هل تعرفون حيوانا لطيفا بحجم صغير يطلق عليه فرس النهر القزم؟ للأسف، على الرغم من مظهره الجذاب، إلا أن هذه المخلوقات تواجه خطرا وجوديا حقيقيا، مما يجعل الاحتفال باليوم العالمي لفرس النهر القزم أمرا بالغ الأهمية لتسليط الضوء على محنتها.

تم تخصيص يوم عالمي لفرس النهر القزم بهدف زيادة الوعي حول هذا النوع الذي صنف رسميا ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض. وقد أكدت الجمعية الحيوانية في لندن هذا التصنيف، مشيرة إلى أن الأعداد المتبقية في البرية قليلة جدا، كما تشهد انخفاضا مستمرا.

وفي التقرير التالي، وبمناسبة اليوم العالمي لفرس النهر القزم، نستعرض معكم أهم المعلومات والحقائق المثيرة عن هذا الحيوان صغير الحجم، وما الذي يميزه عن فرس النهر الكبير، خصائصه وشكله وغيرها من التفاصيل.

يعرف أيضا بالاسم العلمي: Choeropsis liberiensis. ويعتبر من الحيوانات الثديية الفريدة والمثير للاهتمام بالنسبة للباحثين.

ينتمي إلى عائلة فرس النهر العادي المعروفة، ولكن على عكس قريبه الأكبر، يتميز فرس النهر القزم بحجمه الصغير نسبيا وخصائصه الجسدية المختلفة قليلا، والتي تساعده على التكيف مع طبيعة بيئته وحياته. كما أن عاداته أكثر انعزالية.

جميعنا على دراية بالشكل المألوف لفرس النهر الضخم. أما فرس النهر القزم، فهو ببساطة النسخة المصغرة من هذا العملاق. تشير التقديرات إلى وجود حوالي ألفي فرد فقط من أفراس النهر القزمة في جميع أنحاء العالم، وهو عدد ضئيل يستدعي تحركا عاجلا لحمايتها.

يعتقد أن معظم هذه الحيوانات المتبقية تتمركز في ليبيريا، مع وجود أعداد قليلة متناثرة في كل من ساحل العاج وغينيا وسيراليون.

إن الخطر الذي يهدد بقاء هذا النوع حقيقي وملموس، ولذلك من الضروري أن نولي اهتماما خاصا باليوم العالمي لفرس النهر القزم. وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات عن فرس النهر القزم لإعطائكم لمحة عن هذه الكائنات الرائعة.

ما هي خصائص فرس النهر القزم؟

. لا يتجاوز فرس النهر القزم نصف ارتفاع فرس النهر العادي، حيث يبلغ طوله حوالي 1.5 إلى 1.8 متر وارتفاعه عند الكتف حوالي 75 إلى 83 سم.

. يزن فرس النهر القزم أقل من ربع وزن فرس النهر العادي. عادة يكون ما بين 180 إلى 275 كيلوغراما.

. يتميز بجسم أكثر رشاقة واستطالة، وأرجل أطول نسبيا، ورأس أصغر وأكثر استدارة.

. عيناه تقعان على جانبي رأسه بدلا من أعلى الرأس كما هو الحال في فرس النهر الشائع.

. جلد فرس النهر القزم ناعم ورطب، ويتراوح لونه بين البني الداكن والأسود المخضر.

. على عكس فرس النهر الشائع، لا يفرز فرس النهر القزم ما يعرف باسم عرق الدم الأحمر. يفرز سائلا آخر عديم اللون يساعد على ترطيب جلده.

. يمتلك فرس النهر القزم زوجا واحدا فقط من القواطع السفلية البارزة، بينما يمتلك فرس النهر الشائع زوجين. كما أن أنيابه ليست كبيرة أو منحنية بشكل كبير مثل أنياب الأكبر.

أين يعيش فرس النهر القزم؟

. تقضي أفراس النهر القزمة معظم أوقاتها بالقرب من الأنهار والمستنقعات، حيث تجد الغطاء النباتي الكثيف الذي تتغذى عليه.

. يشمل نطاق توزيعه المعروف الآن دول ليبيريا، وسيراليون، وغينيا، وساحل العاج.

. تساعدها هذه البيئة المائية في الحفاظ على رطوبة جلدها.

. يعتمد نظامها الغذائي بشكل أساسي على الفواكه المتساقطة، والبراعم الصغيرة، والأوراق، والأعشاب.

أهمية فرس النهر القزم

. من خلال تغذيته التي تعتمد على النباتات، يساعد فرس النهر القزم في تشكيل الغطاء النباتي وتوزيع البذور.

. يعتبر فرس النهر القزم جزءا فريدا من النظام البيئي للمناطق التي يعيش فيها. لذلك، يجب بذل كل الجهود الممكنة لضمان بقائه.

تهديدات تواجه فراس النهر القزم

. هناك عدة عوامل تساهم في هذا التدهور الملحوظ في أعداد أفراس النهر القزمة.

. أهم التهديدات التي تواجه فرس النهر القزم هي الصيد غير المشروع للحصول على لحومها، والتدمير المتزايد لموائلها الطبيعية.

جهود الحفاظ على فرس النهر القزم

. بدأ بالفعل تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الصيد غير القانوني وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على فرس النهر القزم.

. توجد برامج تربية في بعض حدائق الحيوان حول العالم للمساعدة في الحفاظ على التنوع الجيني لهذا النوع، مع إمكانية إعادة إطلاقه مرة أخرى إلى البرية.

. زيادة الوعي البيئي بأهمية فرس النهر القزم ودوره في النظام البيئي، مع التأكيد على ضرورة حمايته بين السكان المحليين والعالم.

تسعى العديد من الدول والمنظمات المعنية بكل ما أوتيت من قوة لحماية هذه الحيوانات البرية التي تعتمد على مساعدتنا لضمان بقائها للأجيال القادمة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق مثيرة عن فرس النهر القزم.

. الفرق الكبير في الحجم بين فرس النهر العادي والقزم يشير إلى مسار تطوري منفصل. يعتقد أن أفراس النهر القزمة انحدرت من سلف مشترك مع أفراس النهر الحالية قبل أكثر من عشرة ملايين عام.

. هناك سلالة فرعية من أفراس النهر القزمة كانت تعيش في نيجيريا، ولكن يعتقد أنها انقرضت تماما، حيث لم تسجل أي مشاهدات لها منذ عقود طويلة.

. فترة حمل أنثى فرس النهر القزم تستغرق حوالي 6.5 إلى 7.5 أشهر، وعادة ما تلد الأنثى صغيرا واحدا. وفي الغالب، تحدث الولادة على اليابسة في مكان بعيد عن الأنظار.

. يقضي فرس النهر القزم معظم النهار مختبئا في الغابات الكثيفة، أو في المياه الضحلة. وينشط بشكل أساسي في فترات الليل والغسق بحثا عن الطعام.

. فرس النهر القزم أقل اعتمادا على الماء من فرس النهر العادي. يمكنه قضاء فترات أطول على اليابسة، حيث يتجول في الغابات بحثا عن الغذاء.

. يعتقد أن فرس النهر القزم يستخدم مجموعة من الأصوات للتواصل، بما في ذلك الصفير أو الهمهمات والهدير الخافت. كما يعتمد على العلامات الشمية لتحديد مناطق نفوذه.

. يمكن أن يعيش فرس النهر القزم في البرية لمدة تصل إلى 30 عاما، وقد يعيش لفترة أطول في الأسر.