صليب الانتصار - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صليب الانتصار - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 11:26 صباحاً

 جوسلين مراد

 

يا لها من مؤامرة بشعة ومأساة مؤثرة وجريمة نكراء!
إنه نكران جميل فاضح وخنق ضمير مخجل!
فما أظلمت الجلجلة إلا لتخفي بشاعة الجريمة، 
وما زلزلت الأرض إلا لتغطي قهقهات الفجور والدناءة.
ما أقسى ما عامله به هذا الشعب الهائج!
فأين هم هؤلاء الذين لا يخجلون،
والذين لا يعرفون الحق من الباطل، والذين لا كرامة لهم؟
أين هو المجرم برأباس الذي استعبده الفساد، وقد فضله الرعاع
على من تغنى به داوود؟
أين هو يهوذا وقد أظلمت عيناه بضباب كثيف من الغدر والشر؟
إلى أين ذهبت قبلته الغاشة وحبّه الزائف؟ لقد قادتها الخيانة 
طمعاً بثلاثين من الفضة، ثمن من لا ثمن له.
أين هم الذئاب الذين ملؤوا طرقات أورشليم بأصوات الأبالسة الحاقدين:
"اصلبه، أصلبه ..."؟
أين بيلاطس المنسحق الذي استحق لعنة الأجيال لجبنه وخضوعه أمام الرعاع؟َ!
أين المسخ هيرودس تتلاعب به شهوته، والذي أقر بأن المسيح فاقد اللب مجنون؟
أين هم ثعالب الأوكار برئاسة قيافا، يحبكون المؤامرة الدنيئة ويخططون
لتلك الفاجعة النكراء؟
أين الجندي القذر لونجينوس الذي طعن جنب المسيح بحربة على الصليب
فخرج منها ماء ودماء؟
أين هم الجلادون وأياديهم المقطوعة بالإثم، الذين اعتدوا على جسد طاهر فأسلم الروح
لفرط ما جلدوه بالسياط؟
أين هو طيباريوس الوالغ في دماء المسيحيين سيولاً؟
ونيرون يعزف على قيثارة وأنين النيران تلتهم معالم روما
والضحايا البشرية بين أنياب الوحوش الضارية؟
أين كل الذين لطخوا صفحات التاريخ، الذين أسلموه حسداً؟
أين العقول المريضة التي تمخّضت بالكفر والزندقة؟
أين هم قتلة الله، وجلادو الإنسانية، وأعداء كل خير منذ عهد المسيح حتى الآن؟ كلهم اضمحلوا وكأنهم ما كانوا، لكنه حيّ إلى الأبد.
هم العدم وهو الأبدية! 
هم الرماد المتناثر كالغبار، وهو النور الحقيقي الذي أتى إلى العالم ولم يعرفه العالم!
هو الحاضر حتى في الزهور التي تنثر عشية الجمعة العظيمة على نعشه!
هذا هو صليب الانتصار! لقد قام المسيح ليملك على أعدائه إلى ما لا نهاية.
قام منتصراً على رافضيه ومهينيه ومضطهديه وقتلته.
قام المسيح ظافراً ليهلك جلادوه، قام المسيح ليخزي مناوئيه،
وليقول لنا بأنه لا موت للحق ولو بعد ظلم،
ولا بد للحقيقة من أن تنجلي ولو بعد مكر وخديعة وافتراء.
فلنردد مع الشاعر "أحمد شوقي" قوله: "يا فاتح القدس استل السيف ناحية    ليس الصليب حديداً كان بل خشباً إذا نظرت ألى أين انتهت يده  وكيف جاوز في سلطانه القطبا علمت أن وراء الضعف مقدرة وأن للحق لا للقوة الغلبا".

               

                   
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق