباً فقط، بل تجربة يجب أن تُعاش داخل الصف».

وأكد أن تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس خطوة استراتيجية لا خلاف على ضرورتها، لكن نجاحها يرتبط بشكل مباشر بقدرة المعلم على إيصال المفاهيم بمرونة وواقعية، وهنا لابد من الانتقال من مجرد تكليف المعلم إلى تمكينه، وتوفير البيئة التي تتيح له أن يعلّم ما يُتقنه، لا أن يكتفي بنقل المحتوى.

رأي المعلم

وأكد معلم حاسوب من رأس الخيمة، إبراهيم القباني، أن «الفرصة تاريخية لإحداث تأثير حقيقي في عقول الطلبة، لكننا بحاجة إلى تدريب متخصص يمكّننا من تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي، خصوصاً للمراحل الدراسية الأولى، بلغة مفهومة وأنشطة واقعية»، وأشارت معلمة حاسوب من دبي، ريبال غسان العطا، إلى أن تدريس هذه المادة يستوجب محتوى تعليمياً مرناً، وأمثلة تطبيقية مرتبطة بحياة الطالب اليومية، حتى لا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى مفهوم نظري مجرّد.

بُعدان تقني ومعرفي

وطالبت معلمة الحاسوب، حنان شرف، بسرعة إنجاز مناهج الذكاء الاصطناعي ومراعاة تنوع مجالاتها، إضافة إلى التطوير المستمر للمعلم نفسه.

ونصحت بتوفير موارد تعليمية باللغة العربية، وإنشاء مجتمعات تعلم رقمية لتبادل الخبرات بين المعلمين على مستوى الدولة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : معلمو الحاسوب.. بناة «أجيال الخوارزميات»        - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 12:29 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق