تراجعت الأسهم الأمريكية خلال ساعات التداول الأخيرة عقب جلسة تداول شديدة التقلب، إذ فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 1.6% من قيمته، بعد أن تراجع عن مكاسب بلغت 4.1%، بحسب ما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

خسائر جماعية تطيح بمؤشرات وول ستريت

تأثرت المؤشرات الرئيسية بشكل كبير، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 683 نقطة، أي بنسبة 1.8%، بعدما تخلى عن مكاسب سابقة بلغت 1460 نقطة. كما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.2%.

الأسهم الأمريكية تحت ضغط الرسوم

قال محللون إن بورصة وول ستريت شهدت جلسة جديدة من الخسائر الحادة مع تراجع آمال المستثمرين في إمكانية تأجيل أو تقديم الولايات المتحدة لتنازلات بشأن الرسوم الجمركية قبل الموعد النهائي، وهو ما دفع الأسواق إلى حالة من اليأس والحذر.
اقرأ أيضاً: بعد مكاسب مؤقتة.. مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع

ترامب: "أمريكا ستصبح غنية جدًا قريبًا"

في المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده ستجني ملياري دولار يوميا من الرسوم الجمركية، دون تقديم أي تفاصيل، مضيفا:
"الرسوم المفروضة ستؤدي إلى تدفق أموال غير مسبوق، وأمريكا ستصبح غنية جدا مرة أخرى قريبا".

ما سبب نزيف الأسهم الأمريكية المتواصل؟

الهبوط جاء على خلفية إعلان السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 84% على جميع الواردات الصينية يوم الأربعاء، وهو ما يعني أن جميع السلع الصينية ستكون خاضعة لرسوم لا تقل عن 104%، بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية.
اقرأ أيضاً: المستثمرون الأفراد يقتنصون الفرص بشراء جماعي للأسهم وسط التقلبات

آراء المحللين: الأسواق بحاجة إلى استقرار

علق توماس مارتن من شركة "جلوبال إنفستمنتس" بالقول: "ما زلنا في قلب الأزمة، لكن هذا قد يهدئ الأمور قليلا ويدفع المستثمرين إلى مواصلة التداول أملا في تعافٍ قريب".

مؤشر الخوف يسجل ارتفاعا جديدا

ارتفع مؤشر "في آي إكس VIX"، المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت، ليعكس ارتفاع مستويات القلق لدى المستثمرين، بعدما بلغ مستويات تاريخية خلال الجلستين الماضيتين.
ويشير المؤشر إلى أن "الخوف الشديد" هو ما يهيمن حاليا على مزاج الأسواق.

وول ستريت تبحث عن بارقة أمل

بعد ثلاثة أيام من الهبوط، كان المستثمرون في وول ستريت يأملون في أي إشارة إيجابية تعيد بعض الثقة إلى الأسواق. لكن التصعيد المفاجئ في الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين بدد هذه الآمال، في تذكير بأن الإعفاءات قد تكون مؤقتة.

الرسوم قد تدفع نحو ركود عالمي

أدت سياسة ترامب التجارية خلال الأيام الماضية إلى تفاقم مخاوف الركود، مع تزايد القلق من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى ركود اقتصادي أمريكي وعالمي في وقت لاحق من هذا العام، بحسب تقارير صدرت عن بنوك كبرى مثل جولدمان ساكس وجي بي مورجان تشيس.

إشارات مختلطة من البيت الأبيض

قال كيث ليرنر من "ترويست" إن حالة الغموض الحالية تدفع الأسواق إلى المبالغة في ردود الأفعال تجاه أي خبر، وهو ما يفسر ارتفاع الأسهم مؤقتا يوم الإثنين بعد انتشار خبر زائف عن تعليق الرسوم، وهو ما نفاه البيت الأبيض لاحقا.
وأوضح: "هذا أظهر للأسواق ما يمكن أن يحدث في حال حدوث تقدم حقيقي في المفاوضات".

فريق ترامب بين تفاؤل وحذر

أعرب بيتر نافارو، كبير مستشاري ترامب التجاريين، عن تفاؤله قائلا في مقابلة مع فوكس نيوز: "لقد وصل السوق إلى القاع، وسنرى انتعاشا تقوده شركات ستاندرد آند بورز 500، وسيتجه داو جونز إلى 50,000 نقطة. أضمن ذلك، وأؤكد أننا لن نشهد ركودا".
لكن هذه التصريحات لم تلق صدى لدى بعض كبار المسؤولين الاقتصاديين، مثل جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان، الذي حذر في رسالته السنوية إلى المساهمين من أن الرسوم الجمركية سترفع الأسعار، وتبطئ الاقتصاد العالمي، وتضعف من مكانة أمريكا الجيوسياسية.
كما حذر عدد من أبرز داعمي ترامب، مثل إيلون ماسك وبيل أكمان، من أن هذه السياسة التجارية تقوم على "منطق معيب" وقد تؤدي إلى نتائج عكسية.

أداء متباين في الأسواق العالمية

على النقيض من ذللك، سجلت الأسواق العالمية ارتفاعات ملموسة، إذ ارتفعت مؤشرات طوكيو بنسبة 6%، وباريس بنسبة 2.5%، وشنجهاي بنسبة 1.6%، بينما تباين الأداء في أسواق أخرى.
ورغم ذلك، أكد المحللون أن التقلبات ستستمر في ظل الغموض الذي يلف مستقبل العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.