نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"جس النبض" الأميركي - الإيراني مرّ على خير: إلى اللقاء السبت المقبل - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 06:59 صباحاً
على خير انتهى لقاء "جس النبض" المتبادل بين الوفدين الأميركي والإيراني السبت في سلطنة عُمان. ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس دونالد ترامب فاز بما ذهب لأجله إلى المحادثات التمهيدية غير المباشرة، وهو العودة بموافقة إيرانية على عقد جولة ثانية من المفاوضات السبت المقبل. ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فاز بفرض عدم ذكر الأميركيين تفكيك البرنامج النووي الإيراني برمته، ولا مناقشة شكل علاقة إيران مع حلفائها الإقليميين.
ومع أن المفاوضات بدأت غير مباشرة، كما قال الإيرانيون، بعكس ما أوحته إدارة ترامب، إلا أن ساعتين ونصف ساعة أمضاها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي متنقلاً بين الوفدين حاملاً رسائل مكتوبة وشفوية، انتهت بمصافحة وحديث استمر لدقائق بين عراقجي وويتكوف، مما حقق، ديبلوماسياً على الأقل، شكلي اللقاء، غير المباشر ثم المباشر.
وإذا كانت المصافحة تعبيراً متبادلاً عن حسن نيات الطرفين، فإن لغة الأميركيين والإيرانيين بدت أكثر ليناً من العادة بدءاً من ترامب الذي قال ليل الجمعة بتوقيت الولايات المتحدة على متن الطائرة الرئاسية إنه يرغب بأن تكون إيران دولة "رائعة وسعيدة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". عراقجي، من ناحيته، قال إن "الطرفين أبرزا التزاماً لمواصلة المحادثات، ولم تستخدم أي كلمات حادة في الرسائل المتبادلة".
وبينما من المنطقي أن يحتفظ الطرفان بأوراقهما للجولة المقبلة، فإن الرئيس الأميركي يبدو مستعجلاً لعقد صفقة تحسب إنجازاً له، بينما تحاول إيران الرازحة تحت ضغوط اقتصادية هائلة تمديد هذه المفاوضات أطول فترة ممكنة، تجنباً لهجوم عسكري محتمل، ولتجاوز صلاحية الأمم المتحدة في فرض عقوبات "العودة السريعة" في 18 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
المفاوضات مع واشنطن تصدرت الصفحات الأولى للصحف الإيرانية. (ا ف ب)
ولا تبدو إيران مستعدة لتقديم أكثر مما قدمته في اتفاق العام 2015 والذي انسحب منه ترامب عام 2018 معتبراً أنه "الأسوأ على الإطلاق"، بل إنها تريد ضمانات بألا يعاود الأميركيون الكرّة بنقض أي اتفاق جديد.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الوفد الإيراني طالب بمليارات الدولارات المجمدة بسبب العقوبات وبإنهاء الضغوط على المشترين الصينيين للنفط الإيراني، لتعود طهران في المقابل إلى مستويات التخصيب المفروضة في اتفاق 2015، والتي تخطتها بطبيعة الحال منذ إلغائه حتى باتت المسافة الزمنية التي تفصلها عن القدرة على تصنيع سلاح نووي لا تتجاوز بضعة أسابيع.
من غير المتوقع أن توافق الولايات المتحدة على المطالب الإيرانية، بل إن الإدارة الحالية الحليفة لإسرائيل أكثر من أي إدارة سابقة، لديها فائض من الثقة بضعف الإيرانيين الداخلي والإقليمي مما يجعلها لن تكتفي بالاتفاق السابق، وعلى الأرجح لن يكون السلاح النووي هو الخط الأحمر الوحيد الذي تحدث عنه ويتكوف.
ومع أن لقاء جس النبض مر بسلام ومهّد لتفاؤل حذر، إلا أن الخوض في التفاصيل سيبدأ السبت المقبل، ومعه تبدأ لعبة شد الحبال، وجهاً لوجه هذه المرة، ولوقت أطول بكثير من دقائق التعارف الديبلوماسية التي استغرقها لقاء المسؤولين الأميركي والإيراني.
0 تعليق