الطبيب النفسي سامي ريشا: "إذا فهم الإنسان نفسه أكثر، يرَ الآخرين بشكل أفضل" - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطبيب النفسي سامي ريشا: "إذا فهم الإنسان نفسه أكثر، يرَ الآخرين بشكل أفضل" - تكنو بلس, اليوم الخميس 10 أبريل 2025 06:36 مساءً

في حلقة مشوّقة وغنية من "بودكاست مع نايلة"، تستضيف نايلة تويني الدكتور سامي ريشا، رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة القديس يوسف، وأول طبيب نفسي لبناني يُنتخَب عضواً في الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا. في خلال الحلقة، يكسر الدكتور ريشا الحواجز والتابوهات المحيطة بموضوع العلاج النفسي، ويستعرض تفصيلاً كيف يمكن للأسرة والمدارس والمؤسسات أن تلعب دوراً حاسماً في دعم الفرد ومواجهة ضغوط الحياة. ويقدم موضوعات متنوعة تراوح بين أهمية متابعة التطور الذهني والاجتماعي للمراهقين، ودور النشاط البدني والتأمل كوسائل فعالة لتخفيف التوتر والقلق، ما يجعل هذه الحلقة محطة توعية وإلهام لكل من يبحث عن حياة متوازنة وصحية.

 

 

كسر التابو أول خطوة نحو الشفاء
يُعرّف الدكتور ريشا نفسه كطبيب نفسي يسعى بكل جدية إلى مساعدة المرضى في تجاوز معاناتهم النفسية وتخفيف عذاباتهم الداخلية. ويؤكد أن معالجة الاضطرابات النفسية لا تقتصر على الجانب الطبي فحسب، بل تشمل أيضاً الجانب الاجتماعي والثقافي الذي يؤثر في نظرتنا الى العلاج النفسي، ما يجعل من الضروري كسر التابو المحيط بالحصول على الدعم والمعالجة النفسية. ففي عالمنا الذي لايزال يربط بين المرض النفسي والوصمة الاجتماعية، يدعو ريشا إلى فتح باب النقاش والتوعية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى تجنب العلاج وعدم الاعتراف بالحاجة الى المساعدة.

التنمّر خطر صامت في مدارسنا
يتطرق الدكتور ريشا إلى قضية التنمّر بين الأطفال، مشيراً إلى أن المدارس تلعب دوراً حاسماً في مواجهة هذه الظاهرة. فالبيئة المدرسية المثالية هي التي تحفّز على التعلّم الجماعي وتُعزز من روح الاحترام المتبادل، وفي الوقت نفسه تُطبّق برامج توعوية تهدف إلى تفهم الآخر وتنمية مهارات التعاطف لدى الطلاب. ويدعو إلى ضرورة تدريب المعلمين على سبل التعرف الى علامات التنمّر والتعامل معها بفعالية، بحيث يمكن التدخل المبكر وتقديم الدعم اللازم الى الأطفال والمراهقين الذين قد يتعرضون لهذه الظاهرة، الأمر الذي يساهم في الحد من مشكلات الانتحار التي باتت تلوح في أفق العديد من المراهقين الذين يظهرون تغيرات سلوكية ملحوظة.

مرحلة المراهقة: ضغوط وتحديات صامتة
يشير ريشا إلى أهمية رصد سلوكيات المراهقين والتعرف إلى أي مؤشرات تدل على تعرضهم لمشكلات مثل تعاطي المخدرات أو التدخين أو الكحول. ويلفت إلى أن المراهقين في مرحلة التحول يواجهون تحديات نفسية كبيرة، لذا على الأهالي والمعلمين مراقبة سلوكهم والاستجابة سريعاً لأي تغير قد يشير إلى بداية أزمة نفسية. ويؤكد ريشا لنايلة أن الاهتمام بصحة المراهق النفسية يبدأ من الأسرة، فالأهل هم المسؤولون عن وضع القوانين داخل البيت وليس العكس، مع تقبّل حقيقة أن أولادهم قد يواجهون مشاكل نفسية تتطلب تفهماً ودعماً مستمرين.

العمل المرهق؟ الحل في بيئة صحية داعمة
أما في محيط العمل، فيشير إلى أهمية الإيمان بقيم المؤسسة التي نعمل فيها، إذ يعتبر الارتباط بهذه القيم عاملاً رئيسياً لتخفيف الضغط والقلق والاستنزاف النفسي. فالشعور بالانتماء إلى مؤسسة تحترم قيمها وتعزز من روح التعاون يخفف من وطأة الإجهاد اليومي ويساعد على تحقيق توازن بين الحياة العملية والشخصية. كما ينتقد ظاهرة التنمّر والأحكام المسبقة التي تنتشر في بيئة العمل والمجتمع، ويدعو إلى استبدال عادات مثل شرب القهوة والتدخين بالمشي والرياضة والقيلولة، والتي أثبتت الدراسات فعاليتها في تقليل التوتر وتحسين الأداء الذهني.

اليقظة الذهنية والصلاة: وصفة التوازن النفسي
ينتقل ريشا إلى الحديث عن دور الشاشات في حياتنا، فيؤكد أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يقلّل من قدرتنا على التركيز. وفي ظل هذه التحديات التكنولوجية، يقدم نصيحة الى كل من يبحث عن السعادة والرضا النفسي: "اليقظة الذهنية" أو الـ mindfulness، إذ يجد في ممارسة التأمل والصلاة والمشي نشاطات بديلة تساعد على استعادة التوازن الذهني والجسدي. 

 

سامي ريشا ونايلة تويني.

 

 

السعادة الحقيقية تمرّ بأوقات عصيبة
ويؤكّد أن السعادة المطلقة نجدها في الأفلام والروايات فقط، وعلينا أن نتقبّل مرورنا بأوقات صعبة وأن نجد في بساطة الحياة وممارستنا للأنشطة الطبيعية ما يخفّف من وطأة الضغوط اليومية. كما يشدد على أنه كلما فَهِم الإنسان نفسه أكثر، أصبح بإمكانه رؤية الآخرين بشكل أفضل؛ فالفهم العميق للنفس يُساعد على بناء علاقات إنسانية قائمة على التعاطف والتفاهم، ما يساهم في تحسين الصحة النفسية بشكل عام. ويختتم سامي ريشا حديثه بالتأكيد على أهمية الابتعاد عن العادات السيئة مثل الإفراط في استهلاك القهوة والتدخين، واستبدالها بعلاجات بديلة تعتمد على النشاط البدني والروحاني، مثل المشي والصلاة والتأمل، التي تساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتحقيق رضا داخلي أكبر.

وفي ختام البودكاست، يرسّخ فكرة أن الصحة النفسية لا تُعالَج بالأدوية وحدها، بل تحتاج إلى تغييرات شاملة في أسلوب الحياة والتفكير. فهو يرى أن التوعية بمجالات العلاج النفسي وتفهم الآخر ودور الأسرة والمدارس في دعم الصحة العقلية، تعدّ عناصر أساسية لتحقيق مجتمع متوازن وصحي. 

شاهدوا البودكاست كاملاً عبر قناة "النهار" على "يوتيوب".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق