حين تتكلم لغة الأرقام يُنصت التاريخ، في زمنٍ أصبحت فيه الأرقام مرآة الإنجازات، يطل محمد صلاح من بين سطور المجد، لا كمجرد نجم عربي في الملاعب الأوروبية، بل كأيقونة كروية تعيد تعريف حدود الإبداع والتأثير.

موسم بعد آخر، يثبت “الملك المصري” أن ما يقدّمه لا يُقاس فقط بالأهداف أو التمريرات، بل بما يتركه من بصمة خالدة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وبين جدران أنفيلد التي باتت تهتف باسمه كل أسبوع.

في هذا الموسم الاستثنائي، لم يعد الحديث عن تألق لحظي أو أرقام عابرة، بل عن رحلة صعود ثابتة نحو القمم، حيث يعانق صلاح أسماءً بحجم تيري هنري وآلان شيرار، ويتجاوز أساطير صنعوا تاريخ البريميرليج، وفي السطور التالية، نستعرض مشوارًا رقميًا مذهلًا لنجم تخطّى كونه لاعبًا، ليصبح ظاهرة كروية لن تُنسى.

وصنع محمد صلاح هدف فريقه الأول لزميله لويس دياز في الدقيقة 19 خلال مواجهة ليفربول ضد وست هام يونايتد، لحساب الجولة الـ 32 من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المباراة الأولى له بعد تجديد تعاقده حتى 2027 مع الريدز.

وبذلك يواصل النجم المصري محمد صلاح موسمه الاستثنائي مع ليفربول، حيث بات على أعتاب تحطيم أرقام قياسية جديدة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما ساهم تهديفيًا في 45 هدفًا هذا الموسم، من خلال تسجيله وصناعته للأهداف، ليقترب من تحقيق إنجاز غير مسبوق منذ انطلاق “البريميرليج” بنظامه الحديث عام 1992.

صلاح يعادل الكبار ويتفوق على أساطير

وصل عدد المساهمات التهديفية لصلاح في موسم 2024/2025 إلى 45 مساهمة، ليصبح بذلك ثالث أكثر اللاعبين مساهمة بالأهداف في موسم واحد في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بنظام 20 فريقًا، معادلًا أرقام تيري هنري (44 مساهمة في موسم 2002/2003) وإيرلينج هالاند (44 مساهمة في موسم 2022/2023)، ومتجاوزًا إياهما.

ومنذ انطلاق الدوري الإنجليزي عام 1992، سواء بنظام 20 أو 22 فريقًا، كان الرقم الأعلى من حيث المساهمات التهديفية في موسم واحد يعود إلى كل من آلان شيرار (47 مساهمة في موسم 1994/1995) وآندي كول (47 مساهمة في موسم 1993/1994)، ويبتعد محمد صلاح الآن بمساهمتين فقط عن معادلة هذا الرقم القياسي التاريخي، بعد أن تفوق على كلا من تيري هنري وهالاند أصحاب الـ 44 هدف.

إنجاز فردي يلوح في الأفق

صلاح يقف أيضًا على بعد خطوتين من معادلة إنجاز فريد حققه الفرنسي تيري هنري فقط في موسم 2002/2003، عندما سجل 24 هدفًا وصنع 20 هدفًا آخر، ليصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل ويصنع 20 هدفًا أو أكثر في نفس الموسم.

النجم المصري يمتلك حاليًا 17 تمريرة حاسمة، ومع تسجيله لأكثر من 20 هدفًا بالفعل هذا الموسم، فهو بحاجة إلى 3 تمريرات حاسمة فقط لتحقيق هذا الإنجاز إلى جانب هنري، ما سيجعله ثاني لاعب في تاريخ الدوري يحقق هذا الرقم الفريد.

صلاح يصعد في ترتيب الأساطير

في قائمة أكثر اللاعبين مساهمة بالأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ارتقى محمد صلاح إلى المركز الرابع برصيد 271 مساهمة تهديفية، متساويًا مع أسطورة مانشستر يونايتد رايان جيجز، ولم يتفوق عليه حتى الآن سوى آلان شيرار (324)، واين روني (311)، وفرانك لامبارد (279).

صلاح يقتحم تاريخ ليفربول من أوسع أبوابه

أما على مستوى نادي ليفربول، فقد عزز محمد صلاح مكانته كأحد أفضل صانعي اللعب في تاريخ النادي، حيث بات يمتلك 109 تمريرات حاسمة، ليحتل المركز السادس في قائمة أكثر اللاعبين صناعةً للأهداف في تاريخ ليفربول، متفوقًا على أسماء تاريخية مثل جون بارنز وستيف ماكمانامان.

وعلى مستوى موسم واحد، يواصل صلاح أيضًا ملاحقة رقم كيني دالجليش، الذي صنع 24 هدفًا في موسمي 1980/1981 و1984/1985، بينما يمتلك النجم المصري حاليًا 22 تمريرة حاسمة هذا الموسم.

أرقام تاريخية في صناعة الأهداف بالدوري الإنجليزي الممتاز

وفي قائمة أكثر اللاعبين صناعةً للأهداف في موسم واحد عبر تاريخ “البريميرليج”، يأتي الرقم القياسي باسم كل من تيري هنري (2002/2003) وكيفين دي بروين (2019/2020) بـ20 تمريرة حاسمة.

ويلاحقهم كل من مسعود أوزيل (19 تمريرة في موسم 2015/2016)، ثم مجموعة من النجوم على رأسهم محمد صلاح الذي يمتلك 18 تمريرة حاسمة حتى الآن هذا الموسم.