الصين وخيارات الرد على ترامب... هل تفتح باب تايوان؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصين وخيارات الرد على ترامب... هل تفتح باب تايوان؟ - تكنو بلس, اليوم السبت 12 أبريل 2025 07:18 صباحاً

هزّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم بالقرار الذي فرَض بموجبه رسوماً جمركية على الدول في 2 نيسان/أبريل، واصفاً الحدث بـ"يوم التحرير". نفّذ ما وعد به مستعيداً "الحلم الأميركي"، فلم يسلم الشركاء قبل الخصوم من حربه التجارية التي أطلق محرّكاتها بنفسه. وباتت الأسواق المالية العالمية تعيش تداعيات هذا القرار وسط حالات من التخبّط من خطوات الملياردير الأميركي وما ستحمله الأيام المقبلة بعد من "الجنون الترامبي" وكان أولى سبحتها تعليق الرسوم لـ90 يوماً.

 

على المقلب الآخر من الكرة الأرضية، كان للصين، وهي المنافس الأساسي للولايات المتحدة و"أكبر تهديد" لها وفق الاستخبارات الأميركية، حصّة وازنة من هذه الحرب الاقتصادية، إذ رفع ترامب الرسوم المفروضة على بكين إلى 145%. انجرّت الصين إلى حرب ترامب وأعلنت إجراءات مضادّة بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على كل الواردات من المنتجات الأميركية.

 

رد الفعل الصيني أول محطّات الردود، وما تحمله بكين في جعبتها حتّى الآن تكنولوجياً وسياسياً وحتّى ربّما عسكرياً، قد يشعل الحرب الذي أرادها ترامب أكثر فأكثر، ولعلّ أهم مفاتيح اللعبة قد يكون لباب الجزيرة: تايوان!

 

مناورات وتدريبات... "الورقة الأبرز"
ويمكن وصف تايوان واستقلالها والدعم الأميركي لها بالملف الأكثر حساسية بين البلدين. فكيف ستستثمره بكين أمام واشنطن في ظل هذه الحرب؟ 

بدون شك، تراقب الصين بـ"ارتياح" المسار الذي سلكه ترامب مع أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب بينهما، فتأخذ من سلوك الرئيس الأميركي عبرة لـ"تعاطي واشنطن مع الحلفاء".

 

في الأسابيع القليلة الماضية، كان لافتاً إجراء الصين تدريبات عسكرية، أحدها كان حول مضيق تايوان شمل "محاكاة لضربات على موانئ رئيسية ومنشآت للطاقة"، وفق ما أعلن الجيش الصيني.

 

محاكاة لضرب "موانئ ومنشآت للطاقة"... مناورات صينية عسكرية في مضيق تايوان وواشنطن تحذّر

بكين: أجرينا حول تايوان مناورات "بذخيرة حية بعيدة المدى" شملت محاكاة لضرب "موانئ ومنشآت للطاقة"

 

وفي آخر تصريحاتها، أعلنت الصين على لسان المتحدّث باسم مكتب شؤون تايوان تشو فنغليان أن "استقلال تايوان يعني الحرب، والدفع باتجاهه يعني دفع سكّان تايوان إلى وضع خطير لنزاع مسلّح".

 

واللافت أيضاً الأسبوع الماضي الاجتماع الصيني – الأميركي "العسكري" في شنغهاي، والذي بحسب الجيش الأميركي "تركّز على الحد من حوادث الأعمال غير الآمنة وغير الاحترافية التي تقوم بها القوّات البحرية والجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني".

 

ومن 10 إلى 12 شباط/ فبراير، أبحرت سفينتان تابعتان للبحرية الأميركية عبر مضيق تايوان في أول مهمّة من نوعها منذ تولّي ترامب منصبه، ما أثار غضب بكين، التي اعتبرت أن هذه المهمّة "تزيد من المخاطر الأمنية".

 

أمام هذه الصورة، تضع الصين ملف تايوان ككتاب مفتوح أمام حربٍ لم تخترها فتجعلها الورقة الأبرز من بين أوراقها، طالما أن اللعبة أصبحت مكشوفة. ولعلّ بكين ستستفيد من "pass" الرئيس الأميركي لتُشعل النار تحت الملف التايواني، فهو الذي طالب تايبيه قبل تولّيه الرئاسة بـ"دفع تكاليف حمايتها من الصين والدفاع عنها"، متّهماً إيّاها بأنّها "سرقت واستولت على تجارة أشباه الموصلات الأميركية".

 

شي جينبينغ ودونالد ترامب. (أرشيف)

 

تناقض ومواقف متأرجحة!
عندما سأل أحد الصحافيين ترامب، عقب أول اجتماع رسمي لحكومته في شباط/ فبراير عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح للصين بالسيطرة على تايوان بالقوّة، قال من البيت الأبيض: "لن أعلّق على ذلك أبداً. لا أريد أن أضع نفسي في هذا الموقف أبداً".

 

ومعتمداً على سياسة "الغموض الاستراتيجي"، أجاب ترامب عن هذا السؤال أيضاً لمجلة "تايم" قائلاً: "لقد طُرح عليّ هذا السؤال مرّات عدّة، ودائماً ما أرفض الإجابة عنه لأنّني لا أريد الكشف عن أوراقي. لا أريد أن أكشف عن أي قدرات تفاوضية من خلال إعطاء معلومات كهذه لأي صحافي".

 

أمّا نائبه جي. دي. فانس، فله رأي آخر وقد اعتبر أن على "الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للاستعداد للصراع العسكري مع الصين على الصراعات الجارية الأخرى".

 

وفي تصريح لافت صادر عن أحد أعضاء إدارته، شدّد وزير الدفاع بيت هيغسث على أنّه "إذا قرّرت الولايات المتحدة سحب دعمها من أوكرانيا، فسيكون ذلك للتركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ وترك الدفاع الأوروبي للأوروبيين في المقام الأول".

 

وأشارت مذكّرة سرّية للبنتاغون، حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، إلى إعطاء الأولوية لردع استيلاء الصين على تايوان.

 

وفي إجراء ديبلوماسي لافت أيضاً، حذفت وزارة الخارجية الأميركية عبارة "لا نؤيّد استقلال تايوان" من ورقة الحقائق التي تتناول علاقات أميركا مع الجزيرة، التي تُنشر على موقع الوزارة الإلكتروني، ما رأته الصين "تراجعاً خطيراً" في الموقف الأميركي و"انتهاكاً لسياسة الصين الواحدة".

 

وفي حديث صحافي، أكّد رأس الديبلوماسية الأميركية وزير الخارجية ماركو روبيو أن "الولايات المتحدة ملتزمة بمنع وقوع هجوم صيني على تايوان"، وقال: "لا نريد الوصول إلى هذه النقطة إذ سيكون ذلك أمراً سيئاً للعالم وللصين".

 

بين الرئيس وإدارته، اختلاف ظاهر. فهل يقصد ترامب "رجل الصفقات" المناورة بورقة تايوان أمام الموقف الصيني الصارم؟

 

رأي

جوزيف عازار

الصين عند "مفترق الطرق": انتعاش اقتصادي أم سراب؟

تتراكم المؤشرات التي تشير إلى تباطؤ الاقتصاد: أزمة قطاع العقارات، تراجع ثقة المستهلكين، والضغوط التجارية الأمريكية المتزايدة. فهل لا تزال الصين، التي كانت سابقًا محركًا أساسيًا للنمو العالمي، قادرة على الحفاظ على مسارها الاقتصادي، أم أنها بحاجة إلى إعادة ابتكار نموذجها التنموي؟

 

الـ"تيك توك"... على طاولة المفاوضات حكماً!
على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، أعلن ترامب الأحد أن الصين كانت ستوافق على صفقة لبيع "تيك توك" لولا رسومه الجمركية، وقال: "لو كنت قد منحتهم خفضاً صغيراً في الرسوم الجمركية، لكانوا قد وافقوا على الاتّفاق في 15 دقيقة. هذا يظهر لكم قوّة الرسوم الجمركية، أليس كذلك؟".

 

في هذا المسار، تخوض الصين حرباً من نوع آخر تتعلّق بإحدى أهم المنصّات الرقمية في العالم وأبرز التطبيقات بين الشباب الأميركي التي تواجه اليوم خطر الحظر في الولايات المتحدة لأسباب مرتبطة بالأمن القومي. 

 

تتعدّد مسارات المنافسة الصينية - الأميركية مع احتدام المواجهة. فكيف ستنعكس "حرب الرسوم" على العلاقات؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق