كتب .. مصطفى محمود

تستأنف روسيا والولايات المتحدة، الخميس، جولة جديدة من المشاورات الدبلوماسية في مدينة إسطنبول التركية، في مسعى لإعادة تطبيع عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن الجولة الثانية من المحادثات ستركز فقط على العمليات الدبلوماسية، مشددة على أن القضايا السياسية والأمنية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، "لن تكون على جدول الأعمال مطلقًا".

وأكدت بروس أن هذه المفاوضات لا تهدف إلى تطبيع العلاقات الثنائية بشكل شامل، معتبرة أن الوصول إلى ذلك "مرتبط بتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا"، بحسب ما أورده موقع راديو أوروبا الحرة.

وفي المقابل، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الوفد الروسي سيقوده السفير لدى واشنطن ألكسندر دارشييف، بينما يترأس الوفد الأميركي سوناتا كولتر، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا.

وكانت الجولة الأولى من هذه المحادثات قد عُقدت خلف أبواب مغلقة في إسطنبول يوم 27 فبراير الماضي، ووصفها الطرفان آنذاك بأنها كانت "مفيدة"، حيث تم الاتفاق على خطوات مبدئية نحو إعادة تنظيم البعثات الدبلوماسية.

وبالتزامن مع هذه المشاورات، قالت روسيا إنها اقترحت استئناف الرحلات الجوية المباشرة مع الولايات المتحدة كجزء من إجراءات إعادة التطبيع. وجاء ذلك في وقت يستمر فيه التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، ما يبقي العلاقات الأميركية الروسية في حالة توتر حاد.

كما أرسل الكرملين مؤخرًا مبعوثه كيريل ديميترييف إلى واشنطن، تلبية لدعوة من المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وعقب اللقاء، أعرب ديميترييف عن وجود "ديناميكية إيجابية" في العلاقات، رغم بقاء عدد من الملفات الخلافية التي تتطلب المزيد من الاجتماعات.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين موسكو وواشنطن دخلت نفقًا مظلمًا منذ غزو أوكرانيا في 2022، ما أسفر عن طرد دبلوماسيين وقيود متبادلة على السفارات والقنصليات، في واحدة من أسوأ فترات التوتر بين البلدين منذ الحرب الباردة.