أكد أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الاطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا لـ"اليوم"، أن السمنة لدى الأطفال تعتبر مشكلة صحية معقدة تتطلب تدخلًا متعدد الجوانب يشمل العائلة، والمدرسة، والمجتمع.
وبين أن الوقاية والتدخل المبكر هما المفتاح لتقليل معدلات السمنة وتقليل مخاطرها الصحية على المدى الطويل، إذ يشير البحث العلمي إلى أن اتباع نمط حياة صحي منذ الطفولة يمكن أن يساعد في بناء مستقبل صحي وخال من المضاعفات المرتبطة بالسمنة.

تحديات عالمية

قال إن السمنة لدى الأطفال تعد من التحديات الصحية العالمية المتزايدة، حيث تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات السمنة في مرحلة الطفولة تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 1975، وترتبط السمنة بمضاعفات صحية خطيرة قد تستمر إلى مرحلة البلوغ، مما يستدعي تدخلات وقائية وعلاجية مبكرة.

أسباب السمنة

عن أسباب السمنة لدى الأطفال مضى البروفيسور الأغا قائلاً:
تحدث السمنة نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية، والسلوكية، والبيئية، وتشمل:
أولاً: العادات الغذائية غير الصحية، فتناول كميات مفرطة من السعرات الحرارية، خاصة من الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية، يساهم في زيادة الوزن.
ثانيًا: قلة النشاط البدني ، ونمط الحياة الخامل، وزيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية، وانخفاض معدل ممارسة التمارين الرياضية، كلها عوامل تزيد من خطر السمنة.
ثالثًا: العوامل الوراثية، إذ تلعب الجينات دورًا في تنظيم عملية الأيض وتخزين الدهون، إلا أن تأثيرها يتفاعل مع العوامل البيئية.
رابعاً : العوامل النفسية والاجتماعية، فالإجهاد والتوتر قد يؤديان إلى الإفراط في تناول الطعام كوسيلة للتكيف العاطفي.
خامساً: اضطرابات النوم، فقد أظهرت الدراسات أن قلة النوم ترتبط بزيادة خطر السمنة بسبب تأثيرها على هرمونات الجوع والشبع مثل اللبتين والجريلين.

مضاعفات صحية

حول المضاعفات الصحية المترتبة على السمنة أضاف:
ترتبط السمنة بمخاطر صحية متعددة، مثل:
⁃ الأمراض القلبية والتمثيل الغذائي، فقد يزيد الوزن الزائد من احتمالية الإصابة بمقاومة الأنسولين، ومرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
⁃ الاضطرابات الهرمونية، فقد تؤدي السمنة إلى اضطرابات في النمو والبلوغ المبكر، خاصة لدى الفتيات.
⁃ مشاكل الجهاز التنفسي مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، الذي يسبب نقص الأكسجين أثناء النوم.
⁃ التأثيرات النفسية والاجتماعية، إذ يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من ضعف تقدير الذات، وزيادة خطر الاكتئاب، والتنمر.

سبل الوقاية

عن سبل الوقاية والعلاج أختتم البروفيسور الأغا حديثه بقوله: هناك 3 سبل مهمة في هذا الجانب وهي:
اولاً: تحسين نمط الحياة من خلال تشجيع تناول الأطعمة الصحية مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والتقليل من السكريات والدهون المشبعة، وتعزيز النشاط البدني: يُوصَى بممارسة 60 دقيقة يوميًا من التمارين الرياضية المعتدلة إلى الشديدة، وتقليل وقت الشاشات: يجب الحد من الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية إلى أقل من ساعتين يوميًا.
ثانيًا: دور الأسرة والمدرسة، إذ يجب على الوالدين تبني عادات غذائية صحية ليكونوا قدوة لأطفالهم، كما يجب أن توفر المدارس وجبات صحية وبرامج رياضية منتظمة لتعزيز النشاط البدني.
ثالثًا: التدخل الطبي عند الضرورة، ففي بعض الحالات، قد يستدعي الأمر استشارة أخصائي تغذية أو طبيب أطفال لوضع خطة علاجية مناسبة، وقد تشمل أحيانًا العلاج السلوكي أو الدوائي في الحالات الشديدة.