أهمية العمل في حياة الإنسان: قيمة وغاية الكاتبة المستشاره القانونية / د. نوره بنت فهد العانم - تكنو بلس

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أهمية العمل في حياة الإنسان: قيمة وغاية الكاتبة المستشاره القانونية / د. نوره بنت فهد العانم - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 08:25 مساءً

بقلم الكاتبة المستشاره القانونية

/ د. نوره بنت فهد العانم

يستغرق الإنسان أكثر من ثلث عمره في العمل، مما يعني أن الثلثين المتبقيين سيتأثران بشكل كبير بهذا العمل. لذا، فإن العمل يحتل مكانة عظيمة في حياتنا ويستحق منا اهتماماً خاصاً.

إن العمل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق وتلبية الاحتياجات الدنيوية، بل يمثل قيمة نبيلة في الإسلام ومنهجاً حياتياً يساهم في ارتقاء الفرد والمجتمع.
من خلال العمل الجاد والمخلص، يساهم الإنسان في إعمار الأرض ونهضة أمته، وينال الأجر والثواب من الله سبحانه.

فأن احتساب الأجر في كل عمل نقوم به، حتى الأعمال الدنيوية، يساهم في تحويل حياتنا إلى طاعة وقربى لله. فالموظف الذي يؤدي عمله بإتقان، والتاجر
الذي يصدق في معاملاته، والحرفي الذي يتقن صنعته، جميعهم مأجورون عند الله إذا احتسبوا الأجر.

فإن الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن هو الضمان لإتقان العمل والابتعاد عن الغش والتسيب. فالمؤمن يعلم أن الله يراه ويطلع على عمله، وسيسأله عنه يوم القيامة. قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.

هذا الإدراك يدفع العامل إلى أداء عمله بأفضل شكل، ويساهم في مصلحة المنظومة التي يعمل بها. كما يعزز من شعوره بالأمانة تجاه مسؤولياته.

إذا استشعر الفرد كل ما سبق وعمل به بإخلاص، سينعكس ذلك على حياته وطمأنينته. ولا يمكن إغفال أهمية بيئة العمل والجانب الاجتماعي فيها.
إذ إن العمل في بيئة صحية يسودها الاحترام والأخلاق يرفع من مستوى الإنتاجية.

تؤثر بيئة العمل الإيجابية، التي تتسم بالصداقة والتعاون، بشكل كبير على أداء الفرد وإنتاجيته وسعادته. فعندما يشعر العامل بالتقدير والانتماء، يكون أكثر حماساً وإقبالاً على العمل.

تتجاوز فوائد الصحبة الطيبة في العمل الجانب المهني، لتشمل جميع جوانب الحياة. فالصحبة الصالحة يمكن أن تكون عوناً في مواجهة صعوبات الحياة ومصدراً للنصيحة.

فالعمل المتقن، المرافق للخوف من الله والصحبة الطيبة، ليس وسيلة للنجاح وكسب الرزق فحسب، بل هو زاد للآخرة. فالأعمال المخلصة التي تُسهم في نفع الآخرين تزرع حسنات تجنى ثمارها في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.

وفي الختام : لا يقاس عمر الإنسان بعدد سنواته، بل بما حققه من إنجازات ، فلنسعَى لتحقيق ما يعزز مكانتنا في الدنيا والآخرة، وما يخدم ديننا ووطننا، ونكون لبنات خير تعلي شأن بلدنا ومجتمعنا.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق