أكد الدكتور نعمان توفيق العابد ، المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية والقانونية من خلال تصريحات خاصة أن جمهورية مصر العربية كانت ومازالت (الدرع الحامي ) للشعب الفلسطيني ، وذلك من خلال إطلاق سياسات ومبادرات دوبلوماسية إستباقية تهدف إلي وقف إطلاق النار فورا ومنع التهجير القسري لسكان قطاع غزة. 

مبادرات مصرية لوقف العدوان الإسرائيلي 

كما أشار  العابد من خلال حديثه إلي أن القاهرة قدمت منذ الأيام الأولى للعدوان الصهيوني مبادرات شاملة لوقف الأعمال العسكرية ورعت قمة ثلاثية تاريخية ضمنت مصر والسعودية وقطر لتجهيز ترتيبات إنسانية تضمن حماية المدنيين وإدخال المساعدات العاجلة 

كما أوضح العابد في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن السياسة المصرية الحكيمة الواعية لم تكتف بالمبادرات السياسية بل فتحت معبر رفح على مصراعية أمام قوافل الإغاثة الدولية ونسقت مع المؤسسات الاممية لتامين ممر أمن للمدنيين الراغبين في الخروج من مناطق القصف مؤكدا أن دور القاهرة لم يكن تقليديا بل تحركا إستراتيجيا أوقف خطر التهجير وخلق مناخا لإعادة الإعمار وإحياء أمال السلام

مصر في طليعة الدعم: مبادرات وأمل جديد

أشاد العابد بسياسة القيادة المصرية  التي كانت تدرك ان هناك مخططات تنفذ علي أرض الواقع   سبقت السابع من أكتوبرلدي هذه الحكومة الصهيونية في تل أبيب والتي تريد تدمير الشعب الفلسطيني علي كافة الأوجه الإقتصادي والسياسي الإجتماعي. 

زيارة ماكرون التاريخية لمصر: أبعاد دبلوماسية واستراتيجية

وصف الدكتور نعمان توفيق العابد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، التي جرت في 8 أبريل 2025، بأنها “تشكّل محطة مفصلية في مسار العلاقات المصرية–الفرنسية، وتعيد تأكيد الدور المركزي لجمهورية مصر العربية كركيزة للاستقرار الإقليمي”. وأشار إلى الأبعاد الرئيسة للزيارة كما يلي:

1. تعزيز الشراكة الأمنية ومكافحة الإرهاب

– أكد العابد أن المناقشات العسكرية بين الجانبين، والتي شملت توقيع اتفاقيات تعاون استخباراتي وتدريبي، “سترفع من قدرات مصر على ضبط حدودها الغربية وملاحقة الجماعات الإرهابية، بما ينعكس إيجاباً على أمن أوروبا”؛

– رأى أن التنسيق الأمني “رسالة واضحة للاعتماد على القاهرة في ضبط منظومة الهجرة غير الشرعية وتأمين الممرات البحرية لقناة السويس”.

2. دعم جهود إعادة إعمار غزة

– اعتبر العابد أن تأكيد ماكرون على “أهمية فتح المعابر وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع” يشكل “انحيازاً فرنسياً لوقف معاناة المدنيين ويضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الأمم المتحدة”؛

– لفت إلى أن فرنسا تعهدت بالمشاركة في مؤتمر دولي لإطلاق صندوق لإعمار غزة برعاية مصرية-فرنسية مشتركة.

3. شراكة اقتصادية واستثمارية واسعة

– أشار العابد إلى توقيع مصر وفرنسا على مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة النووية المدنية والغاز الطبيعي والتكنولوجيا الخضراء، معتبراً أن “مصر تحوّلت إلى وجهة رئيسية للاستثمارات الفرنسية في إفريقيا والبحر المتوسط”؛

– رأى أن دعم باريس لتوسيع منطقة قناة السويس الاقتصادية سيعزز من قدرتها التنافسية ويخلق فرص عمل لشباب مصر.

4. رسالة أوروبية إلى إسرائيل

– رأى العابد أن الموقف الفرنسي الصارم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، والذي عبّر عنه ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي، “يؤكد تحوّلاً في موقف باريس من الصمت التقليدي إلى الضغط الدبلوماسي لفرض احترام القانون الدولي”.

5. توازن إقليمي ودولي

– اعتبر أن الزيارة “تعكس رغبة فرنسا في لعب دور فاعل بين واشنطن وموسكو على الساحة الشرق أوسطية، وتأكيد أهمية القاهرة كحليف استراتيجي في تحقيق التوازن وضمان أمن الإمدادات والطاقة”.

جدير بالذكر تاتي زيارة ماكرون لمصر “لم تكن مجرد جولة بروتوكولية، بل خارطة طريق لتعميق العلاقات الثنائية، ودعم مصر في أدوارها الإقليمية، والضغط من أجل وقف فوري لإراقة الدماء في غزة، بما يخدم الاستقرار والسلام في المنطقة”.