كتب: عبد الرحمن عطية

أطلقت منظمة التجارة العالمية تحذيرا شديد اللهجة من التداعيات الاقتصادية العميقة للتصعيد التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدة أن هذا التوتر المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم قد يتسبب في انكماش حاد في التجارة الثنائية، مع إمكانية تراجع حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة قد تصل إلى 80%، وفقا لتقديرات أولية صادرة عن المنظمة.

وفي بيان رسمي، قالت الدكتورة نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، إن هذا المسار المتبادل من فرض القيود التجارية، يمثل خطرا كبيرا لا يهدد فقط العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، بل يحمل انعكاسات سلبية واسعة قد تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي ككل.

وأضاف البيان أن الخطر لا يقتصر على الولايات المتحدة والصين، بل يمتد ليشمل الاقتصادات النامية والناشئة، وخاصة الدول الأقل نموا، مشيرا إلى أن التشرذم الجيوسياسي للتجارة العالمية قد يكون له تأثير دائم على استقرار الأسواق.

وحذرت المنظمة من أن انقسام الاقتصاد العالمي إلى تكتلات متناحرة قد يؤدي إلى تراجع طويل الأمد في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تقارب 7%، وهو ما يشكل تهديدا جوهريا للنظام التجاري الدولي القائم على الانفتاح والتكامل.

وشدد البيان على أن تحويل مسارات التجارة العالمية يمثل خطرا ملحا يستدعي تحركا جماعيا منسقا، داعيا أعضاء المنظمة إلى التحلي بالمسؤولية والتعاون عبر الحوار البناء من أجل حماية النظام التجاري العالمي من الانقسام والانهيار.

وأكدت المنظمة أن دورها يظل محورا كمنصة للحوار والتفاوض، مشيرة إلى أن الحفاظ على نظام تجاري مفتوح وقائم على القواعد لم يعد خيارا، بل ضرورة ملحّة لحماية مستقبل الاقتصاد العالمي.