تدخل أندية الدوري اللبناني لكرة القدم المرحلة الحساسة، إذ ستزخر بالمواجهات القاسية لتحديد البطل.

يحضر الرباعي الكبير الأنصار متصدر الدور الأول (الذهاب) والنجمة حامل اللقب، والصفاء الساعي إلى استعادة اللقب، والعهد المرشح القوي، ويضاف إليها هذا العام الحكمة بيروت الذي قدم مباريات قوية في المرحلة المنتظمة لكل الفرق ولحق به التضامن صور بحيث ضمنا البقاء في مصاف الدرجة الأولى، وسيلعبان دوراً قوياً في تحديد البطل العتيد.

تحفل سداسية اللقب "سداسية الأوائل" بكثير من المواجهات التنافسية القوية، على وقع استعدادات وتدعيمات قامت بها الأندية تحضيراً للمعارك الطاحنة من أجل رفع كأس البطولة.

ستحمل الأندية نصف عدد نقاطها التي أحرزتها في الدور الأول، إذ سيكون الأنصار في الصدارة برصيد 16 نقطة، بعدما كان جمع 31 في المرحلة الأولى إثر 10 انتصارات وتعادل وحيد، مع الصفاء الثاني الذي سيصبح رصيده 15 نقطة (29 في الدور الأول)، ويأتي العهد ثالثاً برصيد 14 نقطة، والنجمة رابعاً بتسع نقاط أمام الحكمة الخامس 8 نقاط والتضامن سادساً بسبع نقاط.

"الزعيم" للتشبث بالريادة
ويتطلع "الزعيم الأخضر" إلى مواصلة انتصاراته أملاً باستعادة اللقب الذي خسره الموسم الماضي في الدقائق الأخيرة، وقدم الفريق أداء قوياً بقيادة المدرب يوسف الجوهري مع قوة تهديفية وانضباط دفاعي جيد، إلا أنّ الأمور لم تكن مثالية بنسبة 100%، إذ عاب الفريق بعض النواقص في البدلاء الجاهزين فضلاً عن تراجع في اللياقة البدنية لعدد من نجومه. كانت فترة التوقف مؤاتية للفريق من أجل استعادة الجاهزية قبل المعارك القاسية، إذ دعّم الفريق تشكيلته بضم المدافع الكاميروني دانيال كامي الذي كشف عن طموحاته واعداً بأن يبذل قصارى جهده من أجل مساعدة الفريق وتقديم مستوى يليق باسم الأنصار وتاريخه.

وتعاقد الفريق مع المهاجم المغربي المخضرم أيوب نناح، ليعوّض رحيل السنغالي حاج ماليك تال.

"العميد" لمواصة السعي
ولم يخف الصفاء نياته التنافسية وطموحاته الكبيرة لاستعادة اللقب للمرّة الأولى منذ نحو عقد من الزمن، إذ حافظ الفريق على تشكيلته القوية المدعمة بأجانب جيدين، بحيث تميز فريق المدرب باسم مرمر بالنسق التصاعدي في المستوى والأداء، إلا أنه يعي تماماً أنه سيكون أمام اختبارات صعبة.

وبدّل الفريق أجانبه بالكامل، إذ تعاقد مع المهاجمين السوري ياسين السامية (27 سنة)، والمونتينيغري بوبان ديوردجيفيتش (28 سنة) والجزائري أيمن لقجع (26 سنة)، ولاعب خط الوسط العاجي غي إنترز (32 سنة).

"المارد الأصفر"
كثر ظنوا أنّ العهد سيكون لقمة سائغة هذا الموسم، وخصوصاً بعد رحيل رئيسه التاريخي تميم سليمان وتأثره بالحرب على لبنان، إلا أنّ الفريق الذي يقوده المدرب جمال الحاج تفوّق على نفسه وأسكت الجميع بعروض قوية، وطرح نفسه منافساً شرساً على اللقب وإن بتشكيلة غير مكتملة. وخلال فترة الاستراحة، عزز "المارد الأصفر" صفوفه، فضم الحارس الدولي علي السبع والشاب حسين حاوي من الاغتراب، والمهاجم الكونغولي يان موكومبو الذي لعب مع الراسينغ في الموسم الماضي، والمدافع النيجيري سيي فيليمون ولاعب الوسط الفلسطيني محمد أيوب.

"النبيذي" لتغيير صورته 
واجه النجمة مشاكل كثيرة في المرحلة السابقة، واضطر إلى خوض المباريات من دون دكة احتياط كاملة، ومع ذلك حسم الفريق باللحم الحي تواجده في "سداسية البطل"، التي يتطلع لخوضها ومواصلة مسيرة الحفاظ على اللقب المتوّج به في الموسم الماضي. رمم النادي النبيذي شؤونه الإدارية بـ"التي هي أحسن" وعمل رئيسه "المستقيل" مازن زعني على تدعيم تشكيلة المدرب محمد الدقة وضم لاعب العهد الأسبق مهدي فحص، والقائد التاريخي للعهد هيثم فاعور، والمهاجمين الغيني أبو بكر توريه، والإنكليزي شيغوزي أوغوو، والمدافع الكاميروني فرانكلين كويتي، وصانع اللعب الكونغولي سييل إيبينغو والفسطيني مؤنس أبو عمشه.

من تمارين نادي النجمة (وكالات)

الحكمة والتضامن
وسيكون فريقا الحكمة والتضامن صور مؤثرين جداً في هذه المراحل الثلاث من دور السداسية وجولاتها الـ15، إذ إنهما سيخوضان المباريات من دون أي ضغوط لكونهما ضامنين استمرارهما في "الأضواء"، إنما سيكونان مطالبين بتحسين رصيدهما وفق مبدأ "اللعب النظيف".

ويأمل محبو اللعبة وأركانها من جمهور وفرق وإتحاد أن يستعيد ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت النبض الكروي، بعدما تم كساء أرضيته بالعشب الأخضر وبات جاهزاً لاستضافة المباريات بحسب الجهات الرسمية، وهذا الأمر سيعزز عودة اللعبة الشعبية الأولى إلى "شعوبها"، على أن تلي هذه الخطوة، مبادرات أخرى لتحسين الملاعب الكبيرة ولا سيما منها ملعبي صيدا وبيروت البلديين.