كتبت – هاجر هشام : خاص بليبيا

يواجه المزارعين في تراغن معاناة حقيقية إثر غزو الجراد الصحراوي في ليبيا، والذي من المعروف أن هذه الحشرة لها قدرة تدميرية هائلة في فتك المحاصيل والقضاء عليها، وبالتالي فإنها دفعت المزارعين والسلطات الليبية إلى شن حملات رش مكثفة للحد من الأضرار، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع بسبب انتشار بيض الجراد ويرقاته.

غزو الجراد الصحراوي في ليبيا

بعد رصد الجراد الصحراوي في جنوب تونس، تواجه واحات ومزارع جنوب ليبيا، خصوصاً في منطقة تراغن النائية، خطرًا متفاقمًا جراء اجتياح أسراب الجراد الصحراوي، الذي يفتك بالمحاصيل ويهدد سبل عيش المزارعين، ففي تراغن، التي تقع في أقصى الجنوب الليبي، يصارع المزارعون تداعيات هذا الغزو المدمر من الجراد.

ومن هنا يروي محمد أرحم جده، أحد المزارعين المتضررين، تجربته قائلاً: "منذ أكثر من 25 يومًا، بدأ الجراد يظهر في مزارعنا، الأسراب مرت وذهبت، لكن البيض الذي تركته أصبح الآن يفقس، مما يسبب ضررًا أكبر بكثير من الجراد نفسه"، ويضيف أن هذه الآفة تهدد استقرار الإنتاج الزراعي في المنطقة، حيث تعتمد العديد من الأسر على الزراعة كمصدر رزق أساسي.

حملة وطنية لمواجهة الجراد الصحراوي في ليبيا

ونظرا لذلك، فقد استجابت السلطات الليبية على الفور لهذا التهديد المدمر للمحاصيل، وذاك عبر حملة وطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، والتي تركز على رصد اليرقات وتدمير البيض قبل تفاقم الوضع. 

ويوضح المهدي محمد التارغي، المتحدث باسم الحملة: "نقوم بزيارات ميدانية لتتبع اليرقات والسيطرة على انتشارها. الوضع خطير بسبب الكثافة العالية لهذه الأطوار الحديثة، والتوسع الجغرافي السريع للآفة"، ويشدد على الحاجة إلى تدخل عاجل لمنع تدهور الوضع، لا سيما في واحات مثل تراغن ومرزق، التي تبعد حوالي 900 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس.

تكرار الأزمة ومخاوف المستقبل

ليست هذه المرة الأولى التي تعاني فيها المناطق الجنوبية الليبية من الجراد الصحراوي، ففي عام 2012، شهدت مدن مثل غدامس، القريبة من الحدود الجزائرية، غزوًا مشابهًا تسبب في خسائر كبيرة للإنتاج الزراعي، ولذلك فقد يثير هذا التكرار مخاوف المزارعين من استمرار التهديد في المستقبل، خاصة مع تحديات المناخ وصعوبة السيطرة على هذه الحشرة سريعة الانتشار.

تحديات مستمرة وحلول عاجلة

مع استمرار انتشار الجراد الصحراوي في ليبيا وبيضه، يواجه المزارعون في جنوب ليبيا سباقًا مع الزمن لإنقاذ محاصيلهم، وقد تصطدم الحملات الوطنية، رغم جهودها، بتحديات لوجستية وجغرافية في المناطق النائية، ومع ذلك ويبقى الأمل معلقًا على تعزيز التنسيق بين السلطات والمزارعين لتطوير استراتيجيات فعالة تحمي هذا القطاع الحيوي من الانهيار.