إيجابيات للضغط الأميركي تتخطّى سردية الإملاءات - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيجابيات للضغط الأميركي تتخطّى سردية الإملاءات - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 02:08 مساءً

لا ترى اطراف سياسية متعددة ضررا في الضغط الاميركي الذي تعبر عنه في شكل خاص مساعدة موفد الرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس التي لم تكتف بمناقشة موضوع سلاح " حزب الله" وضرورة انهائه بل طاولت مناقشاتها وفق ما عبرت علنا متطلبات الاصلاح كشرط لتلقي مساعدات من الولايات المتحدة ومن البنك الدولي او سواه. والمبررات لذلك لا تكمن في الواقع بالرغبة في الاستقواء اميركيا على فريق او حزب لبناني بمقدار ما تكمن في امرين اساسيين على الارجح: احدهما ان مرتكزات السلطة التي لا تزال موجودة عبر الاحزاب والتيارات السياسية قاومت ولا تزال بقوة كبيرة كل الدعوات الخارجية للاصلاح على مدى سنوات طويلة بما في ذلك الدعوات وحتى الشروط التي فرضتها دول عدة على اثر الانهيار المالي قبل خمس سنوات.

 

وراهنا وبعد انتخاب العماد جوزف عون للرئاسة الاولى وتولي القاضي نواف سلام رئاسة الحكومة وتأليف حكومة نادرا ما يمكن ان تضم اختصاصيين في منأى عن اللعبة السياسية كما هي الحال راهنا ، لم يعد من اسباب او ذرائع تحول دون ذلك . يدفع في هذا الاتجاه الدعم القوي الذي حصل عليه اركان السلطة راهنا من الولايات المتحدة وصولا الى الرئيس نبيه بري المعول عليه المساهمة في نقل البيئة الشيعية ككل الى مكان اخر غير الالتحاق بمنطق " حزب الله" وادبياته ، كما الدعم الذي حصل عليه اركان السلطة من فرنسا ودول عدة وكان ابرزها من المملكة السعودية سواء عبر استقبالها رئيس الجمهورية او في استقبالها رئيس الحكومة. وتعتقد هذه الاطراف ان هذا الدعم يسير في موازاة المسؤولية الملقاة على عاتق اركان السلطة الحالية من اجل نقل البلد الى مكان اخر اذ ان ما يتوافر لهؤلاء من دعم وحتى من ضغوط   من اجل  ازالة كل الموانع امام استعادة الدولة سيادتها واعادة بنائها على نقيض الذرائع والحجج التي كان يتذرع بها اهل السلطة سابقا لعدم التقدم على طريق بناء الدولة .

 


الامر الاخر ان لبنان لا يملك القدرة ليس على الوقوف في وجه اسرائيل او في وجه الولايات المتحدة الاميركية ولا مصلحة له في القيام بذلك مع هذه الاخيرة لاعتبارات متعددة ابرزها حاجته اليها في موضوع الضغط على اسرائيل ومساعدته في موضوع المفاوضات المحتملة معها في اي وقت كما حاجته اليها في مواضيع اخرى ابرزها مساعدة الجيش اللبناني ودعمه على مستويات عدة . ولا يملك لبنان القدرة على اقناع الحزب وحده بالامتثال لالتزامه بتنفيذ القرار 1701 حتى لو ان الحزب سلم بالتفاوض على وقف النار في الجنوب عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو الذي وافق على شروط الاتفاق وكل مضمونه الذي يشمل بسط الدولة سيادتها على كل اراضيها وبواسطة الجيش اللبناني وحده. فالضغط الاميركي مهم في هذا الاطار ليس لاعطاء اهل السلطة اوراقا ضاغطة بدورهم على الحزب ، بل لتزويدهم بما يلزم للاقناع ايضا . وذلك في الوقت الذي يضعف خطاب الحزب او المنطق الذي يتحصن به عن الاملاءات الاميركية على لبنان في شأن الجنوب او الاصلاح او سوى ذلك ما دامت الضغوط الاميركية هي المقاربة الوحيدة التي تعتمدها الادارة الاميركية الحالية برئاسة الرئيس دونالد ترامب . وهذه المقاربة للادارة الاميركية تعتمدها وفق ما ظهر وبات معروفا مع اصدقائها وحلفائها اكثر مما هو مع خصومها ولكن هذه الضغوط تجاوبت ايران معها من اجل العودة الى التفاوض حول ملفها النووي ومسائل اخرى .

الا ان الاهم بالنسبة الى هؤلاء ان الاهتمام الاميركي بلبنان راهنا يخشى ان يكون قصير المدى تبعا لواقع ان لبنان لم يحتل مرة اولوية لدى الولايات المتحدة الاميركية وكان الاهتمام به ربطا بامن اسرائيل او بامن الدول المجاورة وليس لانه يشكل مصلحة اميركية. وغالبا ما كان يضعف هذا الاهتمام او يتضاءل تبعا لهذه الظروف بحيث يتم اهمال لبنان لسنوات كثيرة . فيما ان ما يحصل راهنا ربطا بالحرب الاسرائيلية مع الحزب التي فتحت الباب امام اغلاق ملف سلاح الحزب الذي لم يكن مطروحا في الواقع على رغم المطالبة الاميركية المبدئية بانهاء سلاح الحزب او نزعه ، يشكل فرصة للاستفادة منها اقصى ما يمكن لا سيما مع الفرصة المتاحة امام اعادة بناء الدولة اللبنانية واستعادة سيادتها وقرارها .

rosannabm @hotmail.com

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق