كتب – محمود كمال

دخلت الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيز التنفيذ فجر الأربعاء وسط ارتباك واسع في الأسواق العالمية وتزايد المخاوف من ركود اقتصادي شامل.

وفرضت واشنطن رسوماً متبادلة على نحو 60 دولة، إلى جانب رسوم أساسية بنسبة 10% بدأت في وقت سابق.

وأعلنت وزارة التجارة الأميركية بدء تطبيق الإجراءات الجديدة في تمام الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

ودفعت الخطوة الأسواق إلى حالة من الاضطراب، وتكبد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر خسارة له منذ خمسينيات القرن الماضي.

وخسرت أسواق المال العالمية تريليونات الدولارات في 4 جلسات تداول حادة منذ الإعلان عن القرار في 2 أبريل.

وتأثرت الأسواق العالمية بهبوط واسع النطاق، في مشهد أعاد للأذهان أزمات مالية كبرى مثل انهيار 1987 وأزمة 2008 وبداية جائحة كورونا.

وسجلت مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا تراجعات حادة، بينما ازدادت عمليات البيع في وول ستريت بشكل غير مسبوق.

وأدى القرار إلى زعزعة التحالفات التجارية القديمة للولايات المتحدة، وعرّض حلفاء تقليديين مثل الاتحاد الأوروبي لرسوم بنسبة 20%.

وفرضت واشنطن رسومًا تصل إلى 40% على دول آسيوية مصدرة أبرزها فيتنام وكمبوديا ما أثار استياء واسعا في هذه الأسواق.

وأطلقت الصين إجراءات مضادة، بعد أن بلغت نسبة الرسوم المفروضة عليها نحو 104% على خلفية الخلاف حول تجارة مخدر الفنتانيل.

واستجابت شركات وساطة صينية كبرى بدعم من الحكومة لتثبيت أسعار الأسهم واحتواء الاضطراب في السوق المحلي.

وقبل دخول الرسوم حيز التنفيذ، اندفع الأميركيون إلى تخزين مستلزمات السيارات وهواتف آيفون والمواد الغذائية تحسبًا للغلاء.

وقدر مختبر الميزانية بجامعة ييل أن الإجراءات الجديدة ستخفض دخل الأسرة الأميركية المتوسطة بنحو 3800 دولار سنويًا.

وأوضح التقرير أن الرسوم تمثل عبئا أكبر على الأسر الفقيرة، مما يكرّس الفجوة الاقتصادية داخل الولايات المتحدة.

وواجهت إدارة ترمب انتقادات من قادة أوروبيين، حيث دعا وزير الصناعة الفرنسي الشركات إلى تعليق استثماراتها في الولايات المتحدة.